درس خصوصي...

نشر في 09-12-2017
آخر تحديث 09-12-2017 | 00:20
 فهد البسام أسبوع حافل بمعنى الكلمة، متسارع الأحداث، كأنه كان يريد إنهاء الأمور العالقة، ويلقي بها من على عاتق العام قبل نهايته، بدءاً من مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ثم القمة الخليجية التي انعقدت في الكويت بمن حضر، مروراً برفع الإيقاف عن الرياضة الكويتية، وصولاً إلى قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس. للمشاهد العادي قد لا يبدو هناك رابط أو خيوط مشتركة بين كل ما حدث خلال هذا الأسبوع المزدحم، نظراً للتباعد الجغرافي، أو تفاوت الأهمية، لكنه بالتأكيد موجود وجلي لمن أراد لفهمه سبيلاً.

ما يعنينا منها هنا ما هو أكثر قرباً وملامسة لبلدنا، فلسنا دولة كبرى لنستطيع التأثير في قرارات الدول العظمى، كما يفترض أننا منذ الغزو العراقي قد عرفنا حدود إمكاناتنا وحجم قدراتنا، وتعلمنا ألا نندفع مرة أخرى خلف الشعارات المخاتلة وتجار القضايا النصابين على حساب مصالحنا الذاتية، فلسنا أشد بأساً من الجزائريين- حفظهم الله- ولا أكثر قرباً من السوريين والقوات الإيرانية و"حزب الله"، ولا أكبر تعداداً من الفلسطينيين- أعانهم الله- حتى نحمِّل أنفسنا ما لا طاقة لنا به، أما الغضب والاستنكار والتبرعات فلا أحد يستطيع أن يزايد علينا بها والحمدلله.

أما بقية ما حدث فهو ما قد يعنينا أكثر، فنتمنى أن تكون السلطة لدينا قد استوعبت أن قوتها الحقيقية لا تتأتى إلا من الداخل، من الشعب الذي لن تحافظ على وحدته واستقراره ودعمه إلا بالإيمان الفعلي بالدستور، وبالمزيد من الحريات، وإقامة دولة القانون الواحد على الجميع وبالتساوي، وقد يكون الآن هو الوقت الأنسب لإعادة النظر في أمر التشدد مع أصحاب الرأي والمغردين ممن ينتقدون سياسات الدول الصديقة والشقيقة، فإن كان من حق الأشقاء والأصدقاء فعل ما يرونه مناسباً لمصالحهم، فمن حقنا "الدستوري" كذلك التعبير وإبداء الرأي بشأن ما نرى أنه يمسنا منهم نتيجة أفعالهم تلك.

من جهة أخرى، فإن ما جرى بالشأن الرياضي كان درساً غالي الثمن، فذات منطق العمل الاحتكاري بالرياضة كان يحكم ملفات الناقلات، ثم التأمينات والمقاولات الضخمة والنتائج معلومة للكافة، فيفترض أن يدفعنا كل ذلك مستقبلاً إلى عدم ترك أي ملف، مهما كانت أهميته، محتكراً بيد فرد واحد يقتات عليه، ويصعد على أكتافه ويحصد شعبية، ثم يستقوي على الدولة به حين تريد فتحه وتنظيمه، أما نحن في المقابل فما علينا، بعد كل ما جرى ويجري، إلا أن نزداد قناعة ويقيناً بأن أمام قطارات مصالح الآخرين الكبرى، لا ولاء مذهبياً يفصلنا عنه البحر ينفع، ولا تعصب عرقياً تحكمه الصحراء يشفع، ولا خط رجعة، ولا بديل للكويت إلا الكويت.

back to top