الفنانون والمبادرات المجتمعية... بين الوجاهة والدعم الفعلي

نشر في 18-11-2017
آخر تحديث 18-11-2017 | 00:08
تحرص شريحة كبيرة من النجوم على المشاركة في حملات ومبادرات مجتمعية، كان آخرها مشاركة ياسمين صبري في حملة «أنتي الأهم» عن دعم المرأة العربية والمصرية، فضلاً عن حملة خالد النبوي الذي ظهر في مجموعة أفلام قصيرة بعنوان «مصر ماحدش يتحرش بيها»، لمناهضة التحرش.

«الجريدة» سألت النقاد، هل مشاركة الفنانين هذه نوع من الوجاهة الاجتماعية، أم بحث عن الشهرة، أم إيمان منهم بدور الفن في تنمية المجتمع وحل مشكلاته؟
يقول الناقد الفني طارق الشناوي إن نوايا الفنانين لا يعلمها إلا الله، لكن مبادرتهم ووجودهم في أعمال تطوعية، سواء الدعاية لمستشفيات، أو مكافحة عادات سيئة كالإدمان والتدخين والتحرش أمر جيد ومهم للمجتمع.

ويضيف: «الفنان قائد وصاحب رأي، وعليه أن يؤدي دوراً إيجابياً سواء من خلال فنه، أو مشاركته في هذه المبادرات».

تتفق معه الناقدة خيرية البشلاوي، موضحة أن المجتمعات العربية تحتاج إلى مساهمة حقيقية من الفنانين، وأن على هؤلاء التبرع والمساهمة في الأنشطة المجتمعية، وليس فحسب الظهور كداعمين لفكرة أو مناهضة ظاهرة معينة.

وتضيف الناقدة: «يتقاضى الفنانون أجوراً عالية، من الممكن أن يتبرعوا بجزء منها لمشروعات تخدم المجتمع، ومن خلال ذلك سيشعر الجمهور بوجود فعلي للنجوم على أرض الواقع ومصداقية منهم».

وتقترح الناقدة «أن يتبرع الفنان لتجهيز قسم في أحد المستشفيات، أو علاج عدد من الأشخاص، أو كفالة عدد من الأيتام، أو دعم وتطوير منطقة فقيرة، مثلما يفعل الفنانون الأجانب».

وتطالب الناقدة بمراعاة الفنان للمجتمع، ليس من خلال المشاركة في حملات توعية فحسب، بل عبر انتقائه أعماله الفنية، والتدقيق في اختيار ما يتناسب منها مع تنمية المجتمع، موضحة: «لا أقصد الفن الموجه، فثمة أعمال حملت رسائل طيبة وحققت النجاح ونسبة متابعة عالية، مثل «تحت السيطرة، وحلاوة الدنيا، وظل الرئيس، وكلابش».

رأي آخر

تختلف الناقدة ماجدة خيرالله عن سابقيها حول كيفية مشاركة الفنان المجتمعية، وتقول: «الجمهور هو السبب في شهرة الفنانين، وأية مبادرة في حملات تخدم المجتمع تشكِّل جزءاً من رد الجميل، وهي حق الجمهور على الفنان».

وتثني الناقدة على حملات التوعية، رافضة في الوقت نفسه حملات التبرع، معتبرة أن ذلك دور الدولة وليس الفنانين، فهؤلاء يمكن أن يساعدوا المجتمع من خلال تسليطهم الضوء على ظاهرة سلبية، واستخدام شعبيتهم، وحب الناس لهم في هذا الأمر.

وتدلل الناقدة على قولها بالفنانة الأجنبية أنجلينا جولي، وتنقلها بين مخيمات اللاجئين، في جنوب إفريقيا، وإنتاجها فيلماً عن حياتهم القاسية، بدلاً مما وصفته «الطبطبة»، أو التبرع والحضور في احتفالية.

وتستطرد: «إحدى الفنانات عقب زلزال عام 1991 بمصر، ظهرت وسط المنكوبين تقبل طفلاً تهدّم بيته، وكأن الدعم يكون بالوقوف إزاء الكاميرات فحسب».

تتابع الناقدة: «أحد الفنانين، وكان اختير سفيراً للنوايا الحسنة، لم يفهم الدور المنوط به، ولم يعمل على أرض الواقع، بينما فنان مثل ليوناردو ديكابريو أنتج سلسلة أفلام وثائقية حول الأثر السلبي الناتج من التغيرات المناخية، وكانت له كلمة في اليونيسكو أفضل من كلمات زعماء وسياسيين حول العالم».

وتؤكد أن دور الفنان الحقيقي تجاه المجتمع شعوره بالمسؤولية وليس الحضور في احتفالية والتقاط عدد من الصور.

مكافحة العنصرية

يقول خالد النبوي إن دور الفنان الحقيقي الارتقاء بالذوق العام ومكافحة الأفعال العنصرية وغير الإنسانية، وعدم الانفصام عن المجتمع، مشدداً على أنه سيستمر في أداء دوره في مكافحة جريمة التحرش مهما كلفه ذلك من جهد ومال.

وكان النبوي شارك في حملة «مصر ماحدش يتحرش بيها» لمناهضة التحرش الجنسي، فيما شاركت ياسمين صبري في حملة بعنوان «أنتي الأهم» لمساندة الفتيات ضد الزواج المبكر وختان الإناث، تزامناً مع اليوم العالمي للطفولة في أكتوبر الماضي، ونشرت صورها عبر حسابها على إنستغرام.

ولقبت ياسمين صبري بأميرة الإنسانية لأنها تقوم بزيارة ميدانية إلى مخيمات اللاجئين في كل من لبنان والأردن والعراق مع حملة «أنتِ الأهم». وقالت خلال تكريمها منذ أشهر: «الفن رسالة إنسانية يجب أن يكون له دور في حماية النساء وقت الحرب والنزاعات المسلحة»، موضحة أنها مستعدة لخوض غمار التطوع في مخيمات اللاجئين ومتحمسة للعمل كي تكون صوتاً للاجئات اللواتي لا صوت لهن».

back to top