«رساميل»: اتفاق «سقف الدين» يشيع التفاؤل في الاقتصاد الأميركي

إضافة 228 ألف وظيفة جديدة خلال نوفمبر الماضي

نشر في 11-12-2017
آخر تحديث 11-12-2017 | 00:04
No Image Caption
تشير التوقعات إلى استمرار البنك المركزي الأوروبي وبنك إنكلترا في سياساتهما المالية الحالية، والإبقاء على معدلات الفائدة المنخفضة في المستقبل المنظور.
قال التقرير الأسبوعي للأسواق المالية العالمية الصادر عن شركة رساميل للاستثمار، إن أجواء من التفاؤل والراحة سادت في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي على خلفية نجاح أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في التوصل إلى اتفاق حول سقف الدين خلال الأسبوعين المقبلين، مضيفا أنه من المتوقع أن تعقد جلسة الاستماع المقبلة في 22 من ديسمبر الجاري، وهو التاريخ الذي يأمل الحزب الجمهوري أن يكون بحلوله قد استكمل اللمسات الأخيرة على خطة الإصلاح الضريبي وإعداده بصيغته النهائية.

وأضاف التقرير ان «تقرير الوظائف الشهري الذي تم نشره الأسبوع الماضي أظهر نجاح الاقتصاد الأميركي في إضافة 228 ألف وظيفة جديدة خلال نوفمبر الماضي، وهو الرقم الذي جاء أفضل من توقعات المحللين. ويشكل نوفمبر الماضي الشهر الـ86 على التوالي الذي ينجح فيه الاقتصاد الأميركي في إضافة وظائف جديدة مما يعطي المحللين المزيد من الأسباب لتوقع زيادة أخرى في أسعار الفائدة خلال ديسمبر الجاري». وفيما يلي التفاصيل:

على الرغم من هذه التطورات الإيجابية على سوق العمل فإن مستوى الأجور ما يزال أكثر ركودا في ظل نمو الأجور بحوالي 2.5 في المئة، ومن الضروري أن يأتي الجزء الأكبر من التضخم الذي يحققه مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي من ارتفاع مستوى الإنفاق الاستهلاكي الناجم عن نمو الأجور.

على صعيد آخر، فإنه من المقرر أن تجتمع لجنة السوق المفتوحة في الاحتياطي الفدرالي الأميركي يوم الأربعاء المقبل الـ13 من ديسمبر الجاري لمناقشة معدل التضخم، ومما لا شك فيه أن الأسواق ستواكب مجريات هذه الجلسة وستترقب قرارات الفدرالي الأميركي الاتحادي وتوجهاته. أما على صعيد أسواق الأسهم الأميركية وفي ظل اقتراب نهاية العام فإن البيانات تشير إلى نجاح مؤشرS&P 500 في تحقيق مكاسب بنسبة 18.43 في المئة منذ بداية العام حتى الآن، في الوقت الذي ارتفع فيه مؤشر Dow Jones بنسبة 23.11 في المئة منذ بداية العام أيضاً.

أما على صعيد أخبار الشركات، فقد أعلنت شركة Dollar General Corp الناشطة في قطاع البيع بالتجزئة والمشهورة بالخصومات الكبيرة، ارتفاع إيراداتها بنسبة 11 في المئة في الوقت الذي حققت فيها أرباح الشركة نمواً بنسبة 4.5 في المئة. ويشكل نجاح Dollar General Corp في تحقيق النمو على الرغم من الظروف والأوقات الصعبة التي يمر بها معظم تجار البيع بالتجزئة شهادة على نموذج الأعمال الناجح الذي تتبعه الشركة.

ولا بد من الإشارة إلى أن نجاح شركة Amazon المتخصصة بالتسوق عبر شبكة الإنترنت أضرّ بالعديد من شركات البيع بالتجزئة المنتشرة في المجمّعات التجارية، ومع ذلك، فإن الشركات التي تعتمد على مبدأ تقديم الخصومات الكبيرة للعملاء مثل Dollar General Corp كانت قادرة على تلبية احتياجات ومتطلبات المناطق الريفية التي يهتم سكانها بعاملين أساسيين هما السعر والراحة.

وتتطلع Dollar General Corp إلى توسعة انتشارها الجغرافي، وذلك في الوقت الذي تقوم فيه بعض شركات البيع بالتجزئة الأخرى مثل Macy’s وGap Inc بإغلاق عدد من فروعها. يذكر أن سهم شركة Dollar General Corp حقق عوائد بنسبة 27.42 في المئة منذ بداية العام.

أوروبا والمملكة المتحدة

وشهد الأسبوع الماضي تراجع كل من العملة الأوروبية المشتركة (اليورو) والجنيه الإسترليني على حد سواء، وذلك بنسبة 0.86- في المئة و0.65- في المئة على التوالي. وقد صبّ هذا التراجع في مصلحة مؤشرات الشركات الكبيرة التي تعتمد بشكل كثيف على التصدير، وهو الأمر الذي ساهم في ارتفاع مؤشر Eurostoxx بنسبة 0.46 في المئة خلال الأسبوع الماضي، وبالتوازي مع ذلك حقق مؤشرFTSE-100 مكاسب بنسبة 0.75 في المئة.

وجاءت الأخبار السارة من قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك في ظل تحقيق المفاوضات بين لندن والمفوضية الأوروبية تقدماً بشكل ودي ودون مشاحنات، وذلك قبل الانتقال إلى محادثات بين الطرفين بشأن اتفاقية التجارة. واتفقت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على بعض القضايا الرئيسية مثل التسوية المالية التي من المتوقع أن تسددها بريطانيا للاتحاد الأوروبي، وحماية حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي المقيمين في المملكة المتحدة، وضمان عدم تشديد الحدود بين ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا.

ومن الواضح أن الحكومة البريطانية وافقت على تلبية مطالب الاتحاد الأوروبي بشأن هذه القضايا الهامة، وبالتالي أصبح بإمكان المملكة المتحدة الآن التركيز على الاتفاقية التجارية التي تتطلع للتوصل إليها مع الجانب الأوروبي، وهي الاتفاقية التي قد تحدد في نهاية المطاف نجاح مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو فشلها.

من جهة أخرى، تشير التوقعات إلى استمرار البنك المركزي الأوروبي وبنك إنكلترا في سياساتهما المالية الحالية والإبقاء على معدلات الفائدة المنخفضة في المستقبل المنظور. أما على صعيد البيانات الاقتصادية فقد جاءت البيانات المعدّلة الخاصة بالناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو عند نسبة 2.6 في المئة، وذلك أعلى من مستوى التقديرات التي كانت تتوقع وصوله إلى نسبة 2.5 في المئة. إن هذه النتائج تؤكد تفاؤل مؤشرات مديري المشتريات في القطاع الصناعي وقطاع الخدمات الذين رفعوا توقعاتهم للعام.

وكانت أسواق الأسهم الأوروبية قد شهدت الأسبوع الماضي تحقيق مؤشر Eurostoxx مكاسب خلال تداولات الأسبوع الماضي، وذلك بشكل رئيسي بفضل قطاع البنوك، وذلك على خلفية تخفيف المفوضية الأوروبية المتطلبات الخاصة برأس المال لهذه البنوك. وكانت الجهات التنظيمية المالية قد حددت نسبة الاحتياطي المطلوب، ومتطلبات رأس المال الصارمة الأخرى للبنوك لمساعدتها على التنافس مع البنوك الأميركية. وفي هذا المجال أعرب المحلل في Citi سيمون نيليس عن حماسته لهذه الخطوة قائلا: «يشكل هذا التحوّل أمرا إيجابيا بالنسبة لجميع البنوك الأوروبية التي ينبغي لها الآن أن تكون قادرة على تحديد رأس المال الزائد وميزانيات الاندماج والاستحواذ في الوقت المناسب، وهو الأمر الذي يضع البنوك في كل من بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ وفرنسا واسكندنافيا في وضع أفضل للاستفادة من هذا الإعلان». ومن بين الرابحين الرئيسيين خلال تداولات الأسبوع الماضي كان بنك ABN Amro الهولندي الذي حقق مكاسب بنسبة 5.3 في المئة بعد هذه الأخبار.

مستوى الأجور ما يزال أكثر ركودا في ظل نمو الأجور بحوالي 2.5 في المئة
back to top