إردوغان يحيي خلافات تاريخية في زيارته لليونان

نشر في 08-12-2017
آخر تحديث 08-12-2017 | 00:04
إردوغان وتسيبراس في أثينا أمس  (رويترز)
إردوغان وتسيبراس في أثينا أمس (رويترز)
استغل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، زيارة تاريخية لليونان محاولاً، بلا جدوى، إحياء النقاش حول الخلافات التاريخية التركية - اليونانية، ومكرراً اتهام الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بوعوده في إطار اتفاق الهجرة مع أنقرة.

ووصل إردوغان إلى أثينا في زيارة هي الأولى لرئيس تركي منذ 65 عاماً، بنية معلنة لدى البلدين بتحسين العلاقات الثنائية. وأمضى الرئيس التركي جزءاً من لقائه مع نظيره اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس معبراً عن شكاوى.

ففي ملف الاتفاق المبرم في 2016 بين تركيا والاتحاد الأوروبي، الذي أدى إلى تخفيض كبير لعدد اللاجئين المتوافدين إلى اليونان من السواحل التركية، اشتكى إردوغان من أن "وعود الاتحاد الأوروبي ما زالت لم تتحقق على مستوى (المساعدة) الاقتصادية (...) فيما نحن ننفذ تعهداتنا" بموجب الاتفاق.

وكرر إردوغان المطالبة بـ"تحديث" معاهدة لوزان، التي وقعها عدد من الدول عام 1923 وترسم حدوداً في أوروبا والشرق الأوسط، وشكلت وثيقة مرجعية في العلاقات التركية اليونانية.

وقال: "في المعاهدة هناك مسائل عالقة وأمور غير مفهومة. وقعتها 11 دولة قبل 94 عاماً وليس اليونان وتركيا وحدهما، لذلك تتطلب تحديثاً".

ورد عليه بافلوبولوس، أحد أهم الخبراء القانونيين اليونانيين والأستاذ السابق في كلية الحقوق في أثينا، رافضاً بلباقة لكن بحزم أي تعديل، وقال إن "المعاهدة ليست قابلة للتفاوض، ولا تحتاج إلى مراجعة ولا إلى تحديث".

كما شدد على أن المعاهدات قابلة "للتفسير وليس للمراجعة بحسب القانون".

ورد إردوغان "لست أستاذ قانون، لكنني أعلم قانون السياسة، وفي هذا المجال، فإن مراجعة المعاهدات موجودة". أضاف مندداً بأن حقوق الأقلية المسلمة في منطقة تراقيا شمال غربي اليونان، التي تعد 120 ألف نسمة "لا تحترم بموجب معاهدة لوزان".

وذكر الرئيس التركي بأن أثينا تواصل تعيين المفتين للمنطقة و"لا تسمح للأقلية بأن تفعل ذلك بنفسها".

ويزور إردوغان تراقيا اليوم، وسبق أن زار اليونان مرتين عامي 2004 و2010 عندما كان رئيساً للوزراء.

وبعد عقود عدة من العلاقات العاصفة، التي كادت تؤدي إلى مواجهة في 1996، بدأ البلدان بالتقارب في 1999 بمبادرة من أثينا، التي قدمت مساعدات إلى جارتها بعد زلزال مدمر في إسطنبول. وتعتبر العلاقات ودية نسبياً اليوم بين البلدين مع استمرار الخلافات.

وفي مقابلة سجلت في تركيا وبثتها قناة "سكاي" التلفزيونية اليونانية مساء أمس الأول، وجه إردوغان انتقادات جديدة إلى الحدود البحرية ومعاهدة لوزان (1923) التي ترسم حدود تركيا. ودعا إلى إجراء "تحسينات" على صعيد تحديد المجالات الجوية والمياه الإقليمية في بحر إيجه وجدد الدعوة إلى ضرورة "مراجعة" معاهدة لوزان بما "يعود بفائدة متبادلة" على البلدين.

كذلك تطالب تركيا بتسليم ثمانية عسكريين لجأوا إلى اليونان بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو 2016 وكان القضاء اليوناني رفض ذلك في يناير ما أثار غضب أنقرة.

ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة، طلب مئات الأشخاص اللجوء إلى اليونان وتعترض الشرطة التركية بانتظام أشخاصاً يحاولون عبور الحدود بين البلدين.

وأكد إردوغان في المقابلة، أن رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس وعده بترحيل العسكريين الثمانية "في غضون 15 يوماً" لكنه تدارك "بما أن مثل هذا القرار في يدي القضاء، فلن يتم التوصل إلى أي حل".

ورد الناطق باسم الحكومة اليونانية ديمتريس تزاناكوبولوس في بيان بأن "مقابلة إردوغان تثير قلقاً شديداً وتساؤلات".

وأضاف أن "الحكومة اليونانية ورئيس الوزراء يأملان أن تشكل الزيارة فرصة لبناء جسور وليس جدراناً. احترام معاهدة لوزان هو حجر الأساس غير القابل للتفاوض الذي يمكن أن يستند إليه التعاون الصادق بين البلدين".

ومساء، أجرى تسيبراس محادثات مع الرئيس التركي، بعد استقباله بعبارات ترحيب مطمئنة. وقال "إن زيارة الرئيس التركي تأتي وسط مرحلة تحديات في منطقتنا، الحرب في سورية (...)، التوتر بين تركيا والاتحاد الأوروبي، ويجب بناء حوار".

وإذ أقر بالخلافات التاريخية بين البلدين، أمل أن تفتح هذه الزيارة "فصلاً جديداً بين اليونان وتركيا".

back to top