نصيحة للوزير

بعد مخاض دام أكثر من شهر، تمت عملية ولادة حكومة جديدة، ورغم أننا لا نرى مبررا للوقت الطويل الذي أخذه رئيس الحكومة الجديدة في اختيار أعضائها، إلا أننا نبارك لهم جميعا رئيسا وأعضاء نيل ثقة حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وندعو الله أن يوفقهم في حمل الأمانة وصيانتها، وأن يكونوا يداً للقانون تقف أمام كل مخترق وعابث به.

ونقول للوزراء السابقين: كثر الله خيركم، خروجكم من الوزارة ليس انتقاصا من قدركم، ولا اتهاما لعجزكم، إنما كنتم جنودا للوطن خدمتم في موقع الوزير، وبلا شك غدا ستخدمون الوطن من أي موقع يناديكم فيه. وبعد القسم أيها الوزير الجديد، اعلم أن قسمك هذا شهدت عليه الأمة بأسرها، وعلى رأسهم حضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين ومن فوقهم جميعا رب العالمين.

فكن بارا بقسمك محافظا على تطبيق القانون، مستمدا ذلك من توجيهات صاحب السمو، ومن دستور دولتنا الحبيبة، ولا تنجرف وراء الأهواء والترضيات (قبلية- طائفية- حزبية- فئوية)، وكن في إطار اللوائح والنظم والقانون، وكن منصفا عادلا تضع الحق في موقعه ومكانه، ولا تخشَ في الله لومة لائم، وكن عونا للضعيف في حقه حتى يأخذه، وكن مواجها للظالم حتى تأخذ الحق منه.

واعلم أن وضع البلاد لن يتحسن أو يتغير إلا إذا طبقنا القانون على المسيء مهما كان منصبه أو مكانته، فاحرص أن تكون يدك ممدودة للمواطن، فأنت في منصبك هذا لخدمة المواطن وتسهيل أموره، فمنصبك تكليف لا تشريف. ضع نفسك في موقع المحتاج لك، وانظر كيف تريد أن تعامَل، فعامِل الناس كما تريد أن يعاملك الناس.

وأخيراً، نصيحة لكل وزير، ضع نصب عينيك إحقاق الحق، وإن كان على رقبتك، فهذا خير لك من فعل تندم عليه في دنياك وآخرتك.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.