ما القيم التي تريدين نقلها إلى أولادك؟

نشر في 23-11-2017
آخر تحديث 23-11-2017 | 00:00
No Image Caption
نريد لأولادنا أن يكونوا ناجحين ومنفتحين، ومن بين القيم التي نودّ أن نراها تنمو لديهم أيضاً تلك التي تساعدهم على الانطلاق في الحياة، وهي تكون ثمرة تاريخنا ولاوعينا وإرادتنا. نترك لك مهمّة اكتشاف هذه القيمة.


اختاري مجموعتك:

من بين مجموعات الألوان الأربع أدناه، اختاري تلك التي تشعرين بأنّها الأقرب إليك، ثمّ تابعي القراءة لتعرفي الميّزات المرتبطة بخيارك.

♦ أطاوع الهرميّة بصعوبةٍ.

♦ أشعر بحاجةٍ ماسّةٍ إلى الحلم والبقاء في فقّاعتي.

♦ في علاقاتي، لا أحاول أبداً أن أكون المسيطرة.

♦ أشكّك دائماً في معتقداتي.

♦ الحدود والإطارات أساسيّة للإبداع.

♦ لا أتحمّل أن يتحدّث أو يعمل أي أحد بدلاً منّي.

♦ يجذبني كثيراً التغيير والتجديد.

♦ لا أحبّ محاسبة الآخرين.

♦ أحرص على عدم التأثير في أيٍّ كان.

♦ لستُ من محبّي الشفافيّة.

♦ أحبّ أن أمرّ بتجاربي الخاصّة.

♦ أعلم كيف أتلقّى الانتقادات وأوجّهها للآخرين.

♦ أعترف دائماً بأخطائي واختلافات وجهة نظري.

♦ أتمتّع باحترامٍ كبيرٍ لنفسي.

♦ أتعلّم كثيراً من أخطائي.

♦ أثق بالناس للوهلة الأولى.

♦ أحبّ الإطراءات.

♦ أثق بحدسي.

♦ إذا حصل أمر لم يرق لي، أسعى إلى التعبير عن استيائي بوضوحٍ وهدوءٍ.

♦ أدرك مواهبي ومواردي.

♦ أكره النزاعات وأهرب منها إذا استطعت.

♦ الأنانيّة عيبٌ لا يُغتفر.

♦ أبدو مثاليّةً غالباً.

♦ أواجه صعوبة كبيرة في تحمّل الظلم.

♦ ألوم نفسي بسهولةٍ.

♦ لا أدخل أبداً في موازين القوى.

♦ التضامن سينقذ عالمنا.

♦ الكرم بالنسبة إليّ فضيلة أساسيّة.

♦ أفكّر دائماً في عواقب تصرّفاتي على الآخرين.

♦ أنا متعاطفةٌ للغاية.

♦ أميل إلى اجترار الأفكار.

♦ أنا من النوع الذي يستبق الصعوبات والمشاكل.

♦ لديّ دائماً خطّة بديلة، في حال لم تنجح الأولى.

♦ أعلم كيف أرفع معنويّات الآخر وأشجّعه.

♦ أعتمد على نفسي بالدرجة الأولى.

♦ الحياة ضمار عواقب.

♦ أفكّر مطوّلاً قبل أن أتّخذ أي قرار.

♦ يلجأ إليّ الآخر كثيراً لأجد له الحلّ.

♦ لا أتردّد أبداً في طلب المساعدة أو النصائح.

♦ أواجه صعوبة لأكون إيجابيّةً.

المجموعة الصفراء: طعم الحرية

أن يكون مستقلّاً، فلا يرضخ للتقاليد، ويتابع رغباته من دون أن تردعه نظرات الآخر، ويبرهن عن إبداعه... هذا ما تحاولين تلقينه لطفلك. بالنسبة إليك، ما من اعتبارٍ فوق الحرّيّة لأنّها الضمانة الوحيدة لحياةٍ يختارها بنفسه، لنفسه.

أهمية هذه القيمة: الأهل الذين يحرصون على نقل هذه القيمة ورثوها مسبقاً من عائلتهم ويرغبون في إعادة تأكيد إيجابيّة الاختبار الذي عاشوه. أمّا الاحتمال الآخر فهو أنّهم كانوا يفتقرون إلى هذه الحرّيّة التي يعتزّون بها كثيراً وعانوا الأمرّين ليحصلوا عليها. يدركون أهمّيّتها ويبذلون قصارى جهدهم ليتذوّق أولادهم طعمها بأقرب وقتٍ ممكنٍ.

أفضل طريقةٍ لنقل هذه القيمة: من خلال تعزيز ظروف نفسيّةٍ مناسبةٍ للطفل، أي تركه يتفاعل بطريقته الخاصّة ومنحه إمكان تكوين عالمه (يتحدّث فرويد عن قدرة الطفل على «حكم عالمه الخاصّ») ويكوّن خبرات في حياته. ذلك كله ضمن أطر السلامة بالتأكيد. يجب على الوالدين أيضاً احترام وجهة نظره وأخذ ذوقه بعين الاعتبار. والمهمّ أيضاً أن يشرحا له معنى القرار، متجنّبين عبارة: «لأنّ الأمر هكذا» التي لا تعطي تبريراً واضحاً. بهذه الطريقة، يجد الطفل أفضل طريق له فيوفّق بين ما في داخله وما يقدّمه له العالم.

أخطاء يجب تداركها: الخلط بين الحرّيّة وبين غياب القوانين. الممنوعات تنظّم حياة الطفل وتطمئنه وترسم له المساحة النفسيّة والجسديّة التي يستطيع أن يتطوّر ضمنها من دون خوف. في المقابل، إذا تركته مستسلماً لرغبته فحسب، فيعتبر أنّ والديه لا ينتظران منه أيّ أمرٍ، أي أنّه لا يحمل قيمة مهمّة في نظرهما.

المجموعة الزرقاء: الثقة بالنفس

مرتاح مع نفسه ومنخرط في الفريق، ويثبت قدراته الذاتيّة بهدوء. كذلك يشعر بالراحة الكاملة إزاء الغريب، وواثق بموارده ومواهبه... هذه هي الميّزات التي تريدين أن يتمتّع بها طفلك ويحافظ عليها طوال حياته. يوماً بعد يوم، تحاولين تعليمه الثقة بالنفس واحترام الذات. وإدراك رأس المال هذا هو إحدى ضمانات الوجود الناجح.

أهمية هذه القيمة: يعود السبب أحياناً إلى ثقة الوالدين في نفسيهما، وفي أحيانٍ أخرى، إلى رغبتهما في تعزيز قدرة الطفل على الاعتماد على ذاته وإدراك قيمته. في هذا النوع من العلاقات، يشعر، في الوقت ذاته، بأنّه محاط ومحمٍ ويتمتّع بالحرّيّة ليخوض تجاربه الخاصّة.

أفضل طريقةٍ لنقل هذه القيمة: يكتسب الطفل الثقة بنفسه من خلال كلمات الوالدين وسلوكهما التي تبرز قيمة صفاته الإيجابيّة وتشجّعه على ما يميّزه. بهذه الطريقة، يشعر كأنّه فرد مستقلّ ويعترف بهذا. متأكّداً من الفائدة التي يحملها إليه والداه، يستطيع الاستقرار بطمأنينةٍ في تفرّده والدخول بهدوءٍ في علاقاته مع الآخرين: لن يحاول التملّق إليهم أو إغراءهم أو السيطرة عليهم. فهو لا يرى في الآخر تهديداً له لأنّه واثقٌ من صفاته ومدركٌ لحدوده. يستطيع الطفل الواثق من نفسه أن يقترف الأخطاء ويعترف بها، وأن يتقبّل الانتقادات ويوجّهها بدوره من دون أن تكون جارحة لأنّه يرى والديه يعاملانه ويتصرّفان معه ومع الآخرين على هذا النحو.

أخطاء يجب تداركها: أهمّها الإطراءات المنهجيّة لأنّ الطفل في نهاية المطاف يشكّك بنفسه ووالديه. يجب التنبّه أيضاً إلى التثمين المفرط لأنّه في بعض الأحيان يسلب الطفل أيّ حسٍّ بالنقد ويحبسه في نوعٍ من الفوقيّة المضلّلة. في المقابل، لا يجب جرح مشاعره أبداً ولا حتّى إهانته لأنّ جروح الكبرياء التي يسبّبها الأهل مؤذية للغاية.

المجموعة الخضراء: حب الغير

حسّ الغيريّة والتعاطف والعدل... كثيرة هي القيم من هذا النوع التي تريدين أن يتمتّع بها طفلك ليصبح «شخصاً جيّداً» ويسهم في جعل العالم مكاناً أفضل. بالنسبة إليك، لا معنى للحياة إلّا إذا كانت في خدمة الإنسانيّة المثاليّة.

أهمية هذه القيمة: يتعلّق حبّ الغير، كما المثاليّة، بالثقافة العائليّة. يظهر من خلال المشاركة الاجتماعيّة أو السياسيّة أو الإنسانيّة ولكن في بعض الأحيان يصاغ من المبادئ الدينيّة. تغذّي الشخصيّات الحسّاسة هذه القيمة غالباً لأنّها ترى فيها علاجاً لوحشيّة العالم. أخيراً، على المستوى النفسي، يعبّر هذا السلوك عن الخوف من النزاعات والهروب منها، وكأنّ تعزيز الكرم والطيبة يقمعان عدوانيّة الآخرين.

أفضل طريقةٍ لنقل هذه القيمة: عدم نكران العدوانيّة الموجودة في كلٍّ منّا. فالعنف جزءٌ من الإنسان والنزاع محتّمٌ وضروري. كذلك على الوالدين أن يتذكّرا دائماً أنّ الطفل لا يتمتّع بحبّ الغير بالفطرة، بل إنّها التربية التي تجعله إنسانيّاً. ولكن عليه التنبّه إلى حاجاته قبل أن يحثّه والداه على التفكير بالآخر. لا ننسى أيضاً أنّ الطفل يتعلّم من خلال تقليد تصرّفات أهله الحاسمة.

أخطاء يجب تداركها: لا يمكننا عيش «التفكير في الآخر» ما دمنا لا نشعر بمسؤوليّة للاهتمام بأنفسنا من دون الشعور بالذنب. وإلّا صارت المحفّزات على حبّ الآخر تشجّع مواقف التضحية وتجعل من الطفل فريسة سهلة للاستغلاليّين والمخادعين.

المجموعة البرتقالية: القدرة على المواجهة

معرفة كيفيّة إدارة الفشل واستخلاص الدروس منه، وتخطّي اختبارات الحياة من دون ترك الإحباط يستولي عليه، إيجاد الموارد الذاتيّة في المواقف الصعبة... هذا كلّ ما تتمنّينه لطفلك وتحاولين ترسيخه في ذهنه. في عالمٍ تعتبرينه متقلّباً وصعباً، تأتي القدرة على المواجهة بالنسبة إليك لتحدث الفرق كلّه.

أهمية هذه القيمة: يتمتّع الوالدان غالباً بالقدرة على الصمود فيحرصان على نقل أدوات مواجهة صدمات الحياة وتخطّي المصاعب إلى طفلهما. طفولة صعبة أو صدمات وراثيّة أو حوادث مؤثّرة (حداد أو مرض أو انفصال عاطفي أو مهني وحشي)، برهنا عن قدرة صمودهما وصاغا فلسفتهما للحياة. كذلك يميل الأهل المتشائمون إلى الرغبة في تحضير أولادهم إلى الأسوأ.

أفضل طريقةٍ لنقل هذه القيمة: القدرة على المواجهة قيمة نكتسبها في كلّ لحظةٍ من حياتنا أكثر من بقية القيم. نجدها في الثقة بالنفس التي نمنحها للطفل عن مهاراته (مع تسميتها)، وفي القدرة على إفهامه أنّ بالخطأ يتعلّم المرء وفي الطريقة التي يواجه بها الوالدان، بالكلام والأفعال، المصاعب اليوميّة. ترسّخ هذه الشروط الثلاثة المترافقة اليقين لدى الطفل بأنّ ما من وضعٍ أو مشكلةٍ من دون حلّ وأنّه لا يتغلّب على الموقف الصعب أو الاختبار فحسب، بل يخرج منهما أكثر غنى وقوّة.

أخطاء يجب تداركها: أن ينقل الوالدان إلى الطفل الاعتقاد المتشائم بأنّ الحياة ليست سوى مضمار للعواقب، ما يشكّل خطابات وتصرّفات تدلّ على عدم اطمئنانه. كذلك يُعتبر ضروريّاً الحرص على عدم تقديم حلولٍ أساسيّةٍ للطفل لأنّ هذا سيمنعه من البحث عن موارده الخاصّة وسيدفع به إلى الاعتماد على سلطة الآخر أو كفاءته.

الطفل يكتسب الثقة بنفسه من خلال تشجيع والديه له
back to top