«أبل» تواجه دعاوى قضائية بالجملة وتُغرَّم 25 ألف دولار يومياً

مستخدمون يطالبون الشركة بتعويض هائل لتعمدها إبطاء هواتفهم القديمة

نشر في 30-12-2017
آخر تحديث 30-12-2017 | 00:05
تواجه شركة أبل عدة دعاوى قضائية، بعد اعترافها بإبطاء أداء أجهزتها، رغم أنها قامت بالتوضيح حول هذا الموضوع، مفسرةً بأنها لا تقوم بذلك لحث المستخدمين على الترقية إلى أحدث الأجهزة.
أثارت الاعترافات التي أدلت بها شركة أبل، مؤخراً، حول تعمدها إبطاء أداء أجهزتها القديمة غضب الكثيرين من مستخدمي هواتف آيفون، الذين أكد الكثير منهم أنهم لاحظوا بطئاً ملحوظاً في عمل أجهزتهم بعد شرائها بعام أو أكثر، لكنهم لم يعرفوا السبب الحقيقي لتلك المشكلة.

والآن تواجه الشركة الأميركية عدة دعاوى قضائية بعد هذا الاعتراف، رغم أنها قامت بالتوضيح حول هذا الموضوع، مفسرةً بأنها لا تقوم بإبطاء أداء الهواتف القديمة لحث المستخدمين على الترقية إلى أحدث الأجهزة. لكنها تعالج مشكلة مع الأجهزة التي تحتوي على بطاريات ليثيوم أيون القديمة التي تؤدي إلى إغلاق عشوائي للهاتف، إذ إن هذه البطاريات القديمة غير قادرة على التعامل مع الذروة الحالية للتيار بنفس فعالية هواتف آيفون ببطاريات أحدث ومعالجات أكثر كفاءة، كما أنها معرضة لخطر إغلاق الجهاز لمنع الأضرار التي قد تلحق بمكوناته الداخلية.

دعوى قضائية جماعية

وبعد هذا التصريح بأيام قليلة، صرحت عملاقة التكنولوجيا بأنها ستتخذ بعض الإجراءات لتقليل استهلاك الطاقة والحفاظ على تشغيل الأجهزة التي تعمل ببطارية قديمة بالأداء الأمثل. ورغم ذلك، فقد تقدم اثنان من سكان ولاية كاليفورنيا، بدعوى قضائية جماعية ضد شركة أبل.

وقال المدعون إنهم لاحظوا بطء أجهزتهم القديمة من موديلات «آيفون»، مع ظهور الموديلات الجديدة. وتابع المدعون: «لم تقدم شركة أبل طلباً للحصول على موافقتهم، وأنهم لم يمنحوا موافقتهم للشركة لإبطاء أجهزتهم، كما ادعوا أنهم عانوا من مشاكل في استخدامهم لأجهزة آيفون بسبب تباطؤ الأداء المتعمد من جانب شركة أبل.

ويسعى المدعون للحصول على تعويضات من الشركة، لأن تصرفاتها غير المشروعة تسببت في إحداث أضرار اقتصادية لهم، إضافة إلى أضرار أخرى، يحق لهم من خلالها الحصول على تعويضات.

وقال ممثل المدعين، في بيان: «تقاعس أبل عن إبلاغ المستهلكين بأن هذه التحديثات ستنعكس سلباً على أداء الهاتف يبدو متعمداً، وإذا ثبت ذلك فإنه يشكل حجباً قاطعاً وغير قانوني لمعلومات جوهرية»، مضيفاً أن ذلك سيكون، من وجهة نظره، بمثابة انتهاك مباشر للقوانين المتعلقة بغش المستهلكين، في ولايات إلينيوي وإنديانا وكارولينا الشمالية، حيث يقطن مقيمو الدعوى.

تريليون دولار

وتقدمت مواطنة أميركية أخرى بدعوى قضائية ضد الشركة طالبتها فيها بتعويض مادي هائل مقابل تعمد الشركة إبطاء أداء هواتفها القديمة. وحول هذه القضية، ذكر موقع Patently Apple أن هذه المستخدمة تقدمت بدعوى قضائية ضد «أبل»، مطالبة إياها بتعويضها بمبلغ تريليون دولار، لتعمد الشركة إبطاء الأجهزة بعد إصدارها بمدة.

وأشارت المدعية إلى أن «أبل» بتصرفها هذا خالفت شروط المنافسة في الأسواق، واحتالت على زبائنها بإخفاء تلك المعلومات.

وتأتي تلك الدعوى بعد يومين من دعوى قضائية أخرى تقدم بها أشخاص خارج الولايات المتحدة ضد «أبل»، متهمين إياها بدفع مستخدمي «آيفون» لشراء أحدث إصداراتها عن طريق إبطاء عمل الأجهزة القديمة. ولم تقم «أبل» بالرد على أي من القضايا بشكل رسمي بعد.

25 ألف دولار يومياً

كما وقعت محكمة أميركية عقوبات جديدة ضد «أبل» بسبب عدم تسليمها وثائق مطلوبة في الدعوى القضائية للجنة التجارة الفدرالية التي تتهم فيها كوالكوم بإجبار الشركة على استخدام رقائقها فقط. وألزم قاضي المحكمة شركة أبل بدفع 25 ألف دولار عن كل يوم تتأخر فيه عن تقديم الأدلة، ابتداء من السادس عشر من ديسمبر. وبحسب بلومبيرغ، فإن المحكمة طالبت «أبل» بمجموعة من المستندات، وبسبب تأخّرها في استخراجها، فهي بحاجة لدفع تلك الغرامة يومياً، من أجل تسريع وتيرة تقديم الأدلة للمحكمة.

ووفقاً لما نشره موقع phonearena، ورغم أن شركة أبل لا تعد طرفاً في دعوى المفوضية، فإن أمامها مهلة حتى 29 من الشهر الحالي لتسليم الوثائق أو تنفيذ عقوبة أكثر حدة على الشركة، في حين تتهم لجنة التجارة الأميركية شركة كوالكوم بقيامها بممارسات غير عادلة تنتهك حرية المنافسة من خلال جعل «أبل» تستخدم رقائقها فقط مقابل رسوم ترخيص أقل.

وقال متحدث باسم «أبل» إن الشركة وفرت حتى الآن ما يصل إلى 2.6 مليون مستند للمحكمة التي ما تزال تطالب الشركة حتى اللحظة بمزيد من المستندات خلال فترة زمنية قصيرة جداً، الأمر الذي يجعل الإيفاء بطلباتها صعباً. وتنوي «أبل» التقدم باعتراض على هذا القرار، فهي لا تتعمد التقصير، لكن تلبية طلبات المحكمة في فترة زمنية قصيرة أمر شبه مستحيل، كما أن هذه القضية ليست قضيتها بالأساس، فهي تتصارع مع كوالكوم في قضية منفصلة.

اعتذار «آبل»

أعلنت شركة "آبل" في بيان جديد انها تأسف وتعتذر لسوء الفهم الذي حدث من المستخدمين، مؤكدة في نفس الوقت أنها لم تقم بهذه الخطوة من أجل تقصير العمر الافتراضي للمنتج، ودفع الزبائن لشراء منتج جديد.

وقد بررت انها قامت بذلك لأن البطارية تقل قدراتها مع الوقت، وهذه ضمن الخصائص الكيميائية الموجودة في البطاريات.

وأضافت أن ضعف قوة أداء البطارية يتسبب في مشاكل للاجهزة منها الإغلاق المفاجئ. كما ذكرت الشركة أن استبدال البطارية يضمن عودة الأداء إلى الوضع الطبيعي، لذلك قدمت خصما 50 دولارا على تغيير البطارية بدلاً من 79 دولارا. كما أكدت الشركة ان التحديث القادم بداية 2018 سيساهم في توضيح حالة البطارية بشكل أكثر دقة.

اتهامات بالعنصرية

في حادثة ليست الأولى من نوعها في الصين، اشترى رجل جهاز iPhone X لزوجته، لينصدما بعدها عند اكتشافهما أن ابنهما تمكن من فتح الهاتف بخاصية Face ID. وقالت صحيفة dailymail البريطانية إن شركة أبل تواجه الاتهام بالعنصرية، إذ إن التقارير حول مستخدمي جهاز iPhone X الذي يعتمد تقنية التعرف على المستخدم من خلال الوجه، تفيد بأن الجهاز أخفق بالتمييز بين المستخدمين الصينيين.

هذا الحادث لم يكن الأول من نوعه لدى المستخدمين الصينيين، الذين يتمكنون من فتح أجهزة الآخرين ببصمة وجههم. وكانت امرأة أخرى قد تقدمت بشكوى أخرى إذ اكتشفت أن زميلتها التي لا تمت لها بصلة قرابة، تمكنت من فتح هاتفها ببصمة وجهها واستخدامه. وقد ذهبتا هي وصديقتها إلى متجر أبل لإثبات الواقعة، وفعلاً تمكنتا هناك من تكرار العملية على جهاز آخر أيضاً.

وتقود هذه الوقائع إلى الادعاء بالعنصرية على شبكات التواصل الاجتماعي، ولوم الشركة لافتقارها إلى التنوع العرقي في صناعة التقنيات. وتدعي شركة أبل أنها عملت مع مستخدمي «آيفون» من جميع أنحاء العالم، لتعدل المنتج ويصبح قابلاً للاستخدام من قبل جميع الأعراق.

وقامت بجميع الدراسات المطلوبة لتحقيق درجة عالية من الدقة في التفريق بين المجموعات العرقية للمستخدمين.

تقاعس أبل عن إبلاغ المستهلكين بأن هذه التحديثات ستنعكس سلباً على أداء الهاتف يبدو متعمداً
back to top