عمر خيرت يعزف مقطوعاته الموسيقية في المسرح الوطني

يستضيف مركز جابر الأحمد الثقافي في المسرح الوطني، على مدى ليلتين متتاليتين، حفلا موسيقيا لعمر خيرت، حيث يقدم نهاية هذا الأسبوع، وتحديداً في 23 و24 الجاري، باقة مختارة من موسيقاه، التي تجسِّد إحساسه، وتجمع بين ما تأثر به من ثقافات متنوعة، يقدِّمها لنا ممهورة بتوقيعه.

تأثرت موسيقى عمر خيرت بالثقافة والموسيقى العربية والكلاسيكيات الأوروبية والفلكلور المصري والإفريقي، إلى جانب أنواع أخرى من الموسيقى الغربية، كالجاز والبوب والبلوز. وقد بدأ مشوار خيرت في التأليف الموسيقي عام 1979، وكانت موسيقى الفيلم المصري الشهير «ليلة القبض على فاطمة»، أول أعماله الكبرى التي حظيت بانتشار واسع وإعجاب كبير من الجماهير.

مؤلف موسيقي

وُلد عمر خيرت في القاهرة عام 1948، وينتمي إلى عائلة فنية. أسس عمه الموسيقار م. أبوبكر خيرت معهد الكونسيرفاتوار، ووضع التصميم المعماري لأكاديمية الفنون، وكان أول عميد للمعهد عام 1959.

بدأ عمر خيرت، وهو أحد أهم الموسيقيين المصريين في العصر الحديث، العزف على البيانو في سن الخامسة، وتتلمذ على يد المايسترو الإيطالي فينتشينزو كارو بمعهد الكونسيرفاتوار، ثم استكمل دراسته في كلية ترينتي للموسيقى في لندن.

وبعد الانتهاء من دراسته للبيانو والنظريات الموسيقية، شرع خيرت في التأليف الموسيقي للأفلام السينمائية المصرية، وكذلك الأعمال التلفزيونية والمسرحية. كما ألَّف مقطوعات لعروض الباليه المصرية.

استمع خيرت إلى العديد من الأشكال الموسيقية، وأولها الموسيقى الكلاسيكية، مجال دراسته، إلى جانب عزفه على آلة الدرامز لفرق الروك والبوب والجاز.

«ليلة القبض على فاطمة»

بدأ مشوار خيرت في التأليف الموسيقي عام 1979، عندما أخذت مؤلفاته المختلفة تلاقي استحسانا لدى الجمهور والنقاد. وكانت موسيقى الفيلم المصري الشهير «ليلة القبض على فاطمة» أول الأعمال الكبرى التي حققت انتشارا واسعا ونالت إعجابا كبيرا من الجماهير، فلأول مرة في صناعة الموسيقى المصرية تُنتَج موسيقى عمل سينمائي لطرحها على شرائط الكاسيت. وترك هذا العمل بصمة مميزة في صناعة الموسيقى في الشرق الأوسط بأكمله.

الموسيقى الغربية

وفي حقل الدراما التلفزيونية كان مسلسل «غوايش» هو أول عمل قدَّم فيه عمر خيرت طابع الموسيقى الغربية، إلى جانب الموسيقى العربية الكلاسيكية، وقد حاز هذا العمل إعجاب النقاد. وسرعان ما أصبح هذا الأسلوب هو البصمة التي تميز موسيقاه، وقاده ذلك إلى المشاركة في تقديم كثير من المؤلفات الموسيقية للأفلام، مثل: «قضية عم أحمد»، «اليوم السادس»، «إعدام ميت»، إضافة إلى تأليفه موسيقى العديد من المسلسلات، من بينها: «القضاء في الإسلام»، «ضمير أبله حكمت»، و«اللقاء الثاني».

ولم تقتصر مؤلفات عمر خيرت على الدراما فقط، بل من مؤلفاته أيضا موسيقى عروض باليه، مثل: «العرافة والعطور الساحرة»، «النيل»، وموسيقى أوبريتَين غنائيَّين هما: «100 سنة سينما» و«الرابسودية العربية»، وسيمفونية «بانوراما أكتوبر».

وعلى المستوى الدولي، كُرِّمت موسيقى عمر خيرت، من خلال مشاركته في تقديم أعماله الموسيقية بمهرجان «الثلاث حضارات» بإسبانيا في 2005، إضافة إلى مشاركته في تأليف موسيقى حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية في 2006، وتأليفه موسيقى حفل افتتاح دورة الألعاب العربية في 2007. علاوة على ذلك، انضمت مجموعته الموسيقية إلى أوركسترا سلوفينيا، لتقديم موسيقى عمر خيرت في حفل تسليم رئاسة الاتحاد الأوربي بسلوفينيا عام 2008.

وحصل خيرت على ثلاث درجات للدكتوراه الفخرية من جامعة ويلز، إنكلترا في 2013، والجامعة الأميركية بالقاهرة في 2015، وأيضا الجامعة الكندية بالقاهرة في 2016.

التراث الموسيقي

ما يميز موسيقى خيرت عن غيرها، قدرته على المزج بين الآلات الموسيقية الغربية والشرقية، وما أبقى على هذه الموهبة، حفاظه في أعماله على رقي مستوى ما يقدمه، مضيفا إلى التراث الموسيقي خبرات جديدة في صيغ موسيقية مميزة ومتفردة تركت علامتها الخاصة. ويرى النقاد أن موسيقاه مارست دورا رياديا في تقريب المسافة بين الموسيقى الشرقية والغربية، فنجح في إضفاء روح الهارمونيا الغربية على البنية الكلاسيكية للموسيقى العربية.

يُشار إلى أن برنامج الحفل يشمل: «ثلاث مقطوعات للبيانو والأوركسترا» و«هي دي الحياة» و«خلي بالك من عقلك» و«حب وعنف» و«في هويد الليل» و«مسألة مبدأ 2» و «تيمة حب» و«زي الهوى» و«الداعية (صولو كمان)» و«الجماعة» و«فيها حاجة حلوة» و«رابسودية عربية» و«إعدام ميت» و«الخواجة عبدالقادر» و«النوم في العسل» و«الخادمة» و«عفواً أيها القانون» و«صابر يا عم صابر» و«مافيا» و«عارفة» و«قضية عم أحمد» و«البخيل وأنا» و«100 سنة سينما».