آمال : الفخ… الفخ يا قوم

نشر في 28-12-2017
آخر تحديث 28-12-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي قبل سنوات، نشرت جريدة القبس مانشيتاً "أفاض الكأس الملأى". المانشيت ذاك كشف للناس ما كان معلوماً لديهم، لكنهم ما كانوا يملكون عليه دليلاً؛ "أموالٌ لنواب تُربك المصارف والجهات الرقابية". وجاء في المانشيت الصغير الذي يعلوه: "17 مليوناً في حساب نائب و8 في حساب آخر".

كان ذلك، سيداتي سادتي، في شهر رمضان، في صيف عام 2011، وكنا قبل ذلك نشير إلى اللون الأحمر ونقول إنه أحمر، فيتباكى أفراد الجوقة ويردون علينا: "نحن في دولة مؤسسات، فأعطونا ما يثبت أن الأحمر أحمر". فجاء المانشيت الأحمر ليمسك بأذن كل من ينكر وضوح اللون الواضح.

ومن يومها، علا صراخ الناس، وانطلقوا إلى الشوارع والساحات "على ملا وشهم"، غاضبين محتجين، وكثرت الندوات والمؤتمرات والمسيرات في الشوارع والساحات.

وتسارعت الأمور، وارتفعت درجة حرارة الدم في العروق، واستنفرت الأجهزة الأمنية عناصرها، و"التقى الجمعان" أمام الكاميرات، وكانت ذروة الأحداث في دخول مجموعة من النواب والشبان إلى قاعة البرلمان، بعد نحو ثلاثة أشهر من نشر ذلك المانشيت، في حركة احتجاج سياسية صرفة، إذ لم يكن هدفهم سرقة أي من محتويات القاعة، ولا الاعتداء على أي شخص في القاعة، الخاوية أصلاً وقت دخولهم، ولا يحزنون.

قامت الحكومة، بعد ذلك، بهجمة مرتدة عنيفة، وانتقل البكاء من عيون الناس المحتجين على الفساد، إلى عيون الحكومة وأتباعها على الفضائيات، خشيةً على هيبة المؤسسة التشريعية، كما زعموا، وناحوا نواحاً يُعجز الثكالى ويُخجل الأيتام، وادّعوا أنهم أصيبوا بالرعب والكوابيس ووو…

نامت الأحداث بعد ذلك نومة مسافر على قارعة الطريق، قبل أن تستيقظ، قبل شهر، وتوقظنا على خبر صادم صاعق: "الحكم بالسجن على 67 شخصاً في قضية دخول البرلمان بينهم ثلاثة نواب يتمتعون بالحصانة البرلمانية"! وحتى اللحظة، ما زالت الدموع تسيل على خدود أهاليهم وأحبائهم وكثير من الناس على مآل الأمور.

واليوم تعيد جريدة القبس الكرّة بمانشيت صاعق: "الداخلية أنفقت 33 مليون دينار على الحفلات والهدايا"، وقد يغضب الناس، لا قدر الله، وقد يتخذون خطوات احتجاجية انتصاراً للكويت التي تُنهب، وقد يعلو صراخهم، فتتسارع الأحداث، وتتكرر، ويُسجن الناس. لذا وجب علينا تنبيههم وتحذيرهم من مآل الأمور: "هذا النوع من المانشيتات فخ حكومي؛ لتقضي به على كل من يقول لا، فيخلو لها الجو مع عشيقتها خزينة الدولة. اتركوا الحكومة تعبث وتلعب بأموالنا وأموال أجيالنا وأراضي الدولة ومشاريعها ونفطها وثومها وبصلها وقثائها. اتركوها تعبث لا أبا لكم. اتركوها تفعل ما يحلو لها ولا تقعوا في الفخ".

فكرة المقالة للصديق عبدالله الرسام.

back to top