شوشرة: تنفيسات ومفرقعات وأزمة!

نشر في 24-11-2017
آخر تحديث 24-11-2017 | 00:09
 د. مبارك العبدالهادي من أين أبدأ مقالي؟ ومن أي تخبط سأبدأ؟ قد تكون الإجابة مفتوحة لأننا نعاني تخبطا واضحا في مختلف القطاعات، والضحية كالعادة هي القرارات، وما يصدر ضدها من ردات فعل تكون هي صاحبة القرار في النهاية، سواء عندما تخضع للضغوط النيابية أو ردات فعل الشارع.

انشغلنا أخيرا في أزمة حزام الأمان وحجز المركبات شهرين، وفقا لقرار وزارة الداخلية الذي توقف عن التطبيق في لحظة وعاد في لحظة أخرى، وفي حين تنفس الشارع صعداء الانفراج عاد وكتم الأنفاس، واشتعل "تويتر" وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي على القرار الذي شهد رفضا من الغالبية، ولكن سرعان ما تحولت الأنظار إلى أزمة أخرى قد تشهد توترا أكبر في العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وذلك بعد التشكيل الحكومي المرتقب على خلفية قضية البصل التي أطلت برأسها دون مقدمات.

وأصبح الجميع يتبادلون الهموم والأشجان بسببها، بل إن هناك من تغنى وأصبح شاعرا يهجو بأبياته البصل، ولكن جاءت القنبلة الكبرى والصاعقة غير المتوقعة بعد انتشار الفيديو الذي نشرته إحدى المحطات المصرية حول زراعة الخضراوات والفواكه بمياه الصرف الصحي.

يعني البعض أكل وسكت لأنه لا يعلم، وكل ذلك بمباركة إجراءات فحص الأغذية الظاهرية وغيرها من وسائل رقابة اللا رقابة. وما بين الفينة والأخرى تظهر لنا فضيحة جديدة في إطار مسلسل الأغذية الفاسدة أو استيراد أغذية مجارير الصرف الصحي، والمواطن والمقيم يدفعان الفاتورة، حتى أن البعض عندما شاهدوا الفيديو الأخير صاروا أمام معاناة مع دورات المياه لأنهم دفعوا الفاتورة بأثر رجعي نتيجة الكميات الكبيرة التي أكلوها طوال فترة تلذذهم بالخضراوات والفواكه لسنوات!

إنها مأساة حقيقية ما يعانيه المواطن اليوم من تطور الأوضاع وتصاعدها في مختلف المجالات، سواء تواتر الأوضاع السياسية أو الغذائية، مما جعلهم يصابون بتخمة لا تنفيسات لها سوى مفرقعات تثور كلما تصاعدت الأمور وتأزمت القضايا.

أكبر مشكلة هي البطء في اتخاذ القرار وعدم التعامل بجدية مع الأمر، فضلا عن عدم تفعيل دور هيئة الغذاء التي يفترض أن تتصدر المشهد في هذه الأوقات العصيبة، وتتخذ إجراءات واضحة وصريحة، وتفعل دورها الرقابي بمحاسبة أي متخاذل لمنع هذه السموم، إلا تصريحات المسؤولين التي لا تغني ولا تسمن من جوع، خصوصا ما أثير حول تحول البصل المصري إلى هندي، وإصدار شهادات بذلك، أي التزوير وصل حتى للبصل وموطنه وانتمائه.

والمواطن يدفع الضريبة كاملة تجاه كل هذه السموم التي أصبحت تغزو جسده بدون علمه وبمباركة الجهات المختصة.

العالم منشغل من حولنا بتوتر الأمور في المنطقة وتصاعدها وأحداثها الغامضة التي لا نعرف منتهاها، ونحن في الكويت منشغلون بأزمة البصل وحزام الأمان.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كتبت علينا دوامة الأزمات في كل يوم، حتى أصبحنا نستغرب اليوم الذي لا نشهد فيه أزمة جديدة؟

آخر الكلام:

اربطوا الأحزمة قبل فوات الأوان.

back to top