سورية: النظام والمعارضة يقابلان جهود التسوية بالتصلب

«الرياض 2» يشترط رحيل الأسد في وقت مبكر من «الانتقالية» ودمشق تدعو المعارضة لإلقاء السلاح

نشر في 23-11-2017
آخر تحديث 23-11-2017 | 20:30
الدخان يتصاعد من موقع تعرض لغارة جوية في عربين قرب دمشق أمس	(أ ف ب)
الدخان يتصاعد من موقع تعرض لغارة جوية في عربين قرب دمشق أمس (أ ف ب)
على عكس الجهود الدولية المتسارعة للتوصل إلى حل للأزمة السورية المتواصلة منذ 2011، والتي تخللها حرب أهلية وصراعات تورطت فيها جماعات إرهابية، أبدى النظام السوري والمعارضة المجتمعة في الرياض مواقف متصلبة قد تؤثر سلباً على تلك الجهود.
تمسكت المعارضة السورية الرئيسية، أمس، بمطلبها بألا يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور في الفترة الانتقالية، بموجب أي اتفاق سلام ترعاه الأمم المتحدة، رغم التكهنات بأنها قد تخفف موقفها بسبب المكاسب الميدانية التي أحرزتها قوات الجيش السوري أخيراً.

وقالت جماعات معارضة، في بيان، بنهاية اجتماع العاصمة السعودية الرياض: «أكد المجتمعون أن الانتقال لن يحدث دون مغادرة بشار الأسد وزمرته ومنظومة القمع والاستبداد عند بدء المرحلة الانتقالية».

وعقدت الجماعات المعارضة اجتماع «الرياض 2» سعيا للتوصل إلى موقف موحد قبل محادثات السلام في جنيف التي تدعمها الأمم المتحدة، والمقرر استئنافها الاسبوع المقبل، بعد عامين من التدخل العسكري الروسي الذي ساعد حكومة الأسد على استعادة كل المدن الكبرى في سورية.

وذكر البيان أن المشاركين يؤيدون عملية سياسية تدعمها الأمم المتحدة ستتيح لسورية «تحقيق عملية انتقال سياسي جذرية» من «منظومة الاستبداد» إلى نظام ديمقراطي يمكن فيه إجراء انتخابات حرة.

وألقى اجتماع المعارضة، الذي ضم أكثر من 140 مشاركاً من مختلف التيارات الرئيسية في المعارضة مثل المستقلين وفصائل الجيش السوري الحر، المسؤولية على حكومة الأسد في عدم تحقيق تقدم في محادثات السلام التي جرت في جنيف.

وقالت المعارضة إن العملية السياسية «لم تحقق الغاية المرجوة منها، بسبب انتهاكات النظام المستمرة للقانون الدولي»، مشيرة إلى قصف مناطق مدنية وحصار مناطق تحت سيطرة المعارضة واعتقال عشرات الآلاف من المعارضين.

وكانت هناك تكهنات بأن المعارضة ستخفف خلال الاجتماع من مطلبها الخاص بأن يرحل الأسد عن السلطة قبل أي مرحلة انتقالية. واستقال رياض حجاب، الذي قاد الهيئة العليا للمفاوضات التي مثلت المعارضة في جولات سابقة من المفاوضات، بشكل مفاجئ هذا الأسبوع.

منصتا القاهرة وموسكو

ونجحت هذه المباحثات في ضم منصة القاهرة الى كيان المعارضة الرئيسي للتفاوض مع النظام في جنيف، بدءا من يوم 28 نوفمبر، الا ان الشكوك لا تزال تحوم حول منصة موسكو وامكانية انضمامها الى الوفد او المشاركة في وفد مستقل.

وقال أحمد رمضان رئيس دائرة الاعلام في الائتلاف المعارض لوكالة فرانس برس إن «منصة القاهرة باتت جزءا من وفد المعارضة الرئيسي الى جنيف».

من جهته، قال رئيس منصة موسكو نائب رئيس الوزراء السوري الأسبق قدري جميل الغائب عن الاجتماع: «سنسعى الى أن يتشكل وفد واحد، مع الحفاظ على عدالة التمثيل، وهذه هي النقطة التي يتم بحثها الآن».

وفي السابق، شاركت المعارضة الرئيسية، ومنصة موسكو، ومنصة القاهرة، بثلاثة وفود مستقلة في جولات محادثات جنيف في العامين الأخيرين.

ويشكل مصير الرئيس السوري بشار الأسد العقبة الرئيسية التي اصطدمت بها جولات المفاوضات كافة بين النظام ومعارضيه، مع رفض دمشق المطلق نقاش الموضوع، في حين تمسكت به المعارضة كمقدمة للانتقال السياسي.

ويقول قياديون من الائتلاف ان منصة موسكو تريد من الوفد المفاوض التخلي عن شرط رحيل الأسد، مع بدء المرحلة الانتقالية.

في المقابل، قالت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، أمس، إن محادثات السلام المزمع عقدها بين الأطراف السورية لن تنجح إلا إذا أنهت جماعات المعارضة حربها ضد الحكومة.

وأضافت بثينة، في تصريحات لوكالة أنباء روسية نقلتها وسائل إعلام رسمية سورية، «إن نجاح المؤتمر يعتمد على إدراك جماعات المعارضة المختلفة أن الوقت قد حان لوقف العنف وإلقاء أسلحتها والانخراط في حوار وطني يؤدي إلى تسوية شاملة لجميع المسائل المتصلة بالأزمة الراهنة».

ولا تزال أجزاء كبيرة من شمال غرب وجنوب غرب سورية في أيدي المعارضة، وكذلك جيب بالقرب من دمشق، وتسيطر الجماعات التي يقودها الأكراد على جزء كبير من شمال شرق البلاد.

في غضون ذلك، قال فاليري غيراسيموف رئيس أركان القوات المسلحة الروسية للصحافيين إنه سيتقرر على الأرجح تقليص حجم القوة العسكرية الروسية في سورية، رافضاً ذكر مزيد من التفاصيل بشأن موعد ونطاق التقليص المحتمل.

قمة سوتشي

الى ذلك، أكدت الرئاسة الروسية، أمس، أن العمل سيتواصل من اجل معالجة تحفظات تركيا على قائمة الاطراف المدعوة للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر عقده بمنتجع سوتشي المطل على البحر الأسود.

وقال المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف قوله ان تحفظات تركيا على بعض الاطراف المشمولة بقائمة المدعوين للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري «لا تعني ان العمل سيتوقف في هذا الاتجاه».

وأضاف بيسكوف: «اننا نعلم ان لدى الجانب التركي تحفظات حول بعض المشاركين الذين ترى فيهم انقرة تهديدا لأمنها القومي»، موضحا ان الخبراء سيواصلون العمل لمعالجة هذه المشكلة.

وهناك نقطة خلافية ثانية هي الوجود الايراني العسكري جنوب سورية بمحاذاة اسرائيل، التي تطالب روسيا بإجبار القوات الايرانية على التراجع منها.

وكان منتجع سوتشي استضاف، أمس الأول، قمة جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيريه التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني خصصت لمناقشة آفاق تحقيق التسوية في سورية وعقد مؤتمر للحوار الوطني السوري.

رئيس أركان الجيش الروسي يرجح تقليص حجم قواته في سورية
back to top