أووووف… يووووه… شنو هذا…

نشر في 30-11-2017
آخر تحديث 30-11-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي لا أتذكر عدد المرات التي شاهدنا فيها شعباً غاضباً يقتحم مبنى برلمانه، لكنني أتذكر، ومثلي آخرون، أن هذه الشعوب، أو بعضها، قامت بإحراق أجزاء من مبنى برلمانها وإتلافه وتكسيره، فما الذي حصل لها؟ وما الإجراءات التي اتخذت ضدها؟ الإجابة المختصرة: لا شيء، وأكثر من لا شيء.

وعندما دخل بعض أبناء الشعب الكويتي مبنى برلمانهم، غاضبين، لم يحرقوا ولم يكسروا ولم يعبثوا، واختلفت الأقاويل في الأضرار التي نتجت عن دخولهم، فبناء على ما ذكرته النائبة السابقة السيدة الفاضلة سلوى الجسار: "يقولون مكسور كلاص واحد بس، وأقول لهم تسعة وعشرين كلاص، وأيضاً غطاء زمزمية"، وقال آخر: "لقد عبثوا بالچوكليت"، وقال ثالث: "لقد رفعوا بعض الكراسي من مكانها"، وقال رابع: "أوقعوا زمزمية على الأرض".

وعندما تضاحك الناس حزناً على هذه التلفيات العظيمة، قالوا: المشكلة ليست في الأضرار والتلفيات التي أصابت موجودات البرلمان، المشكلة في التلفيات التي أصابت نفوس الكويتيين.

وأقول أنا: استخدم البعض أسلوب رفع الحواجب، وفغر الفم على أقصاه وإغلاقه باليد؛ للتدليل على هول المنظر، مع صيحات أوووووف، ويووووه، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله، شنو هذا، فانطلى هذا الأسلوب على كثير من الناس، وصدّقوا أن ما تم مصيبة بمقاييس كارثية!

ويقول قانونيون: لا يوجد نص يعاقب على دخول المرافق العامة، لذا يجب حفظ القضية كما حُفظت قضية الإيداعات لعدم وجود نص، وخصوصاً أن الأولى حدثت بسبب الثانية.

على أية حال، ادعوا معي ألا تحدث قلاقل في المنطقة في هذه الفترة ونحن ممزقون ومنهكون ومتألمون، وبعضنا ينظر إلى بعض بعداء لا يمكن تجاهله.

back to top