القاهرة تلوح بإجراءات لحفظ أمنها المائي ومواجهة إثيوبيا

تشكل لجنة لمتابعة إنشاء قطر والسودان ميناء بالبحر الأحمر وترعى اتفاقاً لإنهاء اقتتال جوبا

نشر في 16-11-2017
آخر تحديث 16-11-2017 | 21:05
وزير الآثار خالد العناني خلال افتتاح قاعة توت عنخ آمون بالمتحف المصري وسط القاهرة أمس (أ ف ب)
وزير الآثار خالد العناني خلال افتتاح قاعة توت عنخ آمون بالمتحف المصري وسط القاهرة أمس (أ ف ب)
واصلت القاهرة التعبير عن قلقها من فشل مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، إذ أعرب وزير الخارجية سامح شكري عن قلقه من تعثر المفاوضات، في وقت بدا أن مصر تنظر بعين الريبة لاتفاقية قطرية سودانية لإنشاء أكبر ميناء يطل على البحر الأحمر.
تواصلت تصريحات المسؤولين المصريين القلقة بخصوص ملف سد النهضة الإثيوبي، الذي يطيح بحقوق القاهرة التاريخية في مياه النيل، إذ اعترف وزير الخارجية سامح شكري، مساء أمس ، بأن عدم التوصل إلى اتفاق بشأن التقرير الاستهلالي الخاص بدراسات سد النهضة يؤدي إلى «القلق»، بعد إعلان مصر رسميا عدم الاتفاق على التقرير الاستهلالي المتعلق بالدراسات الفنية للسد، بسبب التعنت الإثيوبي - السوداني.

وقال شكري، في تصريحات، «بعد طول مدة ووقت طويل لم نتوقع أن يستغرق هذا المسار الفني هذا القدر من الوقت للتوافق على شركة فنية يجب أن تعمل بشكل محايد، ولم نكن نتوقع أن يصطدم نطاق عملها بأي رؤى تصعب المسار والاتفاق بشأنه لتوجيه الشركة في مجال عملها»، مؤكدا أن هذا الأمر يؤدي إلى القلق، وأن مصر متمسكة بالاتفاق الإطاري الذي تجد فيه المسار والسبيل للتعاون وبناء الثقة بين الدول الثلاث. وشدد على أن الأمن المائي مكون رئيسي للأمن القومي المصري، موضحا أن «مصر ستسعى الى تجاوز هذا التعثر من خلال الاتصالات مع الشريكين إثيوبيا والسودان، ومع الشركاء سواء في إطار دول حوض النيل أو على مستوى المجتمع الدولي بصفة عامة، واستمرار تحديد المسار والإجراءات التي تحافظ على المصالح المصرية دون أي ضرر بمصالح شركائنا».

بيان الحكومة

وعقب اجتماع مجلس الوزراء أمس ، الذي استعرض تعثر المسار الفني، أصدرت الحكومة المصرية بيانا، أكدت فيه أنها ستتابع وتتخذ ما يلزم لحفظ حقوق مصر المائية، وقالت إنه يتم حاليا متابعة الإجراءات الواجب اتخاذها للتعامل مع هذا الوضع على جميع الصعد، بما يضمن حقوق مصر المائية ويكفل احترام قواعد القانون الدولي.

واستعرض رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل أمام الوزراء تقرير وزير الري حول الجولة الأخيرة للجنة الفنية الثلاثية المعنية بسد النهضة، منتصف الأسبوع الجاري، كما عرض وزير الخارجية تقريرا حول الأبعاد السياسية ذات الصلة بالموضوع، والأسس القانونية التي تحكمه وفقا لاتفاق إعلان المبادئ الثلاثي، الذي تم توقيعه بالخرطوم بين قادة مصر والسودان وإثيوبيا مارس 2015.

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة، لـ«الجريدة»، إن «إعلان الجانب المصري فشل مفاوضات سد النهضة، هو إعلان عن فشل السياسة الخارجية المصرية في مقاربتها الخاصة بملف السد الإثيوبي، والذي يعني أننا دخلنا مرحلة خطيرة».

وأضاف نافعة: «لم يعد أمام مصر للحفاظ على حقوقها التاريخية في مياه النيل، إلا البحث عن بدائل لمسار التفاوض الذي أثبت فشله بسبب التعنت الإثيوبي، بطرح الملف على المنظمات الدولية، وإذا فشل هذا المسار أيضا فلن يكون أمام القاهرة إلا التلويح باستخدام القوة العسكرية في مسألة بمنزلة حياة أو موت للمصريين جميعا».

ميناء سوداني

إلى ذلك، بعد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، لقطر الثلاثاء الماضي، أعلن وزير النقل السوداني مكاوي عوض اليوم أن بلاده اتفقت مع الدوحة على إنشاء أكبر ميناء على ساحل البحر الأحمر.

الإعلان السوداني يأتي بعد اتهام مبطن من القاهرة للخرطوم بتبني مواقف أديس أبابا في ملف سد النهضة، واتهامات أخرى من حكومة السودان لنظيرتها المصرية بتسليح حكومة جنوب السودان والمعارضين في دارفور.

وقال مصدر حكومي مسؤول، ردا على الإعلان السوداني، لـ«الجريدة»: «تم تشكيل لجنة حكومية لمتابعة تأثير هذا المشروع، حال تنفيذه، على الموانئ المصرية، خصوصا في منطقة قناة السويس، ومدى الأضرار المتوقعة منه على مصر، وسيتم رفع تقرير للقيادة السياسية بخصوص هذا الأمر».

اتفاقية الجنوب

في غضون ذلك، أعلن جهاز المخابرات العامة المصرية، اليوم، توقيع حكومة جنوب السودان وعناصر معارضة على «إعلان القاهرة لتوحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان» بمقر جهاز المخابرات بالقاهرة، في إطار جهود دعم السلام ووقف الحرب في جمهورية جنوب السودان.

وقالت المخابرات العامة، في بيان، «تمت استضافة اجتماع خلال الفترة من 13 حتى 16 نوفمبر الجاري للحركة الشعبية لتحرير السودان بشقيها الحكومي ومجموعة القادة السابقين».

وأشار البيان إلى أن وثيقة إعلان القاهرة، التي تعد خطوة مهمة على طريق دعم السلام ووقف الحرب في جمهورية جنوب السودان، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره الأوغندي يوري موسيفني، لتكون مدخلا أساسيا لعودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم الأصلية، ولما يمثله من دعم الاستقرار الإقليمي.

حرب الإرهاب

في سياق آخر، وفيما يفتتح الرئيس السيسي غدا المرحلة الأولى لأكبر مشروع للاستزراع السمكي بمحافظة كفر الشيخ، استقبل السيسي اليوم، رئيس البرلمان المجري، لاسلو كوفير، والوفد المرافق له. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي إن الرئيس أشاد بما شهدته العلاقات من طفرة خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن مصر تكافح الإرهاب وتتصدى له بالنيابة عن المنطقة والعالم بأسره، ولديها الإرادة والتصميم على دحر خطر الإرهاب وهزيمته. في الأثناء، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة تامر الرفاعي، أمس، مقتل ثلاثة عناصر «تكفيرية شديدة الخطورة»، شمالي سيناء، فيما كشف مصدر رفيع المستوى، لـ»الجريدة»، أن الأجهزة الأمنية انتهت تماما من التحقيقات مع الإرهابي الأجنبي الذي تم القبض عليه بعد القضاء على الخلية المنفذة لهجوم الواحات منتصف أكتوبر الماضي، وأنه ليبي الجنسية.

واضاف الرفاعي ان الارهابي أدلى بمعلومات تفصيلية عن معسكرات في درنة ومصراتة تضم الكثير من العناصر المصرية الذين بايعوا تنظيم القاعدة، وأن بعض هذه العناصر تسلل إلى الداخل المصري بهدف تنفيذ عمليات إرهابية.

السيسي: نتصدى للإرهاب نيابة عن العالم
back to top