هل ترضاها على أختك؟

نشر في 31-12-2017
آخر تحديث 31-12-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي ما معنى هذا الهجوم الشعبي الشرس على قيادات الداخلية المقصودة في تقرير ديوان المحاسبة، وكأن الكويت قطعة من كوكب آخر غير كوكب الأرض، فلا يشملها الفساد كما يشمل بقية دول العالم؟! مع أن القصة كلها لا تتجاوز 33 مليون دينار!

اليابان، وهي اليابان، فيها فساد، وكلنا نتذكر حادثة انزلاق القطار التي قرأنا عنها قبل سنوات. وفنلندا كذلك لا تخلو من الفساد، إذ يقال إن وزيرة فنلندية ملأت خزان وقود سيارتها الخاصة (لاحظ أنها خارج أوقات العمل تستخدم سيارتها الخاصة)، على حساب الحكومة، قبل أن تعتذر وتستقيل، أو تُقال. والنرويج؛ قد نقرأ عن فساد أحد مسؤوليها ذات يوم، صبركم عليها شوي بس.

واضحة جداً أهداف هؤلاء الغاضبين المحتجين على قصة تقرير ديوان المحاسبة. قصدهم ليس محاربة الفساد، ولا الخوف على أمنا الكويت، بل تشويه سمعة هؤلاء الأفاضل الأتقياء الأنقياء، مستغلين حرية الرأي في الكويت. ولو أنهم تلفتوا يميناً ويساراً، وقارنوا بيننا وبين دول الجوار لأدركوا حجم النعمة التي نحن فيها.

وأرجو ألا يخرج علينا أحد المعارضين، دعاة الفوضى والهمجية، ليطلب مقارنة الكويت بالدول الإسكندنافية، لا بالدول العربية، وكأنه يتناسى أن الدول الإسكندنافية توافق على زواج المثليين، فهل يريد أن تقبل الكويت بذلك؟ وفي شوارع تلك الدول تنتشر الحانات، والعياذ بالله، فهل يريد أن تفعل الكويت ذلك؟ وتنتشر في فنادق تلك الدول عروض الرقص العاري، إذ ترقص إحدى الفتيات عارية أمام الأغراب، والعياذ بالله، فهل يريد الفوضويون الهمج أن تسمح الكويت بذلك، هل يرضاها أحد منهم على أخته؟ الإجابة: لا طبعاً. إذاً احمدوا ربكم، ماكلين شاربين نايمين، الله يعز حكومتنا، واتركوا عنكم التدخل فيما لا يعنيكم، وليسأل كلٌّ منا نفسه، قبل أن ينتقد الحكومة: هل يرضاها على أخته؟

back to top