آمال : أقلّه… ابتكارات جديدة

نشر في 26-12-2017
آخر تحديث 26-12-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي حتى الأشياء الجميلة، تكرارها ممل. الأغنية الرائعة تكرارها ممل. المنظر الخلاب تكراره ممل. الطبخة اللذيذة تكرارها ممل. الملابس الفاخرة تكرارها ممل. قراءة الروايات المميزة تكرارها ممل. الغزل تكراره ممل. الشعر تكراره ممل، الغناء تكراره ممل… تكرار كل شيء، بلا استثناء، ممل.

ولا أدري كيف لم تشعر حكوماتنا المتعاقبة بالملل من تكرار فسادها وفشلها وإفسادها. الطبخة "هيّه هيّه"، والشكل النهائي هوّه هوّه، والمذاق هوّه هوّه. لا فلفل أخضر يُضاف لتغيير النكهة، ولا أحمر.

طبخة محفوظة عن ظهر ملل، وكأنها طبخة روبوت؛ التدخل في الانتخابات البرلمانية، عبر إنجاز معاملات هذا وحرمان منافسه. وأشياء أخرى تحدث أثناء "العرس" الديمقراطي، يعرفها الناس لكنها لا تقال. ثم التكتكة في انتخابات الرئاسة واللجان، وغير ذلك من بهارات الطبخة المكرورة ذاتها.

وفي المشاريع العمرانية والتنموية، نفس التجربة تتكرر؛ أرقام خيالية لتكلفة بعض المشاريع، يصاحبها بروباغاندا ضخمة، تماماً كما حدث مع "مدينة الألعاب المائية" الأضحوكة، واختراع "الوحش المصري" الذي تضاحك عليه المصريون إلى أن استلقوا على ظهورهم، بعد أن سوّقه الإعلام على أنه سيارة تطير في الجو، وتسبح في المحيطات، وتمشي على الأرض، ثم إذا به عبارة عن ثلاث صفائح تم تلحيمها برخص وبدائية، لينتهي قدره في "ترعة القليوبية".

وفي الإعلام، ذات الطريقة تتكرر؛ حرمان هذه الوسيلة الإعلامية من الأخبار، ومنح تلك. ومحاربة القائلين "لا" للفاسدين، وتشويه سمعتهم، وشيطنتهم، والمطالبة بمحاسبتهم، وقمع رأي من يدافع عنهم، والتنافس على شتمهم، ووو…

فيا أيها الوزراء الكرام، مللنا من تكرار الفساد، فإن لم تكن لديكم نية للإصلاح، فاخترعوا طرقاً جديدة، أقله، للفساد، فقد مللنا مذاق الطبخة الوحيدة التي تقدمونها طوال تلك السنين… يرحمكم الله.

back to top