طعن في «الضفة»... وسقوط 3 فلسطينيين في غزة

اندلعت أمس مواجهات في "جمعة غضب" ثانية بين مئات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في كل من القدس الشرقية والضفة الغربية وأطراف قطاع غزة. ويتظاهر الفلسطينيون للجمعة الثانية احتجاجا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في السادس من الشهر الجاري، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها.

وجاءت المواجهات بعد تظاهرات انطلقت عقب أداء صلاة الجمعة عند حاجز قلنديا العسكري شمال القدس، وفي عدد من قرى رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم وطولكرم.

وذكرت مصادر محلية أن عددا من الشبان أصيبوا بالرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع خلال المواجهات المتواصلة.

وشهد الجزء الشرقي من القدس مواجهات مماثلة، عقب تظاهرة خرجت رفضا للقرار الأميركي.

وفي قطاع غزة، تجمع الآلاف على طول شارع صلاح الدين الرئيسي، للمشاركة في "مليونية نصرة القدس" رفضا للقرار الأميركي ضد المدينة. وشارك في التظاهرة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.

وتوجه مئات المتظاهرين الغاضبين إلى مناطق شرق قطاع غزة للتظاهر ضد القوات الإسرائيلية المتمركزة خلف السياج الفاصل مع القطاع.

وأفاد "الهلال الأحمر" الفلسطيني عن وقوع 100 إصابة على الأقل في القدس ورام الله وغزة، واعتقال عدد من الشبان المقدسيين عند باب العامود، حيث أصيب أيضا 26 شابا على الأقل.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح أمس، أن أكثر من ألفي فلسطيني أصيبوا خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي المستمرة منذ اسبوع.

طعن

وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية أن شخصا فلسطينيا أصاب جنديا بحرس الحدود الإسرائيلي في كتفه في حادث طعن برام الله في الضفة الغربية، بعد ظهر أمس، وذكر أنه تم تحييد منفذ الطعن.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن حادث الطعن وقع خلال مصادمات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية. ووزعت صور للشاب بعد إصابته إصابة بليغة يظهر فيها وهو يضع ما يبدو أنه حزام ناسف على وسطه عند إصابته، لكن لم يتسن التأكد من هذه الصور.

وأظهر مقطع فيديو صوره صحافي في المنطقة، الشاب وهو يقف على بعد أمتار بعد محاولة الطعن، وإطلاق ثلاث رصاصات عليه أردته أرضا.

وأعلنت السلطات الطبية الفلسطينية مقتل 3 فلسطينيين، أحدهم مُقعد، في شرق غزة برصاص الجيش الإسرائيلي، الذي استخدم الرصاص الحي لمنع الشبان الفلسطينيين من تجاوز السياج الحدودي.

الى ذلك، ذكرت هيئة البث الإسرائيلي أنه تم صباح أمس إعادة فتح معبر إيرز (بيت حانون) الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة. وكانت إسرائيل قد أغلقت معبري كرم أبوسالم وبيت حانون أمس الأول، عقب إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة على جنوب إسرائيل مساء الأربعاء.

تجمع كبير

وتظاهر آلاف أمس في الأردن رفضا لاعتبار الرئيس الأميركي القدس عاصمة لإسرائيل، منددين بالقرار ومعبرين عن تضامنهم مع "انتفاضة القدس".

وشارك أكثر من 10 آلاف شخص في تظاهرة نظمتها جماعة الإخوان المسلمين انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير (وسط عمان). ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "القدس ستبقى عربية"، و"القدس لنا"، و"كلنا فداء للأقصى".

وأحرق مشاركون علمي الولايات المتحدة وإسرائيل خلال التظاهرة، فيما رفعت أعلام أردنية وفلسطينية وصور عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، الى جانب صور للمسجد الأقصى.

وتجمع مئات آخرون قرب سفارة واشنطن في عمان، منددين بقرار ترامب ومطالبين بإغلاق السفارة وطرد السفير، إضافة الى إلغاء معاهدة السلام الموقعة مع اسرائيل عام 1994.

من جهة أخرى، شارك نحو ألف شخص في تظاهرة في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين (شمال غرب عمان) فيما خرج المئات في تظاهرات مماثلة في كل من مخيم الوحدات في عمان الشرقية وإربد (شمال) والزرقاء (شرق) والكرك والطفيلة ومعان (جنوب).

والجمعة الماضي شارك أكثر من 20 ألف شخص في تظاهرة انطلقت عقب صلاة الجمعة في عمان، وسط شعارات منددة بقرار ترامب.

إردوغان

من ناحيته، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، إن بلاده ستبدأ مبادرات بالأمم المتحدة لإسقاط قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأضاف متحدثا لحشود من المتظاهرين الرافضين لقرار ترامب في مدينة قونية بإقليم الأناضول، عبر مؤتمر بالهاتف، أن تركيا ستسعى أولا إلى إبطال الخطوة في مجلس الأمن، وإن فشلت ستحاول هذا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ولم يتطرق الرئيس التركي الى تهديده قبل قرار ترامب بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

ماليزيا

وفي ماليزيا، خرجت تظاهرة حاشدة في مدينة كوالالمبور نصرة لمدينة القدس ورفضا لقرارات ترامب، بمشاركة رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد، المتهم بقضايا فساد كبيرة، والذي وصف ترامب بأنه شرير بسبب قراره بشأن القدس.