أرواحنا أمانة

نشر في 05-12-2017
آخر تحديث 05-12-2017 | 00:07
 يوسف عبدالله العنيزي معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح:

تحية طيبة، مقرونة بالشكر والتقدير لمعاليكم، ولكل فرد في وزارتكم الموقرة، فقد ألقى القدر على عاتقكم مسؤولية المحافظة على سلامة المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة، وفي كل مجالات الحياة، ويأتي المرور من أولويات تلك المجالات، فلا شك أن القرارات التي اتخذتها وزارتكم الموقرة تستحق الدعم والإشادة، كما أنها تدل على متابعة ما يحدث في شوارع الكويت من حرب واستنزاف لأرواح البشر بعد أن حول البعض هذه النعمة من آلة للنقل والانتقال إلى آلة للقتل وترويع الآمنين من مستخدمي الطرق دون مراعاة واحترام للآخرين.

وكم أتمنى أن تضاف إلى تلك القرارات التي أقرتها وزارتكم قائمة أخرى لا تقل أهمية، منها هذه السرعة الجنونية الرعناء، والاستهتار الذي وصل حدا غير معقول، وللأسف أن الكل يمارس الاستهتار لا فرق بين نساء أو رجال، بين شيب أو شباب، بين مواطن أو وافد، بين متعلم ومثقف أو غير ذلك، الكل يمارس الاستهتار بنشوة وسخرية واستخفاف بأرواح مستخدمي الطرق، وغدت أرواحنا رهينة بأيديهم.

كم نتمنى أن تضاف أيضا إلى تلك القائمة رمي أكياس القمامة وأعقاب السجائر من نوافذ السيارة، وعدم ترك مسافة مع السيارة التي في الأمام، بل يلتصق بها حتى يكاد يشعرك أنه ينوي القفز عليها، وكم نتمنى أن تنشئ وزارتكم الموقرة فرقا مدنية بسيارات مدنية مزودة بكاميرات بالغة الحساسية لتصوير تلك السيارات التي يستهوي قادتها الاستهتار والاستخفاف بأرواح الأبرياء، وكم نتمنى أن تُركّب كاميرات في أغلب شوارع الكويت، إضافة إلى ذلك ولعله الأخطر تجاوز إشارات المرور التي تبدو وكأنها عمليات انتحار أو قتل متعمد مع سبق الإصرار.

ثم كلمة من القلب موجهة إلى الإخوة أعضاء مجلس الأمة الكرام، واعذروني إن كنت لحوحاً في مخاطبتي لكم دائما وفي الكثير من المواضيع، وذلك نابع من إيماني بأنكم لن تخذلوا من وضع ثقته بكم من أهل الكويت، فأنتم الجناح الثاني الذي يحلق به الوطن نحو الثريا في عليائها، ولا شك أنكم أهلٌ لهذه الثقة، فـ"تكفون" لا تكونوا سندا لمن يمارس الاستهتار والاستخفاف بأرواح مستخدمي الطرق.

نتمنى عليكم دعم هذه القرارات وتغليظ العقوبات على كل من يحاول إيذاء أهل الديرة، لا بل رفض الوساطة في مثل هذه المخالفات.

ثم كلمة من القلب لمعالي وزير الداخلية الموقر للنظر بعين الاهتمام لما آلت إليه الشوارع من أوضاع مزرية من حفر وتقادم واختفاء للخطوط الأرضية، وتلاشي ألوان الأرصفة والإضاءة الخافتة وغير ذلك، وبودي هنا أن أشير إلى ذلك الرصيف المقام في وسط الشارع، والذي أعتقد أنه حاز أعلى نسبة حوادث في الكويت، ذلك الموجود في أهم شارع في البلاد شارع الخليج العربي المقابل للقهوة الشعبية في السالمية.

معالي الوزير كل الشكر والتقدير وأنا على يقين أن هذه الرسالة ستحظى بالاهتمام.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

وخفقت الرايات

وخفقت معها القلوب ولهجت الألسن بالدعاء للمولى القدير أن يديم الود والمحبة بين شعوب دول مجلس التعاون الخليجي، يا له من منظر رائع لتلك الرايات التي ازدانت بها شوارع الكويت وساحاتها، فبشرى لأهل الخليج هذا اللقاء الطيب على هذه الأرض الطيبة بين قادة جمعهم الرحمن على حب أوطانهم وشعوبهم وحرصهم على سلامة أمتهم، فمن جزيرتهم أشرقت الدنيا بنور ربها بهذا الدين الخالد الذي بدأ من بطن مكة المكرمة، من قلب أطهر خلق الله، لينير به آفاق الدنيا كلها، دعاء من القلب أن يحقق المولى سعيكم للخير والأمن والاستقرار.

back to top