عادات دخيلة

نشر في 25-11-2017
آخر تحديث 25-11-2017 | 00:06
 بشاير يعقوب الحمادي انتهينا الأسبوع الماضي من مناقشة انتشار ظاهرة التباهي، والمظاهر الخداعة، ومن هذه المظاهر التي لفتت انتباهي وباتت منتشرة في أيامنا هذه، لاسيما مع دخول تغيرات وعادات جديدة على مجتمعنا الصغير، وتخلي الكثير عن عاداتهم الأصيلة الكويتية، ظاهرة إقامة احتفالات فارهة جدا لاستقبال المولود، مصحوبة بتكالفية باهظة جدا، وتحديد يوم أو يومين لاستقبال الضيوف للمباركة وأداء الواجب... مع الامتناع عن استقبالهم في أيام أخرى وإغلاق الأبواب أحياناً بسبب أو بدون سبب.

في السابق كانت الوالدة وأهلها يستقبلون الجميع في أي وقت وفي أي يوم، حيث كنا نجد أناساً يدخلون وآخرين يخرجون بود ومحبة، وتقوم أسرة المولود بعرضه على الزوار لمشاهدته على عكس وقتنا الحالي، حيث يخبأ ولا يرى إلا لاحقا.

في الوقت الحاضر، غدت هذه الاستقبالات والمناسبات مكلفة كثيرا، وتقام في المستشفيات الخاصة، مع حجز قاعات خاصة وصرف مبالغ كبيرة جدا، كما تكون الضيافة عادة متباهية، والحلويات تطلب من الخارج بثمن فاحش دون أي معنى لذلك.

جميع هذه الشكليات إنما هي لمجرد لفت انتباه الضيوف والناس والتباهي حتى لو كلف هذا الكثير من النقود، حتى لو كانت هذه النقود آتية من اقتراض أو دين بنكي، وفوق أنها تكون دينا على الزوج أو الزوجة فإنها تجلب الحسد والحقد والنميمة والضغينة أحيانا بين الناس.

وهناك مثال آخر على هذا التباهي يظهر عند إقامة الأعراس وطريقة الاحتفال بالزواج والقيام بنشر صور هذه المناسبات في وسائل التواصل الاجتماعي للجميع أيضا حيث غدا الهدف هو الإعلان أمام الناس والعرض والتباهي بمستوى الزواج وفخامة الحفل لمجرد البهرجة بما يحتويه ذلك الحفل من مظاهر ومطربين لإحيائه، حيث لا تقل قيمة أجر المطرب عن 20 ألف دينار بل تصل أحيانا إلى مئة ألف في ساعتين، فهل جميع هذه البهرجة في التكاليف جالبة للسعادة أو النصيب الجيد؟ أبداً ربما تجلب النقمة والتعاسة والفجور.

ما أجمل البساطة والاعتدال وعدم التكلف في جميع أمور الحياة، بل إنها راحة لصاحبها ومن حوله، وينبغي ألا يفهم أحد أن هذه الكلمات دعوة إلى عدم الاستمتاع بالنعم والعيش المريح الهانئ، على العكس يجب أن يستمتع الإنسان بما أعطاه الله، قال تعالى "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"،، لكن الله تعالى أيضاً في كتابه الكريم "إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ"، فالنعمة إن لم نحافظ عليها ونقدرها فستزول وتذهب، و التفاخر والتعالي ما هما إلا نقيصة في نفس الإنسان.

back to top