Wonder Wheel... نظرة وودي آلن العدائية إلى النساء في خريف العمر

نشر في 07-12-2017
آخر تحديث 07-12-2017 | 00:00
كيت وينسلت بدور جيني
كيت وينسلت بدور جيني
هل يمكننا فصل الفن عن الفنان؟ تحوّل هذا السؤال للأسف إلى تقليد سنوي بالنسبة إلى وودي آلن. إذا كان الممولون والممثلون يتهافتون على مشاريعه، فعلينا نحن النقاد والمشاهدين كل سنة أن نتخبّط مع السؤال (هل من الصائب أن نحب أفلام وودي آلن؟)، نظراً إلى اتهامات الاعتداء الجنسي التي تلاحقه منذ مطلع التسعينيات وعلاقاته الرومانسية المعقدة (متزوج من ابنة زوجته السابقة المتبناة).
لا شك في أننا كنا سنعشق أفلام وودي آلن بسهولة أكبر لو لم يعتد كل سنة أن ينفس عن العصاب الجنسي الواضح الذي يعانيه تجاه النساء على الشاشة، محققاً عائدات لا تنفك تتراجع. وودي، هلا تعدّ فيلماً عن الحرب أو ما شابه؟

يندرج فيلمه الأخير Wonder Wheel في الفئة الفرعية ذاتها كما عمله الشهير Blue Jasmine، الذي يمكننا دعوته أيضاً (النساء المتقدمات في السن مخيفات).

من الواضح أن آلن مأخوذ بعلاقة النساء المتقدمات في السن المعقدة مع الرجل، والنساء الأصغر سناً، والهدف من الحياة. لكن نظرته إلى هذه المسألة تخلو من التعاطف. قد تكون الأدوار دسمة (استحقت كايت وينسلت عن جدارة جائزة أوسكار لبراعتها الواضحة)، لكن لا أحد يستطيع تجاهل احتقار تلك الشخصيات الذي يتغلغل في أفلامه.

في حلم جزيرة كوني هذا في خمسينيات القرن الماضي، تؤدي كايت وينسلت دور جيني، ممثلة فاشلة تحوّلت إلى نادلة في مطعم للمحار تعيش في شقة متداعية فوق رصيف بحري مع زوجها الذي يشغّل دولاب الملاهي الكبير، هامبتي (جيم بيلوشي)، وابنها الشاب المهووس بإشعال النيران (جاك غور). أما متنفسها الوحيد في هذه الحياة البائسة، فيبقى علاقتها مع عامل إنقاذ محلي وكاتب مسرحيات طموح يُدعى مايكي (جاستن تمبرلايك). ويؤدي هذا الشاب الوسيم دور الراوي الجاد.

تنقلب حياتهم رأساً على عقب مع وصول ابنة هامبتي الضالة كارولينا (جونو تمبيل)، امرأة جميلة تهرب من زوجها رجل العصابات. تنجح هذه الفاتنة الأصغر سناً في إبعاد انتباه الرجال عن جيني، فيبدأ هامبتي بإغداق ماله وعاطفته على ابنته، آملاً بأن يعيدها إلى الدرب الصحيح. أما مايكي، فيعجز عن إخفاء انجاذبه إليها، رغم محاولاته لتهدئة جيني التي تزداد جنوناً.

فيلم مسرحي

Wonder Wheel فيلم مسرحي باعترافه الخاص، كما يتضح مما يقوله الراوي مايكي في المقدمة عندما يتحدث عن ميل إلى الميلودراما والشخصيات الأكبر من الحياة. يبدو الإطار العام لهذا العمل أقرب إلى مسرح مع دخول الشخصيات وتقديمها مناجاة ذاتية محزنة ومؤثرة. فتخاله نتيجة ذلك خليطاً فوضوياً يجمع بين فيلم منخفض الميزانية لتينيسي وليامز ومحاكاة ساخرة فاشلة لنيل سايمون. أو لعله مسودة إحدى مسرحيات مايكي. وإذا صح ذلك، فمن الأفضل أن يظلّ عامل إنقاذ.

يبتكر آلن والمصوّر السينمائي فيتوريو ستورارو لوحة حيوية ملوّنة وسريالية لهذا الفيلم. لكن اختيار الإضاءة غريب فعلاً مع تبدّل فلاتر الألوان بسرعة بين اللقطات منتقلةً من البرتقالي إلى الأزرق في غضون ثوانٍ. من المفترض أن تعكس هذه أضواءَ النيون في جزيرة كومي. إلا أنها تتحوّل إلى مصدر إلهاء، فيما يتساءل المشاهد: ما الفائدة منها؟

ما المغزى؟

من الصعب ألا تتساءل عن معزى هذا كله في مختلف أجزاء Wonder Wheel، فيما تشاهد مخاوف آلن وانتقاداته بشأن الطريقة التي تخشى بها المرأة التقدم في السن، مصوّراً جيني امرأة مثيرة للشفقة، وحاقدة، ومضطربة، وخرقاء. يبدو هذا العمل باهتاً، وعدائياً، وخالياً من الإبداع. بصراحة، اكتفينا من معالجة وودي آلن هذا الموضوع. لذلك نأمل بأن يعثر الممولون على مخرج آخر يملك وجهة نظر مختلفة وأكثر ابتكاراً ليدعموه في المستقبل.

back to top