الخلافات بين أطفالك... إليك مفاتيح حلولها

نشر في 12-12-2017
آخر تحديث 12-12-2017 | 00:02
No Image Caption
تتعرّفين فيما يلي إلى 10 أمثلة وضعها الخبراء مع حلولها لتساعدي كلّاً من أطفالك على إيجاد مكانته من دون سلب الآخر موقعه.

«أخذ لعبة أخي»

حتّى عمر ستّ أو سبع سنوات، لا يكون الطفل بعد ناضجاً على المستوى العاطفي، ولا يبدأ بالتعرّف إلى حسّ الامتلاك إلّا بدءاً من عمر ثلاث سنوات. إلى هذا الحين، يكون أنانيّاً: يعيش العالم من خلال ذاته. فالجميع تحت تصرّفه؛ ينادي والديه فيحضران. وكلّ ما يرغب به متاح له: يأخذ لعبة أخيه لأنّها أعجبته أو لأنّه يريد التواصل معه، كذلك يعود السبب أحياناً إلى الغيرة أو الضجر أو غيرها...

• الحلّ: جرّبي مبدأ الاستبدال معه. إذا أخذ السيّارة الزرقاء، أعرضي عليه الحمراء. لكن انتبهي، فهذه بالنسبة إلى الصغير ليست اللعبة ذاتها. لذا اجعلي السيّارة تسير ليفهم أنّها تقوم بالعمل ذاته كالتي أخذها. إذاً عليك الشروع باللعبة.

«يدخل إلى غرفتي لكنّني أريد البقاء وحدي!»

هذه مسألة مساحة شخصيّة واحترام خصوصيّة الآخر. يواجه الصغير صعوبة في فهم هذه الفكرة فيشعر بأنّه مستبعد ويخسر حبّ عائلته.

• الحلّ: اشرحي له أنّ أخته لا ترغب في اللعب معه في الوقت الحالي لكنّها ستناديه متى يستطيع الدخول إلى غرفتها. هي تحتاج إلى تمضية بعض الوقت بمفردها لكنّ هذا ليس نهائيّاً. ثمّ عانقيه واقترحي عليه القيام بأمر آخر سويّاً، كقراءة قصّة أو جمع قطع «البازيل» لتركيب صورة... هنا يسهل عليه قطع الصلة لأنّ علاقة أخرى أخذت مكانها، فلم يشعر بفراغ.

«أمضيت وقتاً أطول تلعبين معه»

لا تستطيعين احترام مبدأ المساواة دائماً. إذا كان أحد الوالدين مضطرّاً طوال الوقت إلى تبرير نفسه لكلّ غرض يشتريه أو كلّ دقيقة يمضيها، تصير حياته مستحيلة! في كثيرٍ من الأحيان ترتكبين الخطأ ذاته بقولك: «هذا غير صحيح. أنظر، المرّة السابقة كان لك الحقّ بهذا أيضاً». لكنّ هذه الكلمات تغذّي رغبة طفلك بمحاسبة الأمور كافّة، فيقول: «لما كان والداي يحتسبان كلّ شيء فأنا إذا على حقّ بما أفعله».

• الحلّ: قومي بالأعمال وفقاً لاحتياجات طفلك وتوقّعاته، وليس بناءً على ما حصل عليه أخوه أو أخته. لا تبرّري نفسك محاولة إقناعه، بل قولي له: «حسناً، إلام تحتاج؟ ما الذي سيفرحك؟ أخبرني عمّا تريده أنت، وليس عن أخيك». لكلٍّ أساليبه، وتكتشفين أكثرها حساسيّة لطفلك حين تسألينه كيف يعلم أنّك تحبّينه وتستمعين إلى جوابه. بهذه الطريقة تلبّين احتياجاته بطريقة أفضل. فبعض الأطفال حسّاس أكثر على الهدايا، والبعض الآخر على الوقت المخصّص له، أو الكلمات التي ترفع من شأنه، أو الخدمات التي يقدّمها الأهل له، أو حتّى إلى العناق.

«أريد الشيء ذاته»

تعتبر المنافسة والغيرة متأصّلتين في علاقة الأخوّة. يكفي غالباً أن يريد أحد الطرفين شيئاً ما حتّى يعجب به الطرف الآخر أيضاً. هذه هي الرغبة في تقليد الطرف الأوّل واللعب معه والإحساس بالمشاعر ذاتها. مع هذا، لا يكمن الحلّ في شراء قطعتين من كلّ غرض.

• الحلّ: إذا كان طفلاك صغيرين، تأتي الضرورة إلى التحكيم، فتقولين مثلاً: «تلعبين بهذه الدمية الآن ثمّ تعطينها إلى أختك حالما يدقّ المنبّه». والأخير يتميّز بكونه حكماً أكثر حياديّة من الوالدين. أمّا إذا كانتا أكبر سنّاً، فلا تؤدّي دور الحكم بل الوسيط. واقترحي عليهما: «أنتما اثنتان والدمية واحدة. أستطيع حلّ المشكلة بأخذها منكما لكنّني متأكّدة أنّكما ستتوصّلان إلى حلّ أفضل سويّاً». لهذا الكلام تأثير مختلف عن الحالة الأولى، فالطفلتان تتعلّمان التفاوض وتجدان حلّاً يناسبهما، وهذه ميزة أساسيّة لحياتهما الاجتماعيّة.

«هو أفضل منّي» و«هي أجمل منّي»

لا مفرّ من المقارنة بين أولادنا. فهم يكتسبون مبدأ التصنيف منذ مرحلة الحضانة. يُفاجأ الطفل حين نقول له إنّه يتشارك الوالدين ذاتهما مع أخيه (أو أخته) لكنّهما مختلفان، فيغريه كثيراً مقارنة نفسه بأخيه. لكن انتبهي من تغذية ردّ الفعل هذا.

• الحلّ: بدل أن تكتفي بقول «بالتأكيد لا» له، استمعي إلى ما يخالجه ويخطر في باله، فتطمئنيه بهذه الطريقة عن السبب الذي يدفعه إلى التفكير على هذا النحو: «لماذا تقول هذا؟ عيناه زرقاوان، صحيح». وهنا تنطلقين «بالعلاج العاطفي» وتخبرينه عن ميّزاته عن طريق الوصف: «أتفهّم حزنك، ولكن هل تريدني أن أخبرك بما أراه فيك؟». والأهمّ في هذه المرحلة أن تتجنّبي المقارنة.

«هو يحقّ له مشاهدة التلفزيون لكن أنا لا!»

تدور في أذهان الأهل دائماً خرافة تدعى المساواة. لكنّ ما عليهم فعلاً تقديمه لأولادهم هو الإنصاف، أي إعطاء الطفل ما يحتاج إليه في وقت معيّن. إذا كان مقاس حذاء الأوّل 28 والثاني 30، فلا داعي أبداً لشراء زوجي أحذية من المقاس ذاته!

• الحلّ: فسّري له أنّ مع التقدّم في السنّ يستطيع أخوك السهر حتّى ساعة متأخّرة قليلاً. أمّا هو، فسيتمتّع بهذا الامتياز ما إن يكبر. ولكن ما دام صغيراً، يحتاج إلى ساعات نوم أكثر ليكون بحالة جيّدة.

«لا أريد إقراضه أغراضي»

تشكّل الممتلكات الشخصيّة غالباً جزءاً من الطفل وعالمه ومحيطه فيواجه صعوبة في الانفصال عنها، خصوصاً إذا كان صغيراً في السنّ. لذا يرفض إقراض أغراضه ويريد بهذا أن يظهر نوعاً من السلطة على أخيه أو أخته.

• الحلّ: تساءلي عمّا تريدين تعليمه لطفلك: هل هو الكرم، من دون أدنى شكّ؟ إذا قام بهذا العمل رغماً عنه، يتحوّل الكرم لديه إلى عمل تلقائي أكثر من كونه قيمة. وفي حال منحته حقّ عدم مشاركة ألعابه مع أخيه، اشرحي له أنّ عليه تقبّل رفض الأخير إقراضه أغراضه حين يطلبها منه.

«ماما إنّه يضربني»

يحدث الضرب عموماً جرّاء نقصٍ في السيطرة على النفس، ومن ذهن عاطفي غير ناضج، إذ لم يجد الطفل استراتيجيّة سلميّة ليعالج المشكلة ولم يستطع التعبير بالكلمات عمّا يزعجه، لذا لجأ إلى العنف ليظهر عدم رضاه.

• الحلّ: عليك التدخّل فوراً إذا رأيت أنّ أحد طفليك ينزل الإهانات والضرب بأخيه. على عكس ما يقوم به الجميع عادةً، اهتمّي في البداية بالمعتدى عليه. إذا كان المعتدي نادماً على فعلته، دعيه يذهب ليحضر الدواء مثلاً لأخيه. لا داعي لتطلبي منه تقبيله لأنّ المعتدى عليه لا يرغب حتماً في الاقتراب من ضاربه. في حال كان المعتدي هائجاً، أخرجيه من الغرفة وتحدّثي إليه لاحقاً، حين يهدّئ من روعه. ادعيه إلى إيجاد حلٍّ بديلٍ للعنف: «ماذا يمكنك أن تفعل في المرّة المقبلة التي يحدث فيها خلاف بينكما؟». لا تجعليه يعدك بألّا يعاود ما فعله في المرّة المقبلة إذا عجز عن إيجاد بديل.

«كسر دميتي»

يحدث ذلك عن غير قصد غالباً، لكنّ الضرر وجد فعلاً. عندما تتدخّلين في الموقف، ميّزي شخصيّة طفلك عن السلوك لأن إقدامه على عملٍ شرّير، لا يعني أنّه شخص سيّئ.

• الحلّ: هنا أيضاً، تصرّفي كما في حال العنف. اعتني أوّلاً بالطفل الحزين. وإذا كان تصليح اللعبة ممكناً، على الطفل الذي تسبّب بالضرر أن يشارك في العمليّة. أفهميه أنّ ثمّة فرصة ليستدرك ما حدث. بهذه الطريقة، يتعلّم أنّ للأفعال انعكاسات وأنّنا نستطيع ارتكاب الأخطاء والندم عليها ومحاولة إصلاح الموقف. دعيه يدرك معاناة الآخر لينمّي تعاطفه تجاهه.

«يأمرني دائماً»

يميل الطفل البكر أحياناً إلى تبنّي دور والديه. يحفظ التوجيهات عن ظهر قلب ويسمح لنفسه بتذكير أخيه أو أخته الأصغر سنّاً بها حتى إن كان لا يطبّقها غالباً. فهذه رغبته في أداء دور الأخ الكبير!

• الحلّ: من المهمّ أن تذكّري طفلك البكر بأنّك أنت من يؤدّي هذا الدور. وعندما تستعيدين دورك يفضّل ألّا تقومي به إزاء ابنك، هكذا تتجنّبين أن يفعل المثل ويشعر بأنّه يتولى هذه المسؤوليّة.

دعي طفلك يدرك معاناة الآخر لينمّي تعاطفه تجاهه
back to top