احتكاك عسكري تركي - كردي في إدلب قبل قمة ستوتشي

بن سلمان يجري محادثات مع مبعوث روسي قبل أيام من اجتماع المعارضة في الرياض

نشر في 20-11-2017
آخر تحديث 20-11-2017 | 21:35
حشود عسكرية إسرائيلية في الجولان أمس	(أ ف ب)
حشود عسكرية إسرائيلية في الجولان أمس (أ ف ب)
قبل لقاء مقرر غدا بين رؤساء روسيا وتركيا وإيران، الضامنين لاتفاق تخفيف التصعيد في إدلب، شهدت هذه المحافظة السورية، الواقعة على حدود تركيا، احتكاكا عسكريا بين الجيش التركي ومقاتلين أكراد.
رد عسكريون أتراك منتشرون في شمال غرب سورية أمس على قذائف هاون من مناطق تخضع لسيطرة مقاتلين أكراد، حسبما أوردت وكالة أنباء الأناضول الحكومية.

وأشارت الوكالة إلى إطلاق خمس قذائف على مركز مراقبة تركي في محافظة إدلب، التي تشملها مناطق «خفض التوتر»، لكن دون وقوع ضحايا.

وقالت إن المواقع التركية لم تصب بأي قذائف، ونسبت القصف الى حزب الاتحاد الديمقراطي، أكبر الأحزاب الكردية في سورية وأكثرها نفوذا، والذي تدعم واشنطن جناحه العسكري وحدات حماية الشعب.

وردا على القصف، أطلقت القوات التركية النار على مواقع كردية في عفرين (شمال سورية)، حسبما أعلنت وكالة «الاناضول».

وهذه المرة الاولى التي تشير فيها وسائل الإعلام التركية الى اطلاق نار على موقع مراقبة في إدلب، قبل يومين على قمة حول سورية في منتجع سوتشي بروسيا، يشارك فيها رؤساء روسيا وتركيا وايران.

وترعى هذه الدول، التي تلعب دورا مهما على صعيد النزاع السوري، عملية استانا التي سمحت بإقامة «مناطق خفض التوتر»، من أجل الحد من المعارك بين قوات النظام والفصائل المقاتلة.

وتصنف تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب «منظمتين إرهابيتين» على صلة بحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمردا مسلحا ضد انقرة منذ عام 1984.

وجدد إردوغان الاسبوع الماضي عزمه «تطهير» عفرين من القوات الكردية التي تدعمها واشنطن في مواجهة تنظيم داعش.

لكن وحدات حماية الشعب تشكل ايضا المكون الرئيسي لقوات سورية الديمقراطية (قسد)، التحالف العربي الكردي المدعوم والمسلح من الولايات المتحدة، وكان رأس حربة عملية استعادة الرقة في سورية.

قاعدة

واكدت المعارضة السورية أمس أن تركيا أقامت أول قاعدة عسكرية لها في المناطق الخاضعة لسيطرة حركة نور الدين الزنكي بريف حلب الغربي.

ونقلت وكالة شام الاخبارية المعارضة عن مصدر ميداني قوله إن رتلا عسكريا تركيا دخل الى منطقة الشيخ عقيل في ريف حلب الغربي، واقام اول نقطة عسكرية تركية في مناطق خاضعة لسيطرة حركة نور الدين زنكي.

وتعتبر هذه النقطة هي الاولى التي تنشرها القوات التركية في منطقة الشيخ عقيل، ضمن مناطق سيطرة حركة الزنكي المطلة على منطقة عفرين.

إلى ذلك، قتل عشرات المدنيين بينهم عائلات بأكملها جراء القصف المستمر لقوات النظام السوري منذ أسبوع على الغوطة الشرقية المحاصرة، في تصعيد جديد يشكل انتهاكا لاتفاق خفض التوتر الساري منذ أشهر عدة.

ويرى محللون أن هذا التصعيد يضعف موقف الفصائل المعارضة التي تعد الغوطة الشرقية آخر معاقلها قرب دمشق، في وقت تتكثف المشاورات الدولية لتسوية النزاع السوري قبل قمة رئاسية روسية إيرانية تركية مرتقبة غدا في روسيا.

وبعد هدوء إلى حد كبير فرضه سريان اتفاق خفض التوتر منذ يوليو، عادت الطائرات الحربية والسلاح المدفعي السوري لاستهداف مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة من قوات النظام منذ عام 2013.

ومنذ أسبوع، يعيش السكان حالة من الرعب نتيجة القصف العنيف الذي أسفر عن مقتل أكثر من 80 مدنيا، بينهم 14 طفلا، حسبما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ودعا هذا التصعيد الأمم المتحدة الأحد إلى مناشدة الأطراف المعنية «تجنب استهداف المدنيين».

وصعدت قوات النظام قصفها على الغوطة الشرقية، إثر هجوم شنته الثلاثاء الماضي حركة «أحرار الشام» الإسلامية، المتمركزة في مدينة حرستا، على قاعدة عسكرية تابعة للجيش.

ويأتي هذا التصعيد رغم أن الغوطة الشرقية تعد واحدة من أربع مناطق سورية يشملها اتفاق خفض التوتر الذي توصلت اليه موسكو وطهران، حليفتا دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة في استانا في مايو الماضي.

ويقول الباحث في مؤسسة سنتشوري للأبحاث آرون لوند، لوكالة فرانس برس، «من الواضح ان اتفاق خفض التوتر في الغوطة الشرقية ليس على ما يرام».

وبينما اعتبر مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان اتفاق خفض التوتر «قد انتهى»، على ضوء هذا التصعيد، يرى المحلل العسكري في مركز عمران، الذي يتخذ من اسطنبول مقرا، نوار أوليفر، أن الاتفاق «لم ينته لكنه تعرض لمطب قوي».

وتحاول قوات النظام، بحسب عبدالرحمن، من خلال هذا التصعيد «تأليب الحاضنة الشعبية لمقاتلي المعارضة عليهم، لإظهار أنهم غير قادرين على حمايتهم من قصف النظام، وباتوا يشكلون عبئا على السكان».

ويطال قصف قوات النظام منذ أسبوع، معظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية، التي تعاني جراء الحصار الخانق من نقص فادح في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.

بن سلمان

والتقى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، امس الاول، مبعوث الرئيس الروسي الخاص لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتيف.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلال اللقاء استعراض مستجدات الأحداث في الساحة السورية، وحضره وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد العيبان، ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان، ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان.

وكانت السعودية أعلنت استضافة اجتماع موسع للمعارضة السورية بالرياض في 22 الجاري، لتوحيد موقفها تمهيدا للدخول في المفاوضات مع النظام السوري، المقررة في جنيف الأسبوع المقبل، برعاية الامم المتحدة، بهدف التوصل الى حل سياسي للازمة في سورية.

back to top