الفيلم الموسيقي Coco... خطوة لافتة لبيكسار

نشر في 07-12-2017
آخر تحديث 07-12-2017 | 00:00
شخصية ميغال ريفيرا في الفيلم
شخصية ميغال ريفيرا في الفيلم
بعدما قدّمت شركة بيكسار ثلاثة أجزاء من Cars بدا كل منها أقل إثارة من سابقه، فضلاً عن Good Dinosaur الذي يبقى باهتاً رغم نواياه الحسنة، أدارت اليوم مصباحها (لوكسو) لتسلّط الضوء على مواد جديدة في Coco.
Coco أول فيلم موسيقي لمصنع الأنيمايشن (بيكسار)، وأول محاولة لاستكشاف مواد متعددة الثقافات (إلا إذا احتسبت Ratatouille عن المطبخ الفرنسي، مع أنني لا أحتسبه).

لا شكّ في أن رسالة الحب هذه الموجهّة إلى التقاليد المكسيكية والفنون اللاتينية تشكّل خطوة مرحباً بها، مبدعة في استخدامها بعض الكلمات باللغة الإسبانية من دون ترجمة، ومتأخرة بكل صراحة. يبدو هذا العمل مميزاً بمشاهده وموسيقاه. فقد عاد «مستشارَا» جون لاستر في بيكسار أندرو ستانتون وبيت دوكتر إلى إنتاج فيلم كرتون لا يتوجه إلى الأولاد فحسب. صحيح أن Coco لا يصل إلى مصاف Up، إلا أنه يرتفع أكثر من معظم الأعمال التي قدمها هذا الاستوديو أخيراً.

في محور الفيلم، نرى صبياً في الثانية عشرة من العمر يُدعى ميغال ريفيرا (صوت أنتونيو غونزاليز). يعشق ريفيرا الموسيقى منذ نعومة أظفاره، إلا أن عائلته منعته من العزف على الغيتار أو الغناء. وخلال تلميعه حذاء مغنٍّ من المارياتشي، يوضح هذا الصبي أن والدَي جده انفصلا لأن الزوج ترك زوجته ليصبح موسيقياً. لكن الحزن ما زال يلف العائلة حتى اليوم رغم مرور قرن من الزمن، ما يرغم ميغال على الابتعاد عن الموسيقى.

صدامات

تركّز الدقائق العشرون الأولى من Coco على الصدامات العائلية وتشييد المذابح تكريماً للأقارب الذين رحلوا واحتفالاً بيوم الموتى. وهكذا تبقى عملية التمهيد للحبكة بسيطة ومنخفضة الوتيرة. ولكن عندما يحاول ميغال استعارة غيتار أسطورة الموسيقى النجم إرنستو دي لا كروز من ضريحه، يتمكّن من عبور جسر سحري إلى عالم الأرواح. وعندما يبدأ بلقاء الموتى، يضج الفيلم حياة.

يتضح أن تمضية الوقت مع الهياكل العظمية في جنة مضاءة بألوان مصابيح النيون ممتع حقاً. يُدعى دليل ميغال السياحي هكتور (غايل غارسيا برنال)، ويعرّفه إلى عادات ذلك العالم وشخصياته. يبدو هذا المكان أشبه بمطهر يبقى فيه قاطنوه إلى أن تُنسى آخر ذكرى لهم في عالم الأحياء. يوافق هكتور، الذي يبدو متوتراً لأن نسيان كل ذكرى له بات وشيكاً، على مساعدة ميغال، بشرّط أن يذكّر السائح الصغير الأحياء به عندما يرجع إلى عائلته.

تكريم دافئ

لا تبدو نبرة هذا العمل قاتمة بقدر الفيلم الفكاهي المخيف Nightmare Before Christmas. على العكس، يشكّل هذا العمل تكريماً دافئاً للأسلاف الذين نقف على أكتافهم. ننتقل إلى مكان سعيد يُعتبر الأحياء فيه مخيفين وما زال المشاهير فيه ذائعي الصيت ومحبوبين. على سبيل المثال، يضم السكان مؤدين يقدمون نسخاً معروفة من الفنانة المكسيكية فريدا كالو، والممثل الفكاهي ماريو (كانتيفلاس) مورينو، والقائد الثوري إميليانو زاباتا، والملاكم المقنع (إل سانتو).

يتضمن Coco أيضاً ظهوراً (كبيراً) لبطل ميغال الموسيقي دي لا كروز (بنجامين برات)، مغنًّ ساحر يصب اهتماماته كافة على نفسه حملت أغنيته الأكثر شهرة العنوان (تذكروني). يعتقد ميغال المأخوذ به أنه قد يكون والد جده المكروه ومصدر مواهبه الموسيقية الخاصة (غونزاليز مغنٍّ شاب موهوب جداً).

نظراً إلى التزام بيكسار بالقصة، تبدو المسائل أكثر تعقيداً من المتوقع. يحوّل كثير من مفاجآت الحبكة الرواية إلى مواجهة باهتة بين الخيّر والشرير في صورة مجازية تقليدية من هذا النوع. وكالمعتاد، نرى تشديداً على الالتزام العائلي. وبإعطاء ميغال عدداً كبيراً من الأقارب، يحظى هذا العنصر باهتمام أكبر من اللازم.

أبرز نقطة

أبرز نقطة والأكثر غرابة في الفيلم، تبقى تلك الهفوة في التحليل المنطقي عن أن ذكريات الأحياء تمنح الموتى استمراراً مديداً في عالم الأموات. تجعل هذه الفجوة الخاتمة محيرة، فيما تتطور الأحداث، التي يُفترض أن تحدث نقلة نوعية في القصة، من دون أي تعليق. صحيح أن هذه الثغرة المحيرة في الحبكة لا تلحق ضرراً كبيراً بالفيلم، إلا أنها لا تخدمه أيضاً.

يحمل Coco بيكسار إلى مجال ممتع جديد. لكن هذه ستبقى خطوة غير مكتملة إلى أن يمضي هذا الاستوديو قدماً بما يعِد أن يشكّل أفضل جزء إضافي منذ The Incredibles 2 في سلسلة Toy Story.

back to top