«ساكسو بنك»: تقلبات شديدة للأسواق في 2018 بعد هدوء 2017

«الفدرالي» يفقد استقلاليته وتوجُّه انتخابي نحو اليسار وألق «بتكوين» في طريقه للتلاشي

نشر في 08-12-2017
آخر تحديث 08-12-2017 | 00:02
No Image Caption
أصدر «ساكسو بنك»، أمس، تقريره العاشر بعنوان «التوقعات الصارمة لعام 2018»، والذي ركز على سلسلة من الأحداث بعيدة الاحتمال، والتي قد يؤدي وقوعها إلى تشكيل أمواج صادمة في الأسواق المالية.

وفيما لا ينبغي النظر إلى تقرير «التوقعات الصارمة» باعتباره توقعات رسمية للأسواق في عام 2018 من جانب «ساكسو بنك»، إلا أنه يمثل تحذيراً من التوزيع المحتمل للمخاطر بين المستثمرين الذين لا يعتقدون بإمكانية وقوع هذه الأحداث إلا بنسبة واحد في المئة.

وفي تعليقه على تقرير «التوقعات الصارمة» لهذا العام، قال ستين جاكوبسن، كبير الاقتصاديين لدى «ساكسو بنك»: «نشرنا تقرير التوقعات الصارمة على مدى أكثر من 10 سنوات، وأعتقد أن قائمة هذا العام تعد واحدة من أفضل التوقعات التي أصدرناها حتى اليوم، وتشجع الجميع للتفكير بعيداً عن الأطر النمطية». وتابع: «ينبغي علينا عدم اعتبار التوقعات الصارمة توقعات رسمية للأسواق من ساكسو بنك، لأنها جملة من الأحداث وتحركات السوق التي قد تؤدي إلى إحباط الآراء العامة».

«الفدرالي» يفقد استقلاليته

يتنافس الجمهوريون والديمقراطيون على تعزيز حصة كل منهما من أصوات الناخبين قبيل تنظيم انتخابات منتصف الولاية الرئاسية في عام 2018، مع غياب كامل لانضباط الموازنة، والتخفيضات الضريبية الكبيرة التي تعهد بها الحزب الجمهوري وأدت إلى تراجع كبير في العائدات، ما سيزيد الأمور سوءاً، على خلفية الركود الذي تتجه إليه الولايات المتحدة الأميركية.

وسيؤدي ضعف الاقتصاد وارتفاع أسعار الفائدة والتضخم إلى تجريد مجلس الاحتياطي الفدرالي من أي إجابة بخصوص السياسة النقدية. ويصبح مجلس الاحتياطي الفدرالي كبش الفداء للأداء الاقتصادي الضعيف، ودفع سوق السندات نحو الاضطراب، مع تفاقم عدم المساواة.

وستتخذ وزارة الخزانة الأميركية إجراءات طارئة تجبر البنك المركزي على تحديد سقف عائدات الحكومة الأميركية عند 2.5 في المئة بالنسبة للسندات طويلة الأجل، للحيلولة دون انهيار سوق السندات، وهي سياسة تم تطبيقها آخر مرة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة.

بنك اليابان

تعتمد سياسة بنك اليابان للتحكم في منحنى العائدات على معدلات الفائدة العالمية الناعمة وانخفاض العائدات. وفي عام 2018، لن يبقى هذا المركز على حاله بكل بساطة. وسيؤدي ارتفاع معدلات التضخم إلى ارتفاع العائدات، ما يؤدي بدوره إلى هبوط خيالي في قيمة الين. وفي نهاية المطاف، سيضطر البنك المركزي إلى اللجوء لاتخاذ تدابير على مستوى التسهيل الكمي والنوعي، ولن يتم ذلك قبل أن يصل زوج العملات دولار أميركي/ين ياباني إلى 150، لينخفض بعد ذلك بسرعة إلى 100.

الصين ستطبق «البترو يوان»

تعتبر الصين حتى اليوم أكبر مستورد للنفط في العالم. وأعربت العديد من الدول المنتجة للنفط عن سعادتها بالتعامل وفقاً لشروط اليوان. ومع تراجع القوة العالمية للولايات المتحدة الأميركية، وفي ضوء النجاح العام للعقود الآجلة للسلع القائمة على اليوان الرينمنبي الصيني، يشكل قرار بورصة شنغهاي الدولية للطاقة لإطلاق عقود آجلة على النفط الخام باليوان الصيني وسيلة ناجحة للهروب.

وسيؤدي طرح البترو يوان إلى ارتفاع أسعار اليوان بنسبة تتخطى 10 في المئة، مقارنة مع الدولار، ليصل زوج العملات دولار أميركي/يوان رينمنبي صيني إلى أقل من 6.0 للمرة الأولى على الإطلاق.

ازدياد حدة التقلبات

الأسواق العالمية مليئة بالمؤشرات والعجائب، وانهيار التقلبات التي شهدتها فئات الأصول في عام 2017 لم تكن استثناء. وتتطابق الانخفاضات التاريخية في مؤشري "فيكس" (VIX) و"موف" (MOVE) مع مستويات قياسية في الأسهم والعقارات، والنتيجة هي ارتفاع أسعار البرميل إلى حدود قياسية، حيث فقد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" 25 في المئة من قيمته في خطوة سريعة ومذهلة لم نشهدها منذ عام 1987. وسيتم محو مجموعة كاملة من صناديق التقلب على المدى القصير، وسيحقق أحد التجار غير المعروفين، ممن عانى طويلاً التقلبات، مكاسب بنسبة 1000 في المئة، ليصبح أسطورة بشكل فوري.

نحو اليسار

ستؤدي التركيبة الديموغرافية في الولايات المتحدة الأميركية، والتي تضم حالياً جيل الألفية دون سن 35 عاماً، ويشكلون المجموعة الأكبر مقارنة بجيل طفرة المواليد، دوراً كبيراً في التأثير على المشهد السياسي الأميركي في عام 2018.

وسيؤدي الإحباط العام للناخبين الأصغر سناً بالنسبة لشخصية ترامب، وتفاقم فجوة عدم المساواة بعد الإصلاحات الضريبية الساخرة للجمهوريين، والوجوه الجديدة بين المرشحين الديمقراطيين الذين لا يخشون الاستفادة من شعبوية ساندرز من اليسار، إلى تحوُّل جيل الألفية بشكل كبير في الانتخابات التي ستجري في نوفمبر.

وتبتعد نقاشات الديمقراطيين عن الإصلاح الضريبي إلى محفزات الإنفاق بالنسبة للجماهير. وتعني الشعبوية الحقيقية التخلص من دفاتر شيكات 90 في المئة، وما ينطوي عليه ذلك من محفزات مالية والتخلص من العجز. وقد تراجعت عائدات الخزانة الأميركية لمدة 30 عاماً إلى أقل من 5 في المئة.

الربيع الجنوب إفريقي

في عام 2018، وبعد تحوُّل مفاجئ للأحداث، ستنتشر موجة التحول الديمقراطي إلى جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وستؤدي الاستقالة القسرية لرئيس زيمبابوي روبرت موغابي في نهاية عام 2017 إلى موجة من التغييرات السياسية في دول إفريقية أخرى. وسيضطر جاكوب زوما، رئيس جنوب إفريقيا، إلى التخلي عن السلطة، وسيواجه جوزيف كابيلا في الكونغو تظاهرات غير مسبوقة تدفعه للفرار من البلاد.

ومع ذلك، تعتبر جنوب إفريقيا الفائز الرئيسي، حيث يصبح راند جنوب إفريقيا مفضلاً للأسواق الناشئة بعائدات 30 في المئة، مقارنة مع العملات الرئيسة الثلاث الكبرى، وهي: الدولار واليورو والين الياباني. وسيجلب أعلى معدلات النمو العالمية في جنوب إفريقيا والاقتصادات الحدودية المحيطة في المنطقة.

ألق البتكوين في طريقه للتلاشي

ستشهد قيمة البتكوين ارتفاعاً إلى مستويات قياسية في عام 2018 فوق 60 ألف دولار، وبقيمة سوقية تتخطى تريليون دولار، مع ظهور العقود الآجلة للبتكوين في ديسمبر 2017، والتي أدت إلى موجة كبيرة من مشاركة المستثمرين والصناديق التي تشعر بقدر أكبر من الراحة في تداول العقود الآجلة، مقارنة مع ربط الصناديق مع بورصات العملة الرقمية.

وقبل مضي وقت طويل، ستجد ظاهرة البتكوين أن السجادة سُحبت من تحت قدميها، على خلفية التحركات البارعة التي تتخذها روسيا والصين لتهميش وحظر التعامل بهذه العملة الرقمية غير المعتمدة محلياً. وبعد الوصول إلى ذروة قياسية في عام 2018، سينهار البتكوين في عام 2019، ليقترب من تكلفة الإنتاج الأساسية عند 1000 دولار.

«تنسنت» تتفوق على «أبل»

لا تزال الصين أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، مع ارتفاع متسارع لمستوى المعيشة، وتفتتح أسواقها الخاصة برأس المال، فيما تدفع برامجها الإصلاحية نحو رفع سوية معنويات المستثمرين. ويتضح ذلك بوجه خاص في أسهم التكنولوجيا الصينية مع الارتفاع الكبير الذي تشهده أسهم "تنسنت" وبنسبة 120 في المئة أعلى في عام 2017.

وفي أواخر عام 2017، انضمت "تنسنت" إلى أكبر خمس شركات في العالم من حيث قيمتها في السوق التي اقتربت من 500 مليار دولار، حتى إنها تفوقت على "فيسبوك" بنقطة واحدة. وفي عام 2018، ستعزز "تنسنت" من ريادتها في السوق، لتتقدم أسهمها بنسبة 100 في المئة إضافية، رغم الحجم الفعلي الكبير للشركة، ما يمنحها بجدارة تاج الشركة الأعلى قيمة في الأسواق العالمية بدلاً من "أبل"، بواقع أكثر من تريليون دولار.

ضعف اليورو أواخر العام المقبل

ستتسع هوة الانقسام الحاصل بين الأعضاء القديمين في الاتحاد الأوروبي والأعضاء الجدد الأكثر تشككاً، ما سيحدث صدعاً لا يمكن تجاوزه في عام 2018. وللمرة الأولى منذ عام 1951، سيتحوَّل مركز الاستقطاب السياسي الأوروبي من فرنسا وألمانيا إلى أوروبا الوسطى والشرقية. ولن يطول وقت الحصار المؤسسي للاتحاد الأوروبي حتى تخيِّم تأثيراته على الأسواق المالية.

وبعد الارتفاع إلى مستويات قياسية جديدة مقابل العملات الأساسية العشر وعملات العديد من الأسواق الناشئة بحلول أواخر عام 2018، سيضعف اليورو بسرعة نحو التكافؤ مع الدولار.

إنه وقتهن الأمثل

على مدى الجيل الأخير، بدأت النساء بتحقيق مستويات تعليم أعلى من الرجال، بحيث تخرج الجامعات الأميركية اليوم 50 في المئة من النساء أكثر من الرجال في درجة البكالوريوس. كما تشكل النساء اليوم نحو نصف خريجي الأعمال. ومع ذلك، لم تمثل النساء في عام 2017 أكثر من 6.4 في المئة من المديرين التنفيذيين في قائمة "فورتشن 500"، رغم أنهن يكسبن وسطياً أعلى من نظرائهن الرجال. التغيير قادم، ليس لأنه أكثر إنصافاً، لكن لسبب عملي يتجلى في أن إدراك النساء لقدراتهن المرجوة يشكل الوسيلة الأخيرة المتبقية لتحقيق التنمية بعيداً عن زيادة عدد السكان في منطقتنا ذات الإنتاجية المنخفضة والاقتصادات المتقدمة التي تعاني الشيخوخة.

وفي عام 2018، ستهتز نوادي الفتيان الشوفينية القديمة عبر المساهمين، وستحتل المرأة المرتبة الأولى في أكثر من 60 شركة مدرجة في قائمة "فورتشن 500" بحلول نهاية العام.

back to top