خطوات للتصالح بعد خصام طويل

نشر في 22-11-2017
آخر تحديث 22-11-2017 | 00:00
No Image Caption
كلما كانت العلاقات قوية، يزيد احتمال نشوء الخلافات مع الشريك أو أفراد العائلة. يسهل أن ننساق وراء مشاعر الغضب لكن يصعب أن نتجاوزها إذا دامت فترة طويلة.
حين يتحوّل خلاف بسيط إلى حرب باردة، يشير الوضع إلى وجود مشكلة كامنة. وراء الكلام المنطقي، تبرز قواعد أخرى مرتبطة بالحالة النفسية وتتخذ شكل أعراض متكررة أو سلوكيات موروثة تؤدي إلى نشوء الخلافات.

يمكن أن يتجدّد شعور الظلم الذي كان ينتابنا في طفولتنا عند المرور في ظروف سلبية. لا يكون سلوك الآخرين مزعجاً في هذه الحالة، بل تزعجنا الذكرى التي يجددونها في داخلنا ويمكن أن ترتبط بأقرب الناس إلينا. كلما كان رد الفعل قوياً، سيخرج الخلاف عن السيطرة وتعود حوادث قديمة إلى الواجهة.

في العائلات التي تميّز بين أفرادها، يسهل أن يعيش الناس في منافسة دائمة ويشعروا بسوء المعاملة ويقارنوا نفسهم بغيرهم. خلال العطلات المشتركة مثلاً، سرعان ما يسترجع كل شخص عاداته الصغيرة وتتوزع الأدوار على الحاضرين تلقائياً ثم يمهد هذا الوضع لنشوء الخلافات. يحتل المكان أهمية كبرى أيضاً، إذ يسمح بعض الأماكن بالعودة إلى حوادث غير مكتملة في حياتنا، فنتذكرها بكل بساطة أو نعمل على إصلاحها وتغييرها. يكون الشخص أكثر قدرة على التجاوب والدفاع عن نفسه في منزله.

فرص المصالحة

بعد وقوع الخلاف، تميل الأطراف المعنية إلى قطع العلاقة ووقف التواصل ويفضّل الشهود ألا ينحازوا إلى طرف معيّن على اعتبار أن الوقت كفيل بتهدئة الخلافات. لكن بدل أن يهدأ الوضع، يتأجج الخلاف في حالات كثيرة. من الجيد عدم الانحياز إلى أحد طرفَي النزاع، لكن يجب أن نصغي إليهما ونقدم النصائح عند الحاجة منعاً لحصول شرخ دائم وغير قابل للإصلاح. أحياناً، يحصل الصلح بعد مرور سنوات بشرط أن يفهم كل طرف حقيقة ما حصل ويتحمَّل مسؤوليته. ربما تنعكس الخلافات أيضاً على الحياة الزوجية، فيشعر كل طرف بتراجع التضامن والدعم بين أفراد العائلة. يمكن أن يصبح الأولاد محور الخلاف بين الوالدين، وتحديداً إذا تعلقت المشكلة بأولاد الزوج أو الزوجة.

أهمية التعرف إلى مزايا الآخرين

لا بد من فهم التحديات المطروحة لتجنب التعقيدات والمشاكل قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة. قبل أن نتخذ قراراً نهائياً بقطع العلاقة مع شخص يزعجنا في محيطنا، يجب أن نعيد تقييم تلك العلاقة بأسلوب لطيف لكن صارم. من الطبيعي أن نمرّ بأيام مضطربة لكن يجب أن نعتاد على الإفصاح عن مشاعرنا الحقيقية وأسباب انزعاجنا بكل صراحة كي يعود الوضع إلى طبيعته. إذا اخترنا أن نكبت الغضب ونتقبل الوضع على مضض ونتحمل التصرفات المزعجة، قد نفقد السيطرة في لحظة معينة ونبدي رد فعل متطرفاً وعدائياً. ستندلع حينها حرب حقيقية!

كلما طالت السلوكيات العدائية المتبادلة، ستزيد صعوبة تهدئة الوضع ومعالجته. حين يرفض الطرف الآخر أن يسمعنا أو أن يبذل جهداً لإصلاح الوضع أو إذا كان لا يهتم بتصحيح العلاقة، حتى لو كان موقفه يؤثر في وضع مجموعة كبيرة من الناس الآخرين، يمكن أن يبذل طرف واحد جهوداً مضاعفة.

في أي علاقة، لا بد من إيجاد طرف مستعد للتنازل ولأخذ أول خطوة نحو الصلح. يكون هذا الشخص الأقل حقداً وأنانية لكنه يكون الأكثر ذكاءً أيضاً. يمكنه أن يبدأ بكتابة رسالة لطيفة خلال الأعياد أو يدعو الطرف الآخر إلى مناسبة خاصة. أو يمكن أن يلتقي الطرفان خلال حفلة على أرض محايدة. تشكِّل أية مناسبة مفرحة فرصة مثالية لإطلاق مساعي الصلح. ستكشف ردود فعل كل طرف مدى استعداده لعقد مصالحة صادقة!

back to top