«الوزاري العربي» يصعِّد ضد الاعتداءات الإيرانية في المنطقة

• الجبير: «التراخي» يشجع طهران على التمادي في اعتداءاتها
• بن أحمد: لبنان يتحمل مسؤولية «حزب الله»

نشر في 19-11-2017
آخر تحديث 19-11-2017 | 21:55
دان الاجتماع الوزاري العربي الطارئ التدخلات الإيرانية في المنطقة والاعتداءات التي قامت بها إيران مباشرة أو عبر أدواتها في أكثر من دولة عربية، وتصدرت قضية إطلاق المتمردين الحوثيين في اليمن صاروخاً على الرياض وأزمة لبنان المداولات.
عقد وزراء الخارجية العرب أمس اجتماعاً طارئاً بمقر الجامعة العربية في القاهرة، بدعوة من المملكة العربية السعودية، بحثوا خلاله «سبل التصدي للتدخلات الإيرانية» في الدول العربية بناء على طلب المملكة، في حين تصاعد التوتر بين الرياض وطهران منذ إطلاق المتمردين الحوثيين الموالين لإيران صاروخاً باتجاه العاصمة السعودية الرياض، واستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قبل أسبوعين.

وشارك في الاجتماع، الى جانب الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد، بينما تغيب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل ومثل لبنان سفيره لدى الجامعة العربية انطوان عزام، كما تغيب وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري.

«اللجنة العربية»

وقبل الاجتماع عقد لقاء للجنة الرباعية العربية «المعنية بالتصدي للتدخلات الإيرانية»، وتضم وزراء خارجية السعودية والامارات والبحرين ومصر، مع أبوالغيط، لوضع صيغة مشروع القرار الذي سيعرض على الوزراء.

وناقشت اللجنة التهديدات الإيرانية للأمن القومي العربي في ضوء التطورات الأخيرة، ورفعت تقريرها إلى اجتماعات وزراء الخارجية العرب برئاسة جيبوتي للمطالبة بتكليف المجموعة العربية في الأمم المتحدة، لإجراء الاتصالات اللازمة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة التهديدات الإيرانية لدول المنطقة.

وقال مصدر دبلوماسي لـ«الجريدة»، إن «الاجتماع الوزاري الرباعي بحث بشكل موسع الانتهاكات التي تقوم بها إيران في المنطقة، والتي تقوض الأمن والسلم ليس في المنطقة العربية فحسب، بل وفي العالم بأسره».

السعودية أحاطت «الوزاري الرباعي» بالممارسات الإيرانية، وتدخلها سواء المباشر أو غير المباشر في الشأن الداخلي العربي.

ودانت اللجنة الوزارية الرباعية قيام ميليشيات الحوثي بإطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع تجاه السعودية، وأكدت تضامنها الكامل مع المملكة العربية السعودية، وتأييد كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها القومي، محذرة إيران من مغبة استمرارها في التدخل بالشؤون الداخلية لدول المنطقة.

أبوالغيط

وقال ​أحمد أبوالغيط​ في كلمة له في اجتماع ​وزراء الخارجية العرب​ إن «اجتماعنا يأتي في ظرف غير عادي، فاستهداف عاصمة عربية بصواريخ باليستية من عناصر غير شرغية تهديد خطير، فالصاروخ الباليستي الذي أطلقه ​الحوثيون​ تجاه ​السعودية​ مؤخرا هو أخطر الحلقات في سلسلة طالت من التدخلات وممارسة التخريب ونشر الفتنة، وليس أمامنا إلا أن نسمي الاشياء بأسمائها، فالصاروخ الباليستي هو ​إيراني الصنع، ورسالة إيرانية واضحة في عدائها، وهي ان العواصم العربية تقع في مرمى صواريخ ​طهران​ الباليستية».

وأكد أبوالغيط أن «إيران تسعى لتكون خنجرا في خاصرة المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وحان الوقت لتخليص المنطقة من العنف والطائفية التي تقوم إيران بنشرها في المنطقة»، مضيفاً ان «الدول العربية تعتز بسيادتها وقادرة على الدفاع عن استقرارها، ولن تقبل أن تعيش رهينة الخوف، ولم تقف التدخلات الإيرانية عند هذا الحد، فكان آخرها تفجير انابيب النفط في البحرين وشبكة العبدلي في الكويت وغيرها، وهناك وقائع مثبتة لدعم وتمويل الميليشيات المسلحة في أكثر من مكان في العالم العربي».

ورأى أن «تصاريح القيادات الإيرانية يعكس نهج التفكير وحقيقة السياسة التي تتبعها طهران، نهج هيمنة وسيطرة، ونحن نستنكر التصريحات العدائية، ونطلب من إيران أن تراجع مواقفها إزاء الدول العربية»، لافتا إلى ان «الدول العربية تعتبر التدخلات الإيرانية سببا أصيلا لعدم الاستقرار في اليمن من خلال تسليح الحوثيين». وتوجه إلى ​مجلس الأمن​ قائلا: «التهديدات تجاوزت كل حد وتدفع بالمنطقة إلى هاوية خطيرة».

وأضاف أن الصواريخ الباليستية التي أطلقت على السعودية بلغ عددها 76 صاروخا، وكلها صناعة إيرانية، «ولذلك فإننا نؤكد تضامننا الكامل مع المملكة في كل ما تتخذه لحماية أمنها القومي».

وطالب أبوالغيط مجلس الأمن بوقف إيران عن دفع المنطقة للهاوية، مشيرا إلى أن طهران انتهجت سياسة طائفية واستقوت بالاتفاق النووي.

وحذر أبوالغيط إيران من مغبة استمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، مؤكدا أنه سيتم مخاطبة المجتمع الدولي وعرض التهديدات الإيرانية عليه.

الجبير

وتوجه وزير الخارجية السعودي ​عادل الجبير​، خلال اجتماع وزراء خارجية العرب المنعقد في ​القاهرة،​ بالشكر لـ«الاستجابة السريعة لعقد هذا الاجتماع لمجلس ​جامعة الدول العربية​«، معتبراً أن «هذه الاستجابة تعكس مدى استشعار دولنا للمخاطر الجسيمة التي يتعرض لها أمن المنطقة كنتيجة للانتهاكات الصاروخية للنظام الايراني، وتدخلاته السافرة بالشؤون الداخلية للدول من أجل إثارة الفتن وبث الفرقة بين شعوبنا».

ولفت إلى أن «الصاروخ الذي استهدف ​الرياض​ يعكس اعتداءات ​إيران​ ضد ​السعودية​«، وأشار إلى أن «صواريخ الإيرانيين لم تحترم المقدسات الإسلامية في مكة»، مؤكداً ان «السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الاعتداءات الإيرانية».

وأشار إلى أن «إيران ضربت بكل المبادئ الدولية عرض الحائط»، لافتاً إلى أن «إيران أسست عملاء لها في المنطقة مثل ميليشيات ​الحوثي​ وحزب الله»، مؤكداً «أننا مطالبون اليوم بالتصدي لسياسات إيران حفاظا على أمننا القومي». واعتبر أن «إيران تواصل الانتهاكات للأمن القومي للوطن العربي»، متحدثاً عن «مخاطر جسيمة تتعرض لها المنطقة جراء تدخلات طهران».

وحذر من أن «أي تراخٍ في التعامل مع سياسات إيران من شأنه أن يشجعها على التمادي في عدوانها»، معتبرا أن «السكوت على الصواريخ التي تسقط على المملكة من عملاء إيران لن يجعل أي عاصمة عربية في مأمن من صواريخها الباليستية».

بن أحمد

وأعرب وزير خارجية البحرين ​خالد بن أحمد، في كلمة له خلال الاجتماع، عن «شكره للسعودية على الدعوة لهذا الاجتماع المهم»، مشيراً الى أن «هذه ليست أول مبادرة لدفع العمل العربي لدفع الاخطار التي تهددنا من أي جانب».

وأوضح أن «الخطر الكبير الذي يستهدفنا هو الخطر الايراني، والصاروخ الذي سقط في الرياض ليس أول اعتداء تتعرض له السعودية من أطراف تعمل لمصلحة إيران في المنطقة».

ولفت الى أن «تفجير انبوب النفط في البحرين هو سلسلة من اعتداءات طويلة كلفتنا آلاف الضحايا»، معتبراً «أننا أمام مسؤولية كبيرة». وشدد على ان «الامن القومي العربي يصان من العمل العربي المشترك»، متسائلاً «هل هذه الآلية قادرة على المواجهة بكل صدق؟».

وأشار بن أحمد إلى أن «ايران لا تحاربنا من قبل سواحلها فقط، بل ان ​حزب الله» الارهابي هو الذراع الاولى لإيران الموجودة في لبنان ومتمثل بشخصية الحوثيين في اليمن»، معتبراً «اننا نتعرض للاسقاط والسيطرة والهيمنة».

وشدد على «أننا نود ان نحمل المسؤولية للدول التي يكون فيها حزب الله شريكا بالحكومة، وهنا نقصد لبنان، الذي يتعرض للسيطرة التامة من هذا الحزب الارهابي ويعبر حدود الدول جميعا»، مؤكداً «اننا لن نرصى بأن نستمر بهذا الوضع بل سنواجه بمختلف الاشكال».

وأوضح أن «ارتباطنا بالعمل مع الأساطيل الاميركية وغيرها يحقق نتائج توصل الى تحقيق أمن اكثر من الامن العربي المشترك»، لافتاً الى «اننا لا نستهدف أحدا بل نحن من يتعرض للاستهداف».

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن «المساس بأمن دول الخليج الشقيقة خط أحمر، والتزام مصر بدعم أمن واستقرار دول الخليج، هو تطبيق عملي لمبدأ راسخ من مبادئ الأمن القومي المصري، وهو الرفض القاطع لأية محاولة من أي طرف إقليمي لزعزعة استقرار الدول العربية والتدخل في شؤونها».

وأردف شكري: «لقد سبق لهذا المجلس الموقر، أن أصدر، في عدد من دوراته السابقة، قرارات واضحة ولا لبس فيها بشأن التدخلات الإيرانية، وشروط إقامة علاقة جوار صحية بين العرب وإيران، وأن هذه القرارات يجب أن تمثل الأساس الذي ينعقد عليه اجتماعنا اليوم، وتبنى عليه مخرجاته، كما أن على إيران مسؤولية لا شك فيها، لاحترام سيادة الدول العربية والامتناع عن التدخل في شؤونها، والسعي لإقامة علاقات جوار أساسها احترام سيادة الدول العربية، ومبدأ المواطنة، وتجنب إذكاء النعرات الطائفية والعرقية والمذهبية».

وأضاف أنه على دول الجوار العربي، وفي مقدمتها إيران، أن تتخذ موقفا واضحا وحاسما لتأكيد التزامها باحترام سيادة الدول العربية، والتزامها بعلاقات جوار قائمة على أساس الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية، وعن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، والتوقف فورا ونهائيا عن تقديم أي دعم للميليشيات أو الجماعات المسلحة أو الكيانات الإرهابية في جميع الدول العربية.

back to top