الحريري «راجع»... وعون وروحاني يصعّدان ضد السعودية

• عقاب صقر: عائلة زعيم «المستقبل» ليست محتجزة
• لودريان يبحث الأزمة مع بن سلمان

نشر في 16-11-2017
آخر تحديث 16-11-2017 | 00:13
صورة للحريري في أحد شوارع بيروت  (رويترز)
صورة للحريري في أحد شوارع بيروت (رويترز)
جدد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أمس، تأكيده أنه سيعود إلى لبنان، في حين صعّد الرئيس اللبناني ميشال عون من لهجته ضد السعودية، بالتزامن مع موقف عالي السقف ضد المملكة من الرئيس الإيراني حسن روحاني.
نفى رئيس الحكومة المستقيل، سعد الحريري، في "تغريدة" أمس، كل الكلام الذي صدر عن وضعه في المملكة العربية السعودية، قائلا: "بدي كرر وأكد أنا بألف ألف خير، وانا راجع إن شاء الله على لبنان الحبيب مثل ما وعدتكم، وحا تشوفوا".

وأتت "تغريدة" الحريري بعد التصعيد الكلامي، أمس، ضد السعودية من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الإيراني حسن روحاني. وأعلن عون أن "لا شيء يبرر عدم عودة رئيس الحكومة سعد الحريري بعد مضي 12 يوما، وعليه نعتبره محتجزا وموقوفا، مما يخالف اتفاقية فيينا وشرعة حقوق الإنسان"، معتبرا أن "ما حصل ليس استقالة حكومة، بل اعتداء على لبنان وعلى استقلاله وكرامته وعلى العلاقات التي تربط بين لبنان والسعودية"، لافتا إلى أن "الحكومة غير مستقيلة".

وأكد أمام وفد وسائل الإعلام، أمس، أن "لبنان سيقوم بكل ما عليه للمطالبة بالإفراج عن الرئيس الحريري، ويتواصل مع الدول العربية والغربية بهذا الغرض"، مشددا على أن "عودة الحريري لها علاقة بالحصانة الدولية وبالسيادة الوطنية، وللتحرك الخارجي دور مهم في المساعدة بعودته سريعا".

ورأى عون أن "هناك انتهاكا لحقوق الإنسان في ما يحصل مع الحريري، لأنه لا يمكن توقيف إنسان من دون سبب ولا رابط بين توقيفه وتوقيفات الأمراء، لأن الحريري سوّى أموره المالية من قبل"، لافتا إلى أن "الحريري سيعود إلى لبنان، ولن نتساهل في هذه المسألة مطلقا، ولن نقبل بأن يبقى رهينة لا نعلم سبب احتجازه".

وكشف الرئيس أن "دولا عربية تدخلت من أجل عودة الحريري، إلا أنه لم يحصل معها أي تجاوب، لذلك توجهنا إلى المراجع الدولية"، مشيرا إلى أنه "سيلبّي الدعوة مبدئيا للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد، وإذا أثير موضوع الأزمة التي نشأت عن تقديم الحريري استقالته وما تلاها فسنواجه بالحجج".

وعن عائلة الحريري، قال عون إن "وضعها مماثل لوضعه، ولم نطالب بعودتها في السابق، لكننا تأكدنا أنها محتجزة أيضا، ويتم تفتيشها عند الدخول والخروج".

روحاني

في السياق، تجاهل روحاني تدخلات بلاده بالشأن اللبناني وتدخلها لإبقاء الفراغ الرئاسي وقبله الفراغ الحكومي من أجل حلفائها، وقال أمس، إن "التدخل في شؤون لبنان وإجبار شخص على تقديم استقالته واستبداله بآخر هو تدخّل لا سابقة له في التاريخ"، زاعما أن هناك "بلدا مسلما ترجى الكيان الصهيوني لكي يقصف الشعب اللبناني".

عقاب صقر

في موازاة ذلك، قال عضو كتلة "المستقبل"، النائب عقاب صقر، في حديث تلفزيوني أمس، إن الرئيس الحريري اتصل به وأبلغه أنه يقدّر غيرة الرئيس عون تجاهه، لكنه ليس محتجزاً.

وأضاف متوجها الى الرئيس عون بالقول: "إذا كانت السعودية تحتجز الحريري فذلك يعد عملاً عدائياً، وبما أنها لا تحتجزه فهي لا تمارس العدائية تجاه لبنان".

ورأى أن "الحريري يجري ترتيبات سياسية مع السعودية وعواصم القرار العربي قبل العودة"، لافتا الى أن الحريري سيعود قريبا، لكنه لن يحدد الموعد لأسباب أمنية. وختم: "الحريري ليس محتجزاً وعائلته ليست محتجزة، والسعودية لا تكنّ العدائية للبنان".

بري

في موازاة ذلك، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء "الأربعاء النيابي"، أمس، في عين التينة "أننا متفقون مع رئيس الجمهورية العماد عون على أنه لا يمكن القيام بأي عمل قبل عودة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري". وطمأن بري إلى أن "لبنان لايزال في مساحة الأمان السياسي والاقتصادي".

ماكرون

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، كريستوف كاستانير، أمس، أن "الرئيس إيمانويل ماكرون يتمنى أن يتمكن رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري من أن يؤكد من لبنان رغبته في الاستقالة إذا كان ذلك خياره". ويأتي ذلك في وقت التقى وزير الخارجية جان إيف لودريان مساء أمس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحث معه الوضع في لبنان. ومن المتوقع أن يلتقي الوزير الفرنسي الرئيس الحريري اليوم في الرياض.

كما أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مقر وزارة الخارجية البريطانية في لندن، أمس، حرص بريطانيا على استقرار لبنان وإبعاده عن أي تصفية حسابات إقليمية.

وأكد باسيل أولوية عودة الحريري الى لبنان "حيث سيجد من رئيس الجمهورية ميشال عون الإصغاء العميق لكل العناصر والملفات التي قد يرغب بإثارتها"، مشددا على وجوب "عدم تفويت فرصة استكمال ما تحقق حتى الآن في لبنان، والتأثير سلبا على المسار الواعد الذي بدأ منذ سنة، وأثمر إنجازات عديدة لمصلحة كل اللبنانيين".

بري يؤيد عون ويعتبر أن لبنان لايزال في مساحة الأمان السياسي والاقتصادي
back to top