6/6 : خليجي 23... غير

نشر في 29-12-2017
آخر تحديث 29-12-2017 | 00:23
 يوسف الجاسم إذا كانت الكويت صاحبة الاستحواذ الأكبر على بطولات دورات الخليج لكرة القدم لعشر مرات، وإذا كانت الذاكرة الوطنية تختزن مراحل الزمن الجميل، بأبطاله ونجومه في شتى الميادين، وضمنهم أبطال كرة القدم، الذين حفروا أسماءهم على بوابات دورات الخليج، واحدة تلو الأخرى، لتعلن منذ تلك الأزمنة أن الكويت بلاد خُلِقَت كي تُنْتَجب... إذا كان ذلك كله لا يغيب عن الخاطر، فإن وقائع المشهد في استاد جابر ليلة افتتاح "خليجي 23" ستبقى متوهجة في أفق ذاكرتنا، لما حملته من معانٍ وعِبَر، استلّت رونقها من مظاهر الفرح وحشود البهجة التي ائتلفت في الاستاد الكبير يحفّها الحضور الأبوي البهي لصاحب السمو الأمير وولي عهده، لتمطرهما الجموع بطوفان المحبة، ولتعلن أن أميرها كفَّى ووفَّى في رعايته لمسار رفع الإيقاف الذي طال ليله على الشباب الرياضي الكويتي، وأن تلك الرعاية السامية جاءت لتخبر الساعين لوأد فرحة أهل الكويت أن ظنهم خاب، وأنه آن الأوان لرياضتنا أن تنهض، ولبهجة الناس أن تتجدد.

أجزم بأن تركيبة الجماهير التي امتلأ بها استاد جابر كانت غير مسبوقة في النوع قبل الكمّ، لأنها احتشدت؛ نساءً ورجالاً، شيوخاً وشباباً وأطفالاً، بنسق وطني متحد داخل الملعب وخارجه، أصرَّ على التعبير عن حبه لوطنه، الذي يعلو الجميع، وأن كويتهم "ليست كويتاً وكفى، بل إنها بيت ومأوى ونسب".

جموع يوم الافتتاح زحفت إلى الملعب وتحلَّقت خارجه حول شاشات التلفزيون بواعز تلقائي ابتعد عن الاصطفافات الفئوية، وتحرّر من الاستقطابات السياسية، وجمعها هدف واحد، هو رؤية فريقها "الأزرق" يلعب بالساحة بعد طول غياب، بغض النظر عن حسابات الفوز أو الخسارة في المباريات، حيث إن الظرف يعطي العذر لأي هفوات واجهها اللاعبون الأبطال أمام فرق حضرت وشاركت وهي مدججة بالاستعدادات المكثفة، مقارنة باستعدادات فريقنا، التي تكاد تكون معدومة.

عزَّز من بهاء ليلة الفرح الكبير بافتتاح "خليجي 23" استجابة الأشقاء الإجماعية للمشاركة في تلك البطولة، رغم تراكم غيوم الأزمة الماثلة في خليجنا الواحد بين بعض الأشقاء، ولتجمَع الرياضة ما فرَّقته السياسة، ولتتعزز مكانة الكويت في وسطها الخليجي، باعتبارها الحضن الراعي للجميع.

زاد من وهج الافتتاح، تلك اللمسات المبهرة لفعاليات لم يستغرق التحضير لها أكثر من عشرة أيام، فحازت بساطتها وجمالها وجهود القائمين عليها إعجاب الجميع داخل الكويت وخارجها.

"خليجي 23" غير؛ بأجوائها، وأنفاسها، وعبقها الوطني، وجمهورها، ولاعبيها، وإدارييها... فشكرٌ غير محدود لمن مكَّننا من رؤية دورة الخليج تنعقد على أرضنا بمشاركة أزرقنا الواعد دائماً بالمستقبل المشرق، ونبارك مقدماً لمن سيحمل الكأس الثمينة للدورة الأثمن.

همسة:

مبروك لجميع مَن كرَّمتهم الدولة. ولعل حصول عميد الإعلام الكويتي وعملاقه أ. محمد السنعوسي، والفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر (الصوت الجريح)، وأ. محمد الشارخ، على جوائز الدولة التقديرية للثقافة والفن والإعلام والتقنيات، هو تكريم مستحق لقاماتهم الكبيرة، ولكل إعلامي وكل فنان ومشتغل بعوالم الكمبيوتر في الكويت... ألف مبروك، وشكراً لمن تذكَّرهم بعد نسيان طويل.

back to top