قدراتك... عزّزها لتحيا حياة أجمل!

نشر في 25-11-2017
آخر تحديث 25-11-2017 | 00:00
No Image Caption
يوجّه لك أطبّاء علم النفس دعوةً إلى تغيير نظرتك إلى أفعالك وإعطاء قيمةٍ لإمكاناتك. وفي النهاية ستحصل على هديّةٍ عبارة عن مزيدٍ من الثقة بالنفس لتعمل وفقها.
للاستفادة من العلاجات الصحيحة، عليك في البداية طرح التشخيص الصحيح. يستعين الخبراء بهذا التشبيه لقول إنّ النقص في الثقة بالنفس يأتي جرّاء ثلاثة أسباب: تخيّل هرماً مقسّماً إلى ثلاثة أجزاء. تشكّل القاعدة احترام الذات (الطريقة التي تعرف بها قيمتك بشكلٍ جوهري)؛ ويمثّل الجزء الأوسط الثقة بالنفس (قدراتك الذاتيّة)؛ أمّا الجزء الأعلى فهو تأكيد الذات (القدرات المرتبطة بالعلاقات).

انطلاقاً من هنا، تستطيع أن تكون واثقاً من نفسك في علاقاتك وتعاني في الوقت ذاته ضعفاً في احترام الذات. تماماً عندما تحترم نفسك ولا تثق بمواهبك إلّا بشكلٍ ضئيلٍ. من هذا المنظور، يعني تعلّم الثقة بالنفس تطويرها عبر القدرات والموارد الداخليّة والمواهب، وينطبق ذلك حتماً على تغيير نظرتك إلى أعمالك وإمكاناتك. يفسّر هذا الأمر كيف أنّ التمارين التي لا ترتكز إلّا على طريقة تصرّفك، عبر العلاج السلوكي، تعتبر من دون جدوى إذا لم يسبقها عمل على معتقداتك، وهذا ما يقترحه العلاج المعرفي.

يشدّد علماء النفس على أنّ التمارين اللاحقة بمنزلة عملٍ تدريجيٍّ يهدف إلى تغيير نظرتك إلى ذاتك ومشاعرك، ما يعزّز في نهاية المطاف رصيدك من الثقة بالنفس.

1 اكتسب الخبرة:

تعزيز مهاراتك في مجالات معيّنة يعود إليك بربحٍ أكبر مقارنة بالتهجّم على عدم أهليّتك الحقيقية أو المفترضة، ذلك بهدف زيادة ثقتك بنفسك. إذاً يكمن الهدف من هذا التمرين في اكتساب الخبرة في مجال (أو مجالات) تعتبر فيه نفسك مؤهّلاً وتشعر بالمتعة.

يولّد الشعور بالخبرة ثقة بالنفس ويعزّزها باستمرار في حالة وحيدة، وهي عندما يرتبط بمشاعر إيجابيّة (كالفخر أو الفرح أو الراحة).

حدّد قدراتك كافّة، بما فيها (وخصوصاً) تلك التي تعتبرها ثانويّة، ثمّ انتقل من التمكّن منها إلى التميّز فيها. على سبيل المثال، إذا كنت ماهراً في البستنة، عمّق معرفتك عنها وطوّر معلوماتك عن علم النباتات. أمّا إذا كنت تعزف على آلةٍ موسيقية، فنمّ ثقافتك الموسيقيّة من خلال التسجيل في صفوف وبرامج ومنافسة موسيقيّين آخرين. قدرتك هذه ستغني رصيدك من الثقة وتروي مجالات خبراتك الأخرى كلّها، مغيّرةً سلوكك العام في نهاية المطاف.

2 حاور المقرّبين إليك:

يسمح لك الحوار مع الأحبّاء بالسعي وراء تغيير النظرة إلى قدراتك وتعزيزها. اختر صديقاً أو زميلاً أو فرداً من العائلة وأوضح له أنّك تحتاج إلى مساعدته لترى ما في داخلك بوضوح. اطرح عليه السؤال التالي: «متى رأيتني أو تراني كفوءاً وفي أيّ ظروف وأيّ مجال؟». دوّن الأجوبة من دون التعليق عليها. تسمح هذه الطريقة بالنظر إلى ذاتك من منظار خارجيٍّ وتطوير شعورٍ من الطمأنينة («لست وحيداً، بل أستطيع الحصول على المساعدة عندما أحتاج إليها») فحسب، بل باكتشاف مواهب وقدرات فريدة من نوعها فيك لم تظنّ أنّها موجودة، أو لم تدرك يوماً أنّك تحملها.

3 ضع لائحة بأفعالك:

كيف تنظر بموضوعيّةٍ أكبر إلى إمكاناتك؟ لا يعني هذا نكران الحقيقة بتغليف الأحداث «بالإيجابيّة»، بل التريّث قليلاً لتغيير النمط المعرفي الأساسي («لا أشعر بأنّني قادر على...»). ابدأ بتدوين المهام كافّة التي قمت بها خلال النهار وشعرت بأنّها باءت بالفشل (مع الشريك أو في العائلة أو ضمن العمل) واشرح السبب وراء شعورك. على ورقةٍ أخرى، قم بالتمرين ذاته ولكن بنسخته الإيجابيّة: دوّن الأعمال التي شعرت خلالها بإمكاناتك وإلى جانبها السبب. أخيراً، اقرأ اللائحتين مرّات عدّة بطريقة تدمج بها النسخة المزدوجة من هذه الأمور. قم بهذا التمرين بانتظام لأنّه يجرّد الشعور بعدم الكفاءة من «عولمته» فيقدّم الفروقات والاستثناءات ويسلّط الضوء على بعض المهارات.

4 ضع أهدافاً واقعيّة:

على عكس ما نظنّ غالباً، لا تعتبر الكماليّة حكراً على الأشخاص الطموحين أو الواثقين من أنفسهم. فهي تطاول شريحة كبيرة من الناس وتظهر بشكلٍ متكرّرٍ في أسلوب إلقاء اللوم («لا أؤدّي عملاً جيّداً بما فيه الكفاية!») أكثر من ذاك المشجّع («لا بدّ من أن أؤدّي عملاً أفضل»). فالمثاليّة تُعرف بتحديد أهداف يستحيل تحقيقها: الشعور بالعجز أو عدم الكفاءة الذي يترتّب عليها يصيب مجالات حياتك الأخرى كلّها.

لذا افرز الأهداف القابلة للتحقيق (إجراء اجتماعٍ مهنيٍّ) من تلك التي يستحيل تحقيقها في الوقت الراهن (التحدّث إلى ابنك المراهق) والتي لا تزال بعيدة المنال (كإعادة شراء شركتك). سجّل ذلك خطّيّاً بمساعدة أحد المقرّبين إليك، واعط تبريراً لكلّ هدفٍ، محدّداً الوسائل التي تملكها أو التي تستطيع الحصول عليها والمؤهّلات التي لا تقدر فعلاً أن تعتمد عليها (كأن تربح اليانصيب لتشتري شركتك مجدداً...).

اختر صديقاً وأوضح له أنّك تحتاج إلى مساعدته لترى ما في داخلك بوضوح
back to top