التوتّر والطاقة... ما العلاقة بينهما؟

نشر في 27-11-2017
آخر تحديث 27-11-2017 | 00:00
No Image Caption
ننسى أحياناً أنّ الإنسان ليس مجرّد جسد مصنوع من خلايا حيّة وأعضاء. فهو أوّلاً ذكاء حيّ يتخطّى العقل الذي نربطه بذكاء مثالي يعود إلى مصدر نجهله. كيف نفهم التوتّر من منظور الطاقة هذا؟ وماذا يقول الطبّ التقليدي في هذا المجال؟
يبثّ الشخص الذي يعاني التوتر ذبذبات غير مرئيّة تنقل التوتّر إليك، فتشعر بأنّ طاقة سلبيّة تراودك تعجز عن وصفها أو قياسها. في العمل، تحدث نزاعات جرّاء أسباب تافهة، في أيّام دون غيرها، وبين أشخاص معيّنين دون سواهم.

تكثر هذه المعارك لدى الأشخاص الذين يعانون التوتر ويزعمون أنّها ناتجة عن صعوبات مهنيّة، علماً بأنّ نوعيّة الطاقة التي يدخلون بها إلى المكتب في الصباح تحدّد احتمال ورود الاشتباكات.

ما رأي الطبّ التقليدي؟

يرتكز الطبّ التقليدي على القراءة الشاملة لجسم الإنسان كونه مركز الطاقة، وقناة تمرّ من خلالها الطاقات بحسب عناصر الطبيعة الخمسة، أو بحسب الدورة القمريّة، ومعايير أخرى كثيرة نعجز عن تعدادها كلّها. لكنّ المهمّ فعلاً معرفة أنّ التوتّر يوصف بكونه اضطراباً نفسيّاً أو فقدان توازن على مستوى طاقة الحياة هذه. من ثم، تؤدي حالة انعدام التوازن هذه إلى أمراض عدة. ولكن في الحقيقة، يبدأ ذلك كله مع اضطراب «مصفوفة الطاقة»، وهي أساس الأمراض كلّها.

ماذا يقول الطبّ الحديث؟

في الطبّ الحديث، أكّد عددٌ لا يحصى من الدراسات أنّ التوتّر ألدّ أعداء الصحّة، ويعتبر عامل خطر، أي أنّه يعزِّز الإصابة بالأمراض، ويحفّز عدداً هائلاً منها. كذلك يتسبب باضطراب الجهاز المناعي بالدرجة الأولى. فالأخير أساسي للبقاء على قيد الحياة لأنّ الكائنات المجهريّة المسبّبة للأمراض تعشعش في البيئة من حولنا، وفي حال كان المرء متوتّراً صار ضعيفاً وعرضة للإصابة بالأمراض.

كيف نتصرّف؟

من المهم استباق التوتر بدلاً من التفاعل معه. لذا عليك أن:

• تحدّد الأشخاص الذين يعانون التوتر في العمل لتتجنّب أيّ تصادمٍ أو نزاع معهم يجرّدك من طاقتك.

• تتيح لنفسك بعض الوقت لاستنشاق الهواء الطلق كلّما سنحت لك الفرصة، وتتنزّه يوميّاً ولو بضع دقائق لتفريغ الطاقات السلبيّة منك والتسلح بالطاقة الكونيّة الإيجابيّة.

• تستمع إلى جسمك لتكتشف مروره بحالات اضطراب الطاقة ما إن تظهر، فتتّخذ الإجراءات العلاجيّة المناسبة.

• تمارس رياضة تمنحك الطاقة، أبرزها اليوغا، لتليين طاقتك وتجنّب أن يتحوّل تجمّدها إلى غضب وتوتّر، من ثمّ إلى أمراض.

• تتحلّى بالإيجابيّة، وتحصر أحداث العمل والعائلة وضغوطاتهما وتنفصل عنها. تسكن في جسمك وتترسّخ فيه كالشجرة الراسخة في الأرض، وليس كأوراقها تذهب مع الريح.

السكن في الجسد أفضل سلاح

أن تسكن في جسدك يعني أن تبقى حاضراً دائماً لأنّ معظم الناس يغيب في الواقع عن جسمه. ما إن تشرق الشمس حتّى تبدأ الواجبات والهموم بتحويل طاقتنا الحيويّة بأكملها نحوها، فيظهر التوتّر سريعاً ويجسّد بذلك غياب الجسد، بل الغياب بالمطلق.

يعني التوتّر فقدان التواصل مع الذات الباطنيّة والانفصال عنها. عندما تعاني التوتّر، تشعر بانزعاج وألم مشتّت وقلق شديد يستمرّ طويلاً. لكن بإمكانك مجدداً التحّلي بالسلام، ذلك الذي عرفته وأنت رضيع عندما كنت تنام ساعات عدة يومياً. ذلك الذي تعيشه الأمّ الجديدة وزوّارها حين يأتون للقاء مولودها. ذلك السلام الراسخ والعميق إلى أقصى الحدود، الذي يعطي تراخي وثقة غير مشروطة، وغبطة وشعوراً بالامتلاء عظيمين.

التواصل قائم بين كلّ شيء

بعد الولادة، يتحرّر الجسم من المشيمة وغلافها ويصبح الطفل فرداً منفصلاً. تبدو الأمور كأنّها انفصال فعلي بين المرء وبين بيئته عند ظهور هذه الاستقلاليّة المصحوبة باختفاء الروابط الظاهرة كحبل السرّة. لكنّ الواقع مختلف تماماً عن هذه الصورة، فالتبادلات دائمة: الهواء يدخل إلى الجسم ويخرج منه، تماماً كالمياه والطعام والأصوات والعطور والكلمات والصور. هذه روابط واضحة وملموسة بين الجسم وبين العالم الخارجي.

يتحدث البعض عن عدم وجود مساحة أو ثنائيّة بين المرء والعالم، بل الإنسان ينشئها مع العالم الحيّ الذي يغذّيه ويبقيه على قيد الحياة، وتلك التبادلات تعرف بـ«الأثير» و«السائل» وقد تناولهما مؤسس التنويم المغناطيسي العلاجي فرانس ميسمر، وهو أعلن وجود سائل يتنقّل بين البشر والأرض والجسم.

الدراسات تؤكد أنّ التوتّر ألدّ أعداء الصحّة
back to top