فحص يسهم في توقّع خطر السكري

نشر في 18-12-2017
آخر تحديث 18-12-2017 | 00:00
No Image Caption
هل يشكّل فحص دم كرةً بلوريةً سحريةً تنبهك إلى خطر صحي يهدّدك في المستقبل؟ يؤكد باحثون أنهم ربما توصلوا إلى هذه البلورة فيما يختصّ بداء السكري. فقد يسهم هذا الفحص في توقع ما إذا كانت المرأة (حتى لو لم تعان مؤشرات أخرى إلى هذا المرض) ستُصاب بهذه الحالة في المستقبل.
في دراسة نُشرت في «مجلة علم الشحوم السريري»، أظهر باحثون أن فحصاً يُدعى فحص البروتينات الشحمية المرتبطة بمقاومة الإنسولين حقق نجاحاً أكبر في توقع النساء اللواتي سيصبن بداء السكري في المستقبل، كما تؤكد الدكتورة سامية مورا، بروفسورة مساعدة متخصصة في الطب في كلية الطب التابعة لجامعة هارفارد شاركت في الدراسة. وفي حالات كثيرة، بدا هذا الفحص أكثر دقة من التدابير التقليدية، مثل:

• تاريخ العائلة مع المرض.

• مؤشر كتلة الجسم.

• معدلات الغلوكوز في الدم.

د. باولو هارادا، باحث آخر في الدراسة وطبيب قلب وخبير بحوث في مركز علم أيض الشحوم في مستشفىBrigham and Women’s التابع لجامعة هارفارد، يوضح في هذا المجال: «أصاب فحص البروتينات الشحمية المرتبطة بمقاومة الإنسولين في تحديد الخطر المرتفع في نحو 6% إضافية من النساء اللواتي أُصبن بالسكري من النمط الثاني خلال الدراسة». في الوقت عينه، حدّد نحو 8% أخرى من النساء اللواتي ساد الاعتقاد سابقاً أنهن أقل عرضة للإصابة بالداء السكري من النمط الثاني.

ولا شك في أن الحصول على معلومات أفضل حول خطر الإصابة بهذا المرض يتيح للأطباء مساعدة النساء في تعزيز جهود الوقاية منه.

فحص البروتينات الشحمية ومقاومة الإنسولين

يشبه فحص البروتينات الشحمية المرتبطة بمقاومة الإنسولين فحص الكولسترول قليلاً لأنه يتناول الدهون في دمك. لكنه أكثر تقدماً لأنه يركّز على جسيمات فرعية صغيرة تخزّن هذه الدهون وتنقلها مع بروتينات تُدعى بروتينات شحمية. وقد يشير بعض هذه البروتينات إلى مراحل باكرة من مقاومة الإنسولين، وفق الدكتورة مورا.

قد تؤدي مقاومة الإنسولين إلى تطور الداء السكري من النمط الثاني. عندما تعاني مقاومة الإنسولين، لا تتفاعل خلايا عضلاتك، وكبدك، ودهونك مع المقدار الطبيعي مع الإنسولين. يعتبر البعض الإنسولين المفتاح الذي يفتح الباب ليسمح للغلوكوز بدخول خلايا الجسم. وفي محاولة للتعويض عن مقاومة الإنسولين، ينتج الجسم مقداراً أكبر منه. ولكن رغم معدلات الغلوكوز الطبيعية في الدم، يُصنَّف مَن يعانون مقاومة الإنسولين بين الأكثر عرضة للداء السكري بعد بضع سنوات. ويستطيع فحص البروتينات الشحمية المرتبطة بمقاومة الإنسولين تحديد هذه المشكلة الأيضية الباكرة، حتى في المراحل التي تشير فيها فحوص الغلوكوز إلى نتائج طبيعية.

تسبب مقاومة الإنسولين، إذا لم تُعالج، الداء السكري، الذي يظهر عندما لا يعود الجسم قادراً على إنتاج مقدار كافٍ من الإنسولين والتفاعل مع الكمية التي ينتجها منه، ما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم.

الاستفادة من هذا الفحص

يذكر الدكتور هارادا: «قد تكون النساء اللواتي يُعتبر خطر إصابتهن بالداء السكري متوسطاً أكثر المستفيدين من فحص البروتينات الشحمية المرتبطة بمقاومة الإنسولين. على سبيل المثال، قد يواجهن عامل خطر واحداً يرتبط بالداء السكري». يقدّم لهن هذا الفحص تقييماً أكثر دقة للخطر الحقيقي الذي يواجهنه. ولا شك في أن معرفة المرأة أنها أكثر عرضة لهذا الخطر تدفعها إلى بذل جهود أكبر للوقاية من هذا المرض لأنها تدرك أن عليها التعاطي مع المسألة بجدية. «لكن هذا الاختبار قد لا يقدّم فوائد كبيرة للنساء اللواتي يُعتبرن الأكثر أو الأقل عرضة للداء السكري من النمط الثاني». فلا تحتاج النساء الأكثر عرضة لهذا الفحص للتعاطي بجدية مع أساليب الوقاية، في حين أن هذا المرض لا يشكّل مصدر قلق حقيقياً لمن يُعتبرن الأقل عرضة.

صحيح أن هذا الفحص متوافر اليوم، وفق الدكتورة مورا، ولكن ربما يكون من المبكر طلبه من طبيبك لأننا ما زلنا بحاجة إلى المزيد من البحوث بغية تحديد ما إذا كانت فوائده تبرر كلفته.

back to top