علّمي ولدك كيف يتعامل مع الرفض

نشر في 25-11-2017
آخر تحديث 25-11-2017 | 00:02
No Image Caption
صحيح أن التعرّض للرفض جارح في شتى الأعمار، إلا أن من الضروري أن تعلّمي ولدك كيفية التعاطي معه، بما أن هذا الأمر سيلقنه مهارات تكيّف مهمة وسيعزِّز مرونته، حسبما يؤكد ميتشل برنستن، مدير قسم علم النفس السريري في جامعة كارولاينا الشمالية له كتاب Popular: The Power of Likability in Status-Obsessed World (شعبي: قوة أن تكون محبوباً في عالم مهووس بالمكانة).
تألف هايلي روثمان البالغة من العمر سبع سنوات الرفض جيداً. أجرت هذه الفتاة المليئة بالحماسة والنشاط من شيكاغو نحو 12 تجربة أداء لإعلانات وعروض أزياء خلال السنة الماضية، غير أنها لم تحصل إلا على ثلاثة عقود. صحيح أن هذا أمر مذهل، إلا أن الإخفاق مؤلم أيضاً.

نتيجة لذلك، طوّرت مرونة مذهلة، فما عادت تأبه للرفض. تقول متحدثةً كشخص محترف عن تجارب الأداء التي خاضتها: «لا بأس. أدرك أن كثيرين يحاولون الحصول على هذه الأدوار. ولا أهمية لحصولي عليها أو لا. فلم يختاروني لأنهم رأوا أن شخصاً آخر يتحلى بالشخصية التي يريدونها، وليس لأنهم لا يحببوني».

صحيح أن هايلي تتعاطى مع الرفض بفاعلية، لكن الأولاد مختلفون. ويمكنك أن تتوقعي فاعلية الولد في التعاطي مع مسائل مماثلة مع بلوغه بضعة أشهر من عمره.

إذا لجأ الطفل إلى إبهامه أو المصاصة عندما يتعرّض للرفض في منتصف الليل، فهو بارع على الأرجح في التوصل إلى حلول لتهدئة نفسه عندما يواجه مشكلة، وفق البروفسورة في علم النفس إليزابيث ماكينغفال. ولكن مهما كانت المهارات التي يتحلى بها، سيواجه كل ولد الرفض.

تذكر ميشال بوربا، خبيرة تربية أصدرت 22 كتاباً في مجال التربية والتعليم آخرها UnSelfie: «يشكل هذا الأمر جزءاً من واقع الحياة. لذلك يبقى أفضل حل محاولة تخفيف الألم».

تقترح ماكينغفال تعليم الولد كيفية التعاطي مع الرفض قبل مواجهته حالات كبيرة في هذا المجال. وهكذا عندما يحتاج حقاً إلى ما يهدئه، يستطيع الاستعانة بالأدوات المتوافرة لديه، حتى لو بدا الولد بارعاً في التعاطي مع الرفض من دون أي مهارات مكتسبة.

تضيف: «عندما تشعر بأنك ضعيف، يصعب عليك استغلال تلك المهارات. يحدث هذا الأمر مع الجميع. من الصعب التفكير في المسائل بتعقّل عندما تتعرض للرفض». وتشدّد على أن تمارين التنفس تساعد بعض الأولاد.

ليضع ولدك إحدى يديه على معدته واليد الأخرى على صدره، وليتنفس بعمق مالئاً بطنه بالهواء بدل التنفس من صدره فحسب. ليتابع هذه العملية إلى أن يهدأ جسمه، حسبما تنصح ماكينغفال.

ينجح أولاد آخرون في التعاطي مع الرفض بفاعلية أكبر إذا تمكنوا من التخلص من استيائهم بالتمرن (تماماً مثل البالغين الذين يركضون مسافة طويلة بغية تهدئة فيض المشاعر في داخلهم)، وفق ماكينغفال.

في المقابل، يستطيع بعض الأولاد استعادة هدوئهم بحمل مكعب ثلج في يدهم، موجهين أفكارهم نحو الأحاسيس التي تنتابهم.

تشدد بوربا أيضاً على أهمية لعب الأدوار، فبهذه الطريقة يتمكن الولد من التمرن على التعرض للرفض. تضيف أنك تستطيعين القيام بذلك أثناء الاستمتاع بإحدى الألعاب اللوحية. لا تسمحي لولدك بالفوز. وعندما يخسر، صافحيه وحددا موعد اللعب المقبل.

3 خطوات

عندما يتعرّض الولد للرفض فعلاً، فمن المهم اتباع ثلاث خطوات. أولاً، أوضحي له حدود الرفض. على سبيل المثال، إذا لم تختر المدرّسة ولدك لدور ما في مسرحية المدرسة، فلن يؤثر هذا في علاماته، وفي حب المدرّسة له، وفي مدى فخرك واعتزازك به.

ثانياً، علّمي ولدك كيفية تفسير الرفض. يوضح برنستن: «تُظهر البحوث أن هذه التجربة لا تُعتبر سلبية إلا بقدر ما نفكّر فيها، ما يعزز بالتالي تأثيرها السيئ فينا من الناحية النفسية».

لذلك يمكنك أن تعلمي ولدك التفكير بطريقة إيجابية في تجاربه، تماماً مثل هايلي البالغة من العمر سبع سنوات: في تجارب الأداء، يتعرّض الجميع للرفض باستثناء شخص واحد.

أخيراً، أخبري ولدك ألا مشكلة إن شعر بالحزن أو الغضب أو الاستياء، وأوضحي له أن هذه ردود فعل طبيعية.

احرصي بعد ذلك على ألا يعتقد أن الرفض موجه إليه شخصياً. يضيف برنستن: «تعتمد النتائج عموماً على مجموعة واسعة من العوامل. ومن المهم مساعدة الولد على إعداد لائحة بهذه العوامل الأخرى كلها. وهكذا يدرك أن عيوبه الظاهرية لا تشكّل سوى جزء من أحجية أكبر».

وربما في المرة المقبلة سيكون جزؤه من هذه الأحجية في مكانه الملائم.

علمي ولدك التفكير بطريقة إيجابية في تجاربه
back to top