زبدة الهرج: ما كان العشم يا ترامب!

نشر في 09-12-2017
آخر تحديث 09-12-2017 | 00:07
 حمد الهزاع أفا يا ترامب! ما كانت "الهقوه"، ولا كان العشم أن تخذلنا أمام دول العالم المتقدم والمتخلف بعد أن وثقنا بك، كنّا نظن أنك أفضل من أوباما طلعت "حية من تحت تبن "، ولا بان في عينك يا غدار المليارات اللي أخذتها، ما "تستحي" على دمك... هذي آخر علاقة الود والأحضان التي تربطك بقادة العرب؟ نسيت "قافلة الإبل" التي حملت هدايا زوجتك ميلانيا وابنتك إيفانكا، يجيلك يوم يا ظالم، نهار أهلك أسود ولا راح يعدي على خير... استعد للحرب أيها القزم، ستُهزم شر هزيمة على يد إردوغان وحماس وحزب الله.... لقد ارتقيت مرتقى صعباً... يا ويلك ويا سواد ليلك.. دقت ساعة الجهاد، الموت لأميركا، الموت لإسرائيل...

ما ذكرته من عبارات هجومية على ترامب هو أقصى ما تقوم به الشعوب العربية للتعبير عن سخطها حينما تجتمع في الدواوين أو المقاهي، مع إضافة بعض البهارات من الشتم والألفاظ النابية التي تمس ترامب وعائلته ونتنياهو وجيرانه من العرب على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تخرج مظاهرات هنا أو هناك تستنكر محاولة تهويد القدس، وكم خُدِعت الجماهير من قبل بعض الحكام الذين كانوا يهددون إسرائيل بالزوال فأزيلوا هم إلى الأبد، وبقيت إسرائيل كياناً وشعباً في أمن وأمان، وسيذكر التاريخ أن من دانوا وشجبوا وأرعدوا وهددوا بالويل والثبور وعظائم الأمور لأميركا بسبب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل كان ذلك للاستهلاك الإعلامي.

الواقع يقول إنه منذ عام 1967 والقدس تدنس من قبل جنود الاحتلال إذن ما الجديد؟ وما الذي يرنو إليه ترامب وإدارته من نقل سفارتهم إلى القدس، لم يكن ترامب ساذجاً باتخاذ مثل هذا القرار لو لم يكن لديه دعم من بعض عواصم الدول العربية بالضغط على السلطة الفلسطينية لتسريع عملية السلام، وكان أول قرارات الضغط قبل أكثر من أسبوع بعد أن رفضت واشنطن تجديد الترخيص لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية، والورقة الأخرى هي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والهدف من هذا كله إجبار السلطة الفلسطينية على توقيع معاهدة السلام والتطبيع الشامل مع الكيان الصهيوني، ولا نستغرب في يوم من الأيام أن يقوموا بتهجير الفلسطينيين إلى أرض أخرى كسيناء مثلاً.

ثم أما بعد...

الشعب الفلسطيني أصبح مطية لأصحاب المصالح الضيقة للوصول إلى أهدافهم إلى درجة أن القدس في نظرهم هو مجرد مسجد بني من حجر، فلا يهتز لهم طرف ولا يتحرك لهم ساكن.

back to top