القدس وصفقة القرن

نشر في 16-12-2017
آخر تحديث 16-12-2017 | 00:05
 محمد خلف الجنفاوي ما تم تسريبه عن مساعد الرئيس ترامب وصهره كوشنير ومهندس علاقاته مع إسرائيل وروسيا يمكن أن يكون "ووترغيت" جديدة، لأن علاقته بروسيا خطر أحمر بالنسبة إلى الإدارة الأميركية التي سقط منها "فليبي" أحد أهم وزرائها، فهل هنالك أحجار دومينو قادمة نهايتها ستكون برحيل إدارة ترامب، أم إنها ستقف عند حد ما؟ هذا ما سنعرفه في قادم الأيام.

لكن الملاحظ هو تواضع ردات الفعل على خطوة ترامب بنقل السفارة إلى القدس واعترافه بها عاصمة لإسرائيل، وانشغال بعض الدول العربية بترتيب أوضاعها الداخلية، والخطير في الأمر أن هذا المشروع بلا ضمانات تلزم إسرائيل بقرارات مجلس الأمن السابقة بعودة اللاجئين وإيقاف المستوطنات وإرجاع الأراضي المنهوبة.

هناك كارثة في بعض العقول التي تظن أن بعض الطغاة والدكتاتوريين الذين حكموا شعوبهم بالحديد والنار والقمع وكتم الأنفاس والسجون سيحررونهم، فكيف لفاقد الشيء أن يعطيه؟

وبنظرة إقليمية ودولية يبدو أن القادم هو اعتراف بعض الدول العربية بإسرائيل كدولة قائمة على أراضي فلسطين، أما من لديها سفارات أو علاقات متعددة تحت الطاولة فهذا وقت إعلانها للاعتراف، لتبقى القلة التي لا تقيم علاقات، والتي يبدو أنها ستلحق بالقطار ولو على مضض، لكن الوضع المتغير يبرر لبعض الدول هذه الهرولة إلى المجهول، فقطار التسوية بدأ بتوزيع الدعوات، خصوصا بعد نتائج صراع الدمار بين الخريف والشتاء العربي، أما الربيع فخرج هارباً إلى جهة غير معلومة.

والخلاصة أن القدس احتلت ٢٤ مرة، وآخر من حررها صلاح الدين الأيوبي بالصدق والمسؤولية والأمانة والتنظيم والتخطيط السليم، وأنا شخصياً أرى أن هذا الجيل ليس هو من سيقوم بذلك، وأكبر قدر من الإنجاز في هذه الظروف هو إبقاء القضية حية بأن هنالك حقاً سيعود وإن طال الزمن، فهذه أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى سيد الأولين والآخرين محمد نبي الرحمة والحق، عليه الصلاة والسلام.

back to top