ألو دكتور

نشر في 06-12-2017
آخر تحديث 06-12-2017 | 00:00
No Image Caption
بدأتُ أخيراً بتناول جرعة متدنية من الأسبرين وفق إرشادات الطبيب. لكنني سمعتُ أن هذا الدواء لا يسهم في حالة البعض في تفادي النوبة القلبية. هل هذا صحيح، وهل تتوافر وسيلة لتحديد ما إذا كنت من هؤلاء الأشخاص؟

هذه الحالة التي تواجهها تُدعى أحياناً مقاومة الأسبرين. لكن الأخيرة نادرة جداً. وتتوافر فحوص لهذه المشكلة، إلا أنني لا أنصح بها.

إليك السبب. تشكّل الجلطات الدموية السبب الرئيس للنوبات القلبية ومعظم السكتات الدماغية. ويحد الأسبرين من خطر هذه الجلطات المميتة بمنع أجزاء صغيرة من الخلايا تُدعى صفيحات من التكتل معاً وتشكيل جلطات. لكن تأثيرات الأسبرين تختلف باختلاف الأشخاص. ففي حالة من كل مئة حالة، تكون قدرة الأسبرين المضادة للجلطات أضعف من المتوقع، حسبما يشير عدد من البحوث.

تحدد الدراسات القديمة معدلات أعلى بكثير. إلا أن الفحص المتكرر الدقيق كشف أن معظم مَن ساد الاعتقاد أنهم يعانون مقاومة الأسبرين ما كانوا يتناولون هذا الدواء وفق الإرشادات (أي كل يوم). وعندما أخذ هؤلاء الأسبرين كما أوصاهم الطبيب، اختفت مقاومة هذا الدواء.

علاوة على ذلك، يشكّل نوع الأسبرين الذي يتناوله المريض عاملاً مهماً. تحمل تراكيب كثيرة تُدعى الأسبرين المغلف لحماية المعدة طبقة ناعمة الغاية منها السماح للحبة بعبور المعدة قبل أن تذوب في الأمعاء الدقيقة. ولكن في بعض الحالات، يحول هذا الغلاف دون امتصاص الدواء. صحيح أن الأسبرين المغلف يساعد المريض على تفادي تلبك المعدة، ولكن لا أدلة قوية تثبت أن هذه الطبقة تسهم في تجنب مشكلة النزف في الجهاز الهضمي الأكثر خطورة. نتيجة لذلك، أصف غالباً أسبريناً عادياً غير مغلف (يتوافر أيضاً على شكل حبات تُمضغ بنكهة البرتقال أو الكرز) لمرضاي الذين يأخذون جرعة منخفضة منه. بالإضافة إلى ذلك، يسهم تناول الأسبرين خلال الوجبة في الحد من اضطراب المعدة.

يشكّل التفاعل بين الأدوية سبباً محتملاً آخر لمقاومة الأسبرين الظاهرية. لاحظ عدد من الدراسات أن مسكّن الألم الواسع الاستعمال الإيبوبروفين (Motrin وAdvil) يعوق أحياناً تأثيرات الأسبرين المضادة للصفيحات. ولكن على مَن يتناولون الأسبرين يومياً أن يحدوا في مطلق الأحوال من استهلاك مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، كالإيبوبروفين والنابروكسين (Aleve)، لأن أخذها مع الأسبرين يفاقم خطر النزف في الجهاز الهضمي.

قد يشك الطبيب في أن مريضه يعاني مقاومة الأسبرين بعد إصابته بنوبات قلبية أو سكتات دماغية عدة رغم تناوله الأسبرين. لنفترض أن المريض يجزم بشكل قاطع أنه يأخذ الأسبرين غير المغلف يومياً ويتفادى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية. فهل يجب أن تكون الخطوة التالية إخضاعه لفحص عمل الصفيحات بغية تحديد ما إذا كان يعاني مقاومة الأسبرين؟ لا تُعتبر هذه الخطوة منطقية. فلا أدلة تُظهر أن نتائج هذا الفحص تبدّل خطة الرعاية بالمريض، بما أننا لا نعلم ما إذا كان الانتقال إلى مضاد آخر للتخثر أكثر قوة قد يحسّن وضع المريض. لهذا السبب، لا أنصح عموماً بإخضاع المريض لمقاومة الأسبرين إلا إذا كان ذلك ضمن إطار دراسة أو بحث.

back to top