الفول السوداني... العثور على 6 جينات تعزّز رد الفعل الأرجي وتضاعف الحساسية

نشر في 15-12-2017
آخر تحديث 15-12-2017 | 00:00
No Image Caption
نجح علماء، بعد مراقبة التبدلات الجينية خلال ردود فعل أرجية الفول السوداني الحادة لدى الأولاد، في تحديد ست جينات وعدد من الآليات المعنية التي تؤدي على ما يبدو دوراً في تحفيز رد الفعل.
نُشر أخيراً تقرير عن هذا العمل، الذي قادته كلية إكان للطب في ماونت سيناي في مدينة نيويورك، في مجلة Nature Communications.
اتبع بحث جديد شكل تجربة عمياء مزدوجة على البشر مضبوطة بعلاج وهمي، وهو الأول في مجاله الذي يرسم خريطة شاملة للتغييرات في التعبير الجيني قبل التعرّض للفول السوداني، وخلاله، وبعده.

توضح سوبيندا بونيافانيش، بروفسورة مساعدة متخصصة في الطب وعلم الجينات وعلوم الجينوم: «تسلط هذه الدراسة الضوء على الجينات والعمليات الجزيئية التي يمكن استهدافها في العلاجات الجديدة لردود الفعل تجاه أرجية الفول السوداني».

تقترح أيضاً أن هذه الاكتشافات قد تكون مهمة لفهم كيفية عمل أرجية الفول السوداني عموماً}.

مشكلة متنامية

حساسية الفول السوداني أحد أشكال أرجيات الطعام التي يتفاعل خلالها جهاز المناعة بعنف مع هضم نوع معين من الطعام، حتى لو كان مقدار ما تتناوله منه ضئيلاً.

يؤدي رد الفعل هذا إلى مجموعة من الأعراض، من بينها التورم، وصعوبة في التنفس، وخلل في القلب والدورة الدموية وجهاز الهضم، وأحياناً صدمة أرجية تهدد الحياة.

في معظم حالات أرجية الفول السوداني، يبدأ هذا المرض في مستهل الطفولة ويرافق الإنسان مدى الحياة.

قلما تكون أرجية الفول السوداني مميتة. لكن الخوف من أن تؤدي إلى الوفاة يشكّل عاملاً كبيراً في {عبء هذا المرض الطبي والنفسي}.

العلاج الوهمي

في الدراسة الجديدة، حللت البروفسورة بونيافانيش وزملاؤها عينات دم جُمعت من 40 ولداً يعانون أرجية الفول السوداني فيما شاركوا في تجربة عمياء مزدوجة قارنت ردود الفعل تجاه الفول السوداني بردود الفعل تجاه علاج وهمي.

تكون التجربة عمياء مزدوجة عندما لا يعلم المشاركون والأطباء الذين أعطوهم الجرعات مَن يأخذ الفول السوداني ومَن يأخذ العلاج الوهمي.

جُمعت عينات الدم قبل «تحدي الطعام الفموي»، وخلاله، وبعده. عندما شمل التحدي فولاً سودانياً، تناول الأولاد كميات متنامية تدريجياً كل 20 دقيقة إلى أن عانوا رد فعل أرجياً أو إلى أن بلغ مجموع الكميات المستهلكة 1.044 غراماً.

أما عندما تألف هذا التحدي من علاج وهمي (استخدم الباحثون في هذه الحالة مسحوق الشوفان)، فاتبع الباحثون النمط عينه، علماً بأن الأولاد تلقوا جرعات الفول السوداني والعلاج الوهمي في أيام مختلفة.

6 جينات

خضعت عينات الدم كافة لتحليل جيني شامل باستخدام تكنولوجيا تسلسل الحمض النووي الريبي المنقوص الأوكسجين، وذلك بغية اكتشاف الجينات والخلايا التي تنشط خلال ردود الفعل الأرجية والتي يُرجَّح أن تكون محفزها.

حدّد الفريق ست جينات تبين أنها من المحفزات الرئيسة لشبكات الإشارات التي تنشط خلال رد الفعل الأرجي تجاه الفول السوداني: LTB4R، PADI4، IL1R2، PPP1R3D، KLHL2،

وECHDC3.

نجح تحليل الخلايا المناعية المعنية أيضاً في تحديد {تبدلات في الخلايا المتعادلة، الخلايا التائية المساعدة غير البالغة، ومجموعات البلاعم خلال تحدي الفول السوداني»، حسبما أشار الباحثون.

تذكر البروفسورة بونيافانيش: «لم نفهم بعد كاملاً كل ما يحدث في الجسم خلال ردود الفعل الأرجية تجاه الفول السوداني. إلا أننا نستطيع استخدام هذه الجينات لتوجيه دراساتنا حول أرجية الفول السوداني وتوقع، كما نأمل، مدى قوة رد الفعل الذي قد يصيب مريضاً يعاني هذه الأرجية».

علاوة على ذلك، اكتشف الباحثون أن النتائج لم تتبدّل عندما كرروا هذه التجربة مع مجموعة أخرى تضم 21 مريضاً يعانون أرجية الفول السوداني.

ويخطط الباحثون اليوم للتحقق مما إذا كانت اكتشافاتهم هذه تنطبق أيضاً على مَن يعانون أرجية تجاه الحليب، والبيض، وأطعمة أخرى.

* د. كاثرين بادوك

back to top