الأغلبية الصامتة: الشباب ولا غيرهم

نشر في 30-11-2017
آخر تحديث 30-11-2017 | 00:09
لا أملك غير التعاطف مع الشباب المخلصين، والتمني بأن يتم منحهم فرصة ثانية لاستكمال حياتهم العملية والأسرية كي يكونوا هم الناصح الأول للشباب المقبلين على الطرق المثلى لممارسة العمل العام، فهم بالتأكيد سيكونون خير عبرة ومثال لهم خارج السجن لا داخله.
 إبراهيم المليفي لولا الشباب المخلصون لما شعرنا بأي اهتمام تجاه ما حصل في الأيام الماضية، لقد كانت 2011 مرحلة مشحونة مليئة بالقلق والأحداث، انتهت بنهايات مفتوحة أهمها أن أصحاب الأسلوب الخاص في ممارسة المعارضة لا يريدون الاستماع للنقد الموجه لهم من أقرب المقربين لهم، لذلك كنا نحن وغيرنا في طريق وهم في طريق آخر رغم الاتفاق المعلن عن الأهداف الرئيسة.

كنا بكل تواضع نقول إن "ساحة الإرادة" هي أقصى ما يتحمله ويتقبله الرأي العام، وغيرنا يتهمنا بالتثبيط وعدم مواكبة ارتفاع سقف المطالب، "ساحة الإرادة" لمن نسيها أفضل مكان يمكن التحكم فيه بحركة الأعداد الكبيرة، وأقل منطقة ينتج عنها احتكاك مع المارة، كنا نردد وهذا القول نابع من التجارب في حقل الإعلام، إن ساحة الإعلام الفضائي لم تكن لمصلحة المعارضين لأن المعسكر الآخر يمتلك عدة قنوات، وفيها تقدم عشرات البرامج الموجهة نهارا ومساء، وخير وسيلة لاستثمار الحالة هو تسكين الحركة وضبط الكلمة حتى يخرج المنتج الموجه للرأي العام بدون "مقاضب".

مع الأسف كان الحماس والتنافس وفرض الزعامات هي سيدة الموقف والمغذي الرئيس لبروز أخطر ممارسات مجموعة الأسلوب الخاص في ممارسة المعارضة، وهي: تنظيم أنشطة تنتهي بمسيرات فجائية غلب عليها التكرار، والتنافس على رفع سقف المطالب وطرح أطروحات جديدة بعضها "توريطي"، مفاجأة المؤيدين قبل المناهضين بطلبات فورية بالتوقيع على وثائق أو أداء القسم وإلا دارت عجلة الترهيب والتخوين ومن مارسوها يعرفون أنفسهم جيدا.

إن الشباب المخلصين المتحمسين هم النقطة التي اتفق عليها الجميع، وبين 2011 واليوم ست سنوات مرت الكويت فيها بتقلبات وانقسامات داخل المجتمع والتجمعات والرفاق أثرت دون شك في أفكار وقناعات أولئك الشباب نحو الأفضل، لذلك خرجت أحكام السجن عليهم بتهمة اقتحام مجلس الأمة مزلزلة ومحبطة لمن ظنوا أن البلاد تتجه نحو المزيد من الاستقرار النسبي مقارنة مع أحداث السنوات القليلة الماضية.

بصراحة لم أشعر بالكثير من التعاطف مع السياسيين المتقلبين لأنهم يعرفون كيف يتملصون، وكيف يختفون، وكيف يدبرون المخارج لأنفسهم ولأبنائهم، أما الشباب فلا أملك غير التعاطف معهم، والتمني بأن يتم منحهم فرصة ثانية لاستكمال حياتهم العملية والأسرية كي يكونوا هم الناصح الأول للشباب المقبلين على الطرق المثلى لممارسة العمل العام، فهم بالتأكيد سيكونون خير عبرة ومثال لهم خارج السجن لا داخله.

back to top