البلطجة الأميركية إلى أين؟

نشر في 30-12-2017
آخر تحديث 30-12-2017 | 00:05
 نواف المطيري أتحفنا الساسة الأميركيون خلال جلسة التصويت على مشروع قرار تقدم به اليمن بآخر صيحات البلطجة العالمية ومحاولة التأثير على قرارات الدول بالترهيب والتهديد تارة وبـ"التمسكن" تارة أخرى.

بدأت حملة البلطجة من "الشبيح" ترامب عندما أعلن أن القدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها لترسيخ هذا المفهوم، والحق يذكر أن ترامب أبلغ بعض رؤساء المنطقة بهذه الخطوة قبل الإعلان الرسمي مما يدل على "الميانة الزايدة" لفخامته.

كما هدّد بعض الدول بوقف المساعدات عنها في حال التصويت مع القرار، وتولت هذه المهمة "البلاسة" سفيرة أميركا في الأمم المتحدة، حيث رصدت الدول التي صوتت للقرار، ومن ثم أبلغت ترامب بذلك. الغريب في الأمر أن هذه السفيرة التي تصب الزيت على النار وما انفكت تتوعد وتهدد خلال كلمتها في جلسة التصويت، استجدت الدول في نهاية كلمتها وطالبت الضمير العالمي بوقف التجني على إسرائيل بدراما هولوكوستية مريعة، وأعقب تلك "البلاسة" كلمة للسفير الإسرائيلي الذي بدأ مسرحيته بعملة تعود إلى 3000 سنة ليثبت بها يهودية الأرض، وهذا منطق لا يستحق الرد عليه.

هذه البلطجة أو العربدة الأميركية إلى أين؟ لا أحد في العالم يشك في قدرات أميركا الاقتصادية والسياسية والعسكرية، لكن لا يعني ذلك أنها تستطيع أن تفرض إرادتها على الجميع. كانت نتائج التصويت أبلغ دليل على هذا، حيث صوتت أكثر من 120 دولة مع القرار، في حين صوتت ضد القرار 9 دول رضخت لتهديد "الشبيح" وهي جزر في المحيط الهادي "لا تهش ولا تنش"، ووقفت دول العالم بجميع ثقافاتها وحضاراتها ودياناتها مع الحق الفلسطيني بوجه البلطجة الأميركية العالمية، واعتبرت نقل سفارة أميركا أو أي سفارة لدول أخرى عملاً غير قانوني.

بعد المواقف المتخاذلة للأمم المتحدة فيما يتعلق بغزو أفغانستان والعراق جاء هذا الموقف المشرف الوحيد للقضايا العربية، والذي أعاد الثقة المسلوبة بهذه الهيئة وقراراتها، والتي خرجت مخالفة لرغبة أقوى دولة في العالم، وقد تواجه أميركا خطر العزلة السياسية بعد هذه الخطوة إذا استمرت في هذه البلطجة والقرارات غير المدروسة العواقب، حيث تخلت عنها سياسياً دول حليفة لها في الاتحاد الأوروبي.

يُقال إن "شلة" محور الشر ما غيرهم، كيم جونغ أون وبوتين وغيرهما في "غروب" الواتساب يتندرون على طريقة ترامب في البلطجة، وقرروا أن يضيفوه إلى "الشلة" ويتعلم البلطجة على أصولها.

back to top