البحرين... مسيرة تنموية وديمقراطية حقة

نشر في 13-12-2017
آخر تحديث 13-12-2017 | 00:28
 الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة تحتفل مملكة البحرين هذه الأيام بعيدها الوطني السادس والأربعين والذكرى الثامنة عشرة لتولي صاحب الجلالة عاهل البلاد مقاليد الحكم، وبهذه المناسبة المجيدة، يشرفني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى الأمين النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وإلى شعب مملكة البحرين العزيز.

استطاعت مملكة البحرين عبر تاريخ مسيرتها التنموية الطويلة قطع أشواط كبيرة لتعزيز الديمقراطية الحقة المنطلقة من روح الإنسان البحريني وعطائه الذي هو أساس نهضتها القديمة والحديثة، وواصلت تلك المسيرة من خلال الرؤية المستنيرة، والفكر الثاقب لحضرة صاحب الجلالة مجسدة في المشروع الإصلاحي، وميثاق العمل الوطني، اللذين شكلا اللبنة الأساسية لهذه المرحلة التي نعيشها اليوم، ونواة للمرحلة المقبلة التي سنشهدها، وذلك بإطلاق الكثير من المبادرات، وسن التشريعات، وإقرار القوانين بما يواكب المرحلة المفصلية من مسيرة البحرين التنموية، ويضاف إلى رصيد منجزاتها في مختلف المجالات الحيوية، وعلى جميع الصعد، بما يعزز مكانتها الإقليمية والدولية.

وتعزيزاً للمسيرة التنموية اختطت مملكة البحرين نهجها الإصلاحي المنبثق من روح القانون والدستور، وعملت على تحديث التشريعات والقوانين، بما يواكب المسيرة الديمقراطية الحديثة، وعززت صلاحيات السلطة التشريعية لممارسة دورها الرقابي على أكمل وجه، وفتحت جميع القنوات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ضمن مبدأ التعاون بين السلطتين، وتعميق عمليتي البناء والتطوير، وهو ما تجلى من خلال تمرير وإقرار الكثير من القوانين والتشريعات الداعمة لمسيرة التنمية.

وقد أصبحت مملكة البحرين الآن مركزاً عالمياً رئيسياً للاجتماعات والحوارات والمؤتمرات المهمة المتعلقة بتحقيق السلام والوئام بين جميع الأديان، والقضاء على الإرهاب والتطرف، وخاصة بين الشباب.

وكان من أولويات المسيرة الوطنية الشاملة بقيادة جلالة الملك، النهوض بفئة الشباب، فهم عماد الوطن، لذا سعى جلالته لرعاية الشباب وتنمية قدراتهم ضمن استراتيجيات وخطط وطنية متكاملة ومنسقة، مما يعكس الثقة بالطاقات الشبابية للإسهام في الجهود التنموية الشاملة وبناء مستقبل البحرين الذي يتطلع إليه.

وإذا كان الإنسان البحريني في رؤية جلالة الملك التنموية هو الركيزة الأساسية في هذه الرؤية كآلية وغاية، فإن المرأة البحرينية تمثل أحد الأعمدة الرئيسية فيها، ليس لأنها نصف المجتمع فحسب، بل لأنها المصدر الأول لتنشئة هذا الإنسان، فمنذ تولي جلالة الملك دفة الحكم أعطى نصيباً كبيراً من اهتماماته لتعليم المرأة ورعايتها وتمكينها من فرص العمل في ظل مبدأ تكافؤ الفرص، ومساندة المنظمات النسائية، وإقرار القوانين التي تكفل للمرأة حقوقها.

وتعد مملكة البحرين من الدول الرائدة في تقنين حقوق الطفل وأهمية النهوض بشؤونه والاهتمام بقضاياه وحماية حقوقه، والعمل على توفير الرعاية اللازمة له، حيث قامت بتأسيس المركز الوطني لحماية الطفل، وانضمت لاتفاقية حقوق الطفل لعام 1989م، وما حصول الدكتورة أمل سلمان الدوسري على عضوية لجنة حقوق الطفل بالأمم المتحدة للفترة من 2013- 2017، إلا إنجاز للمرأة البحرينية.

وعلى الصعيد السياسي لمملكة البحرين ومواقفها الدبلوماسية لسياستها الخارجية سواء على المستوى الإقليمي والعربي أو الدولي، والتي التزمت بها قولاً وفعلاً منذ استقلالها عام 1971، وهي تقوم من واقع حرصها على الاستقرار وأسباب الأمن والسلام في منطقة الخليج والعالم العربي، بدور نشيط في ظل ظروف صعبة ومعقدة، وفي ظل تحديات أمنية كبرى ومتغيرات إقليمية ودولية تتطلب الحركة وحسن المبادرة.

وعلى المستوى الخليجي يحرص صاحب الجلالة على تعزيز هذه المسيرة المباركة لتحقيق آمال وتطلعات أبناء دول المجلس نحو المزيد من التكامل والتعاون المشترك الذي ينشده الجميع بما يكفل الوصول إلى الوحدة الخليجية التي يتطلع إليها أبناء وشعوب دول المجلس، ونظراً لحجم التحديات والتطورات المتسارعة التي تواجه دول المنطقة في الفترة الراهنة، فإن مملكة البحرين تسعى إلى وحدة الصف الخليجي، والمزيد من التطور النوعي الكبير الذي ينتظره مواطنو دول المنطقة بأسرهم ويمضون قدماً لتحقيقه، أملاً في بلوغ حلم الاتحاد والتكامل الشامل فيما بين دولهم وشعوبهم.

وأخيراً، يشرفني بهذه المناسبة أن أنوه بالعلاقة التاريخية المتجذرة التي تربط بين مملكة البحرين ودولة الكويت الشقيقة، والتي تبلغ أزهى عصورها في عهد جلالة الملك المفدى وأخيه صاحب السمو أمير الكويت الشقيقة، لأنها تجسد تاريخاً طويلاً من الأخوة، وتحظى بجل اهتمامات جلالة الملك وأخيه حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت في استمراريتها وتنميتها، وتعتبر نموذجاً يحتذى به للعلاقات.

سفير مملكة البحرين لدى الكويت

back to top