«جداريات».. فريق تطوعي يُزيّن محولات الكهرباء في البلاد بلمسة إبداع جمالية

نشر في 07-12-2017 | 14:07
آخر تحديث 07-12-2017 | 14:07
أحد أعمال فريق جداريات التطوعي
أحد أعمال فريق جداريات التطوعي
بلمسة إبداعية تخرج عن المألوف تغير طبيعة الأشياء وتحول الإخفاق إلى نجاح يعكف فريق «جداريات» التطوعي الكويتي حالياً على تحويل جدران محولات الكهرباء في الكويت إلى لوحات ورسومات فنية جمالية هادفة.

ولم يكتف فنانو «جداريات» بذلك فحسب بل زادوا عليه بأن جعلوا من الرسم على تلك الجدران منطلقاً لإيصال رسائل توعية مجتمعية إيجابية تفاؤلية وموئلاً لرسم تاريخ بلادهم وتراثهم من خلال عملهم التطوعي الذي لا يرجون منه إلا العطاء الخالص للوطن.

ويتيح الفريق للشباب فرصة إطلاق مواهبهم الفنية والتعبير عما يجول في خواطرهم من مكنونات قد لا يجدون مكاناً للتعبير عنها فهنا كمن الإبداع بتحويل تلك الجدران إلى لوحات فنية يتجلى فيها الإبداع والفن الراقي.

وحتى الآن تولى الفريق تزيين محولات منطقة «البلوكات» وسط العاصمة وها هو يعلن مبادرة وطنية شبابية جديدة تحتضنها أيضاً وزارة الكهرباء والماء الكويتية مفادها تزيين جدران المحولات الكهربائية في «ساحة الصفاة» الشهيرة وسط العاصمة أيضاً.

وفي هذا السياق، قال رئيس الفريق سليمان الروضان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن تأسيس الفريق هدف إلى تزيين الجدران واستغلالها وتقليص مساحة التلوث البصري في البيئة العمرانية وإضافة قيمة إلى الأماكن العامة فضلاً عن تشجيع الإبداع والفن وترسيخ معنى فنون الحائط.

وأضاف الروضان أنه سيكون هناك تعاون أوسع في الفترة المقبلة مع جهات حكومية أخرى في محاولة لإضفاء تعابير مستوحاة من تاريخ الآباء والأجداد والكلمات الخالدة ذات المعاني القيمة عند الكويتيين على محولات الكهرباء في مختلف مناطق البلاد.

وذكر أن من أبرز أهداف الفريق إشراك الفعاليات المختلفة في المجتمع وإتاحة الفرصة للشباب لممارسة هواياتهم الفنية عبر توفير مساحات كبيرة للإبداع لهم وإبرازها وإيجاد حلقة وصل بين الفنانين والمتطوعين الشباب.

وبالعودة إلى فكرة تأسيس الفريق أوضح أنه لم تكن هناك خطة معينة لتأسيس الفريق بل تم ذلك عفوياً من مجموعة شباب، لافتاً إلى شغف الكويتيين بالعمل التطوعي واهتمامهم بالفنون المختلفة لاسيما الرسم.

وفيما يتعلق بآلية اختيار الفنانين في الفريق بين أن اختيارهم يكون وفقاً للمادة الأرشيفية الفنية السابقة لأعمالهم ومدى خبرتهم في الرسم على الجدران، مشيراً إلى أن باب المشاركة في الفريق مفتوح للجميع وليس فقط للرسامين المحترفين.

وأعرب عن ترحيب الفريق بالفنانين الناشئين والمشاركة في الأعمال التحضيرية والإدارية واللوجستية للمساعدة في مرحلة ما قبل الرسم كصبغ الجدران ومحاولة تغطية عيوبها والمساهمة في إصدار الموافقات على استغلال الجدران والعديد من الأعمال التي قد تحتاج إلى التحضير لها قبل البدء في العمل.

من جانبه، قال وكيل وزارة الكهرباء والماء المهندس محمد بوشهري لـ (كونا) «إن هذا التعاون يندرج في إطار حرص الوزارة على تنمية طاقات الشباب الكويتي ورعايتها إلى جانب توفير مظهر جمالي في الأماكن العامة».

وأضاف بوشهري أن دعم الشباب التطوعي من أبناء الكويت يأتي بناءً على توجيهات القيادة السياسية التي أولت الشباب الأولوية في تحقيق طموحاتهم وأفكارهم، لافتاً إلى أن فريق «جداريات» التطوعي تولى زمام المبادرة لتحسين مظهر المحولات والمباني العامة وسط الكويت العاصمة.

وأكد حرص الوزارة على الاستعانة بالأفكار الشبابية لإيصال رسائل التوعية والإرشاد من خلال موهبة الرسم لديهم والأشكال التعبيرية المختلفة فمن شأن تلك الأشكال الجمالية المساهمة في خلق ثقافة تجميلية لدى الشباب الكويتيين إلى جانب ما تمنحه من مظهر جمالي.

من ناحيته، قال الوكيل المساعد لشبكات التوزيع الكهربائية في الوزارة المهندس جاسم اللنقاوي «أن الوزارة هي الجهة الوحيدة المخولة منح الموافقة للرسم على المحولات وتزيينها بعد أخذ الموافقات الرسمية من القطاع المختص في الوزارة».

وأضاف اللنقاوي لـ (كونا) «أن الوزارة لا تسمح لأي جهة سواء تطوعية أو من القطاع الخاص استخدام محطات التحويل الثانوية الكهربائية دون علم الوزارة ووفقاً للإجراءات المتبعة».

وذكر أن من يضع إعلانات أو رسومات دون علم وزارة الكهرباء والماء يتخذ بحقه الإجراء القانوني بتسجيل إثبات حالة في اقرب مخفر للشرطة، مبيناً أن هناك تنسيقاً بين الوزارة وبلدية الكويت حول معايير وتقييم الرسومات التي سيتم عملها على المحولات الكهربائية شريطة أن تتناسب مع الذوق العام وعدم تضمنها عبارات غير قانونية.

بدوره، قال خالد الخياط من إدارة شركة المرافق العمومية - إحدى الشركات الحكومية التابعة للهيئة العامة للاستثمار وتعنى بإدارة و صيانة بعض المباني الخدمية - إن الشركة على استعداد لتوفير كل سبل الدعم للراغبين في تزيين المباني التابعة لها وإظهار إبداعاتهم عليها بالتعاون مع البلدية إيماناً من الشركة بأهمية الدور المجتمعي.

وأضاف الخياط أن «محولات الكهرباء والمباني تحولت بفضل ذلك الإبداع والنشاط الفني التطوعي إلى لوحات وتحف فنية تأسر الأنظار بل باتت أيضاً وجهة زيارة للكثيرين».

أما المواطن خالد الوسمي فرأى «أن مثل تلك الرسومات ذات الألوان الزاهية والبهيجة تعطي انطباعاً إيجابياً لضيوف الكويت وتدل على حرص المهتمين سواء من المتطوعين أو الجهات الحكومية المعنية على تزيين المرافق».

وذكر الوسمي «أن نشر ثقافة الرسم أبلغ رسالة لإيصال الأهداف التوعوية والترشيدية كما يعمل بها في دول العالم المتقدمة لاسيما مع وجود ثورة الاتصالات والتكنولوجيا وابتداع أساليب عصرية».

back to top