هل يتخلى ماكماستر وتيلرسون عن ترامب؟

نشر في 24-11-2017
آخر تحديث 24-11-2017 | 00:09
ريكس تيلرسون - هربرت ماكماستر
ريكس تيلرسون - هربرت ماكماستر
تتوقع أوساط أميركية عدة انهيارات جديدة في تركيبة إدارة الرئيس دونالد ترامب، تحت وطأة تطورات شهدتها ملفات أغلبيتها تتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، وخصوصاً تلك التي جرت خلال جولة الرئيس الخارجية قبل أسبوع.

وتقول تلك الأوساط إن ما جرى في متابعة ملفات الأزمة السورية وإدارة الصراع مع إيران والخليج ولبنان، فضلاً عن النتائج المتواضعة لجولة الرئيس الآسيوية نفسها، أثار استياء واسعاً لدى كل من مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر ووزيري الدفاع جيم ماتيس والخارجية ريكس تيلرسون.

وتنقل الأوساط أن حالة من التوتر تسود بين الثلاثي من أداء الرئيس، ومن الدور الذي يمارسه صهره جاريد كوشنير في متابعة تلك الملفات.

وتضيف أن كبار القادة العسكريين عبروا عن استيائهم من تدخلات كوشنير «والتحريض» الذي يمارسه في دفع بعض الأطراف الإقليمية لاتخاذ مواقف تصعيدية لا تستند في الواقع إلى توازنات يمكن الدفاع عنها من دون الحاجة إلى تورط أميركي ميداني مباشر للتأثير فيها أو لدعمها.

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تسريبات عن حوار جرى قبل أيام كان مستشار الأمن القومي ماكماستر طرفاً فيه، وصف فيه السياسة الخارجية للولايات المتحدة بالكارثية، فضلاً عن وصفه للرئيس ترامب نفسه بأنه لا يفقه شيئاً في تلك السياسة، في وقت هو غارق في توجيه الانتقادات للاعبي كرة القدم الأميركيين، والدفاع عن مرشحين متهمين بالتحرش الجنسي.

وعلى الأثر صدرت تصريحات عن مؤيدين للرئيس تطالبه بإقالة ماكماستر على خلفية أقواله، في وقت اعتبرت الوثيقة التي وقعها عدد من دبلوماسيي وزارة الخارجية ضد الوزير تيلرسون واتهموه فيها بأنه خالف مبادئ الوزارة في ملف تجنيد الأطفال، أنها تمهيد لفتح نار مباشر على تيلرسون لدفعه إلى الاستقالة، على خلفية تعارضاته مع سياسات الرئيس ترامب الخارجية.

وتضيف الأوساط أن البيان الروسي – الأميركي المشترك الذي صدر حول ملف الأزمة السورية، أسقطت مفاعيله روسيا نفسها، بعدما ظهر واضحاً أن وزارة الدفاع ليست راضية تماماً عنه، على خلفية تصريحات ماتيس التي أعلن فيها أن القوات الأميركية باقية في سورية إلى حين نضوج ظروف الحل السياسي.

ومع امتناع ترامب عن عقد لقاء عمل مباشر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال القمم الآسيوية التي جرت قبل عشرة أيام، تراجع بوتين عن مضمون البيان، وأعاد تأمين الغطاء الجوي للميليشيات الإيرانية الموالية للنظام، مما أدى إلى إعادة إسقاط مدينة البوكمال السورية، وربط الحدود السورية العراقية عبر مدينة القائم. كما عقد قمة ثلاثية مع إيران وتركيا، وأعاد إحياء الحديث عن مؤتمر سوتشي لممثلين عن «الشعوب السورية»، في حركة اعتراضية على تراجع ترامب عما كان متفقاً عليه بالنسبة إلى مستقبل الوجود الإيراني، إثر مغالاة الطرف الأميركي في الحديث عن اتفاق مع روسيا حول هذا الملف.

وفي ظل صورة ضبابية عن طبيعة التوازنات داخل الإدارة الأميركية، وكيفية معالجة التناقضات التي طفت مجدداً بين رموزها، تقول الأوساط إن الأزمات الدولية مرشحة للتمدد في ظل «الكباش» السياسي الدائر الآن، في الوقت الذي تتجه الأنظار إلى ما قد يصدر عن المحقق الخاص في ملف التدخل الروسي المفترض في الانتخابات الأميركية روبرت مولر، والمواجهات الجارية بين قيادة الحزب الجمهوري نفسه مع الرئيس ومع الجناح الشعبوي الذي يدعمه، في ظل الاستعدادات الحالية لخوض عدد من الانتخابات الجزئية.

back to top