كي تحيا حياةً هانئة... حدّد أولويّاتك

نشر في 02-12-2017
آخر تحديث 02-12-2017 | 00:02
No Image Caption
هل تستهلّ كل شهر من السنة وأنت غارق في الأعمال؟ حان الوقت إذاً لتعيد تحديد أولويّاتك، الشخصيّة والمهنيّة! إليك الخطوة الأولى: التحديث يعيد المتعة إلى حياتك. فيما يلي نصائح الخبراء.

معرفة الذات: تدوين الرغبات الأولى

أمضى خبراء نحو 25 عاماً يدرّبون مسؤولين سياسيّين واقتصاديّين، فتوصّلوا إلى النتيجة التالية: يعيش رجال ونساء مسيّرين، رغماً عنهم، بموجّهٍ آليّ لم يعدلونه بنفسهم ولم يشغّلوه حتّى. في بعض الأحيان، يعود السبب إلى قولهم «لا» لنفسهم، لرغباتهم وطموحاتهم وحدسهم. بالمختصر المفيد، لم يجرؤوا على الاستماع إلى نفسهم. استناداً إلى هذا، يقترح عليك الخبراء تمريناً بسيطاً يعمل كآلة تقليم في غابة أفكارنا ورغباتنا:

أحضر ورقة ودوّن عليها في الوسط من الأعلى: «رغباتي الأولى»، ثمّ اكتب:

الكلمة المفتاح رقم 1: ...

الكلمة المفتاح رقم 2: ...

الكلمة المفتاح رقم 3: ...

استرخ ودع روحك تذهب بحثاً عن احتياجاتك الوجوديّة: تحقيق الذات، والعلاقة، والعمل والعائلة... لا تفرض رقابةً على نفسك، بل دع رغباتك واحتياجاتك الدفينة تظهر ثمّ دوّنها بالتسلسل حسب أهمّيتها. تترجم هذه الكلمات روح التوجّه الذي تحبّ إضفاءه على حياتك وتعتبر نقطة انطلاقٍ أساسيّةٍ لخياراتك وقراراتك المستقبليّة.

في الثنائي: أعيدا النظر في روزنامة الحبّ

يشرح علماء النفس أنّ حياة الثنائي منشأة يمكن تطويرها. حتى إن كانت أساساتها قويّة، فيعتبر تأهيلها ورشة عملٍ مستمرّة، ما يشكّل غنى العلاقة وهشاشتها في آن. لهذا السبب، في حال مرّ أحد الطرفين بحالةٍ من الروتين أو الإحباط، تكون مناقشة الموضوع مع الطرف الآخر خطوة أساسية.

1. وقت الاستماع إلى الذات:

اطرح الأسئلة التالية على ذاتك ودوّن أجوبتك:

ما الذي ينقصني اليوم في هذه العلاقة: الوقت أم الانتباه أم الرغبة الجنسيّة أم المفاجأة...؟ ما هي الأمور المهمّة التي خسرناها مع الوقت؟ ما هي آخر لحظاتٍ جيّدةٍ أمضيناها سويّاً؟ وما كانت عناصرها؟ كيف أغذّي هذه العلاقة من جهتي؟

بمجرّد أن تحدّد احتياجاتك، تستطيع مصارحة الشريك بها.

2. وقت الإدلاء بالشهادة:

في وقتٍ من الراحة والتسلية مع الشريك، اسأله إذا كان حاضراً لسماعك. إذا كان جوابه إيجابيّاً، ابدأ بالتعبير عن كلّ ما تجده إيجابيّاً في علاقتكما ثمّ أفصح عن توقّعاتك والأمور التي تفتقدها، متحدّثاً عن مشاعرك فحسب (تحدّث بالأنا ولا تأتي على ذكر الأنت أبداً)، ثمّ اطلب منه التفكير في كلامك واعرض عليه مناقشة هذه الأفكار مجدداً بعد أن يتساءل عنها بدوره.

3. وقت المشاركة:

بمجرّد أن يعبّر الطرفان عن احتياجاتهما، تبدأ مرحلة البحث سويّاً عن كيفيّة تلبيتها من خلال الالتزام الفردي ولكن من دون تحديد الطريقة التي ستعتمدانها بالضرورة، بهدف ترك لكلٍّ منهما حرية اختيار الوتيرة والأسلوب. نذكر أنّ مدّة المحاولة تختلف حسب ما يناسب كلّ ثنائي.

4. وقت التقييم:

إلى أيّ مدى تقدّمنا؟ هل نشعر بتحسّنٍ في علاقتنا؟ هل أشعر بأنّ شريكي تفهّمني؟ ما الذي نستطيع تحسينه بعد وكيف؟ لا يكمن الهدف في تسليط الضوء على عيوب الشريك أو وضع لائحةٍ بفشله ونقصانه، بل في استكمال مشروع بناء العلاقة كشريكين وإعادة الانخراط فيها.

في العمل: حدّد الدوافع اللاشعوريّة:

الحاجة إلى الاعتراف بالذات وصعوبة قول كلمة «لا» والعجز في إدارة الوقت... يؤكّد علماء النفس والمدرّبون على أنّ التحليل التفاعلي أظهر توجّهنا في العمل حسب خمسة دوافع لاشعوريّة. في معظم الوقت، يوجّه دافع أو دافعان طريقتنا في التصرّف والتفاعل. لكنّ تحديد الدوافع كلّها يساعدنا في إضعاف قدرتها في السيطرة علينا، ما يسمح لنا بالتفرّغ لأولويّتنا: إيجاد المعنى لما نفعله والمتعة فيه:

● دافع «كن مثاليّاً» يحثّك على مطاردة التفاصيل، فلا تخاطر خشية أن تقع في الخطأ. كذلك يعزّز التوتّر والسلوك الدفاعي والبحث عن إقرار المسؤولين بفضلك.

أولويّتك: أخذ المخاطرة المحسوبة والتصاعديّة.

● دافع «ابذل مجهوداً» يرتكز على فرضيّة أنّ العمل والكدح مرادفان، والسهولة والمتعة هما بالتأكيد عدوّاك. كذلك يتفاقم سلوكك المضحّي.

أولويّتك: خذ قدر المستطاع المهام التي تجيدها وفضّلها على غيرها.

● دافع «إرض هذا الشخص» يغذّي هاجس القلق بشأن الآخرين لدرجة إهمال الذات. يعزّز الخضوع والإحباط، ثمّ ظهور الغضب، وعدم تقدّمك في مسيرتك المهنيّة.

أولويّتك: تعلّم كيف تقول «لا» (للأعباء) و»نعم» (للمتعة).

● دافع «كن قويّاً» يسمح بتراكم الضربات السيّئة التي تتعرّض لها ومتابعة الطريق، عاضّاً على جرحك. يولّد سلوك «التيفلون» (أي أنّ لا شيء يؤثّر بك) لدرجة جذب المسؤولين الاستبداديّين والزملاء الفظّين إليك.

أولويّتك: تواصل مع مشاعرك (عواطفك ورغباتك) وأثبت نفسك.

● دافع «أسرع» يزيد الميل إلى التشتّت والاضطراب الذي يغذيه الخوف من إهدار الوقت. يحثّك على الاندفاع والتوتّر ويحكم عليك بسوء تقدير الذات لأنّ الأهداف نادراً ما تتحقّق بسبب نقص التركيز والمثابرة لديك.

أولويّتك: تمهّل لترى الأمور بوضوحٍ أكثر من خلال رغباتك وقدراتك.

في الإبداع: صمّم ألبوم مواهبك

يعتبر علماء النفس أنّنا جميعاً نملك مهارات فريدة من نوعها تشكّل جوهر شخصيّتنا: التواصل أو الفكاهة أو الرسم أو الأشغال اليدويّة أو الطبخ أو العزف أو التحليل... تعزّز احترام الذات في حال كنّا نستخدمها باستمرار. في المقابل، إذا بقيت متروكة، من باب الإهمال أو الجهل، فإنها تولّد إحساساً بالفراغ، ونقصاً بالمعنى الوجودي، ما يؤدّي أحياناً إلى الاكتئاب أو فقدان الاندفاع. إليك بعض التقنيّات البسيطة لتحصي مواهبك.

خصّص وقتاً لنفسك في فترة بعد الظهر أو المساء. على مفكّرة اكتب كلّ ما قد يسهّل لك عمليّة الاستكشاف في ماضيك، أو ألبوم صور أو رسائل أو بطاقات أو تذكارات...

استرخ وانطلق في البحث عن أوقاتٍ في حياتك عرفت فيها شعوراً إيجابيّاً قويّاً، كالفخر أو الفرح أو الرضا، بعد إتمامك فعلاً شفوياً أو فنّياً أو فكرياً أو يدوياً أو جسدياً. في تلك اللحظة أدرك أنّ ما قمت به كان تعبيراً للشخص الدفين في داخلك ولم تحتاج إلى أيّ مجهودٍ خلاله، وهو في المقابل قدّم لك معنى ومتعة.

عدّد مختلف الحلقات هذه ودوّن القاسم المشترك الرئيس بينها: كنت أدير فريقاً أو كنت أطهو الطعام أو كنت أستمع إلى صديقي وأعطيه النصائح وغيرها. ألصق في دفترك صورة أو رسالة أو رسمة تجسّد هذه اللحظات.

حدّد الكفاءة التي شكّلت عنصر المتعة والعواطف بالنسبة إليك. ابحث في حياتك اليوميّة عن اللحظات والمجالات التي تستطيع خلالها تنمية الكفاءة الخاصّة بك.

التزم خطّيّاً تكريم لحظات لممارستك المنتظمة لموهبتك.

نملك مهارات فريدة من نوعها تشكّل جوهر شخصيّتنا
back to top