آمال : خصخصة العرفج والرمث

نشر في 02-01-2018
آخر تحديث 02-01-2018 | 00:19
 محمد الوشيحي حمى الله حكومتنا الجميلة، وأفكارها الثورية العجيبة. مع كل إشراقة شمس تعجن حكومتنا شعبها بالسمسم وتضيف إليه القشطة، وتقدمه ساخناً على سفرة الكبار. وبالهناء والشفاء.

أمس قرأنا عن تفكير هيئة البيئة في خصخصة البر ومخيماته. والخصخصة الكويتية لا علاقة لها بمفهوم الخصخصة الاقتصادي المعروف دولياً، تشابه أسماء ليس إلا. كأن تقول "الصحافة"، فتعتقد أنها تفعل ما تفعله "الصحافة" في العالم، من بحث عن الأخبار، وتحقيقات جادة وخطيرة ومهنية، وكشف تلاعب المسؤولين، وما إلى ذلك من مهام الصحافة، لتكتشف أن القصة لا تعدو كونها تشابه أسماء، فـ"الصحافة"، في أكثر دول العالم العربي، تُكتب مواضيعها على جلد الطبلة، وتوضع في المباخر، ويُقاس مستوى الصحافي بمستوى تهزيئه للشعب وتمجيده للقيادات. لكنها صحافة على أية حال، يحمل المنتسبون إليها كارنيهات، ويُدعون إلى المنتديات، ويحصلون بموجب عضويتهم على خصومات في بعض الأماكن… كذلك الحال مع مصطلح "الديمقراطية"، ومصطلح "الشعب"، الذي تخشاه كل حكومة، وتبحث عن رضاه، بينما تتغنج حكوماتنا عليه فيبحث هو عن رضاها.

الخصخصة، عندنا في الكويت، غالباً، هي تسليم مرافق أو قطاعات مربحة ومدرّة لمجموعة من كبار البشوت، وفوقها قبلة على خشم كل منهم، فيرفع هؤلاء الأسعار على المواطنين، ويجنون "اللولو والمرجان"، ويحولونها إلى حساباتهم العامرة في بنوك أوروبا، بعد أن تقسم لهم الحكومة بالطلاق على ألا يدفعوا لها شيئاً. كرم حاتمي أصيل يدل على معدن الحكومة.

معلش، سرح القلم على حل شعره وسحبني معه من ذراعي، وتركت الموضوع الأساسي؛ هيئة البيئة تدرس خصخصة البر ومخيماته. وسنقرأ قريباً: "مخيم فلان ابن فلان، ما شاء الله تبارك الله، فيه سبعون عرفجة، وخمس وستون رمثة، وسبع وثلاثون عوسجة، أما مخيم علان ففيه ست رمثات وعوسجة، ويخلو من العرفج، ومخيم فلنتان أقرع لا عرفج فيه ولا عوسج ولا رمث ولا حتى مصيخ"، وبهذا يستحوذ المقتدرون على كل لون أخضر في هذه الصحراء الشاحبة، ويكتفي البسطاء بمشاهدة اللون الأخضر في "غوغل"، إلى أن تجد الحكومة فكرة أخرى لخصخصة صور غوغل واللون الأخضر.

back to top