الملك سلمان والراعي يدعوان إلى نبذ الإرهاب وتحقيق السلام

بطريرك الموارنة يقتنع بأسباب استقالة الحريري بعد لقائه... ويتشاور مع بن سلمان ويتوجه إلى روما

نشر في 14-11-2017
آخر تحديث 14-11-2017 | 21:50
شدد الملك سلمان وبطريرك الموارنة بشارة الراعي، وهو أرفع مسؤول مسيحي يزور المملكة، على أهمية الدين في نبذ التطرف والإرهاب، داعيين إلى تحقيق السلام في المنطقة، خلال زيارة لم تفقد طابعها التاريخي رغم الظروف السياسية التي أحاطت بها.
توج بطريرك لإنطاكية وسائر المشرق للموارنة والروم الكاثوليك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته التاريخية للسعودية، بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في قصر اليمامة في الرياض أمس، حيث تم خلال اللقاء "استعراض العلاقات الأخوية بين المملكة ولبنان"، والتأكيد على "أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم".

كما التقى الراعي، وهو أول بطريرك ماروني وأرفع مسؤول ديني مسيحي يزور المملكة، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأجرى معه مشاورات، ثم استقبل في مقر إقامته رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري.

وأكد الراعي أن "الحريري عائد بأسرع ما يمكن"، قائلا: "أنا مقتنع بأسباب استقالته من رئاسة الحكومة". ولفت إلى أن "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبر عن حبه الكبير للبنان وعن رغبته بالدعم الدائم له"، مبديا تقديره للجالية اللبنانية في المملكة العربية السعودية. والتقى الراعي أيضاً أمير الرياض فيصل بن بندر، الذي أولم على شرف البطريرك والوفد المرافق. وبعد ذلك توجه الراعي الى روما للقاء بابا الفاتيكان فرانسيس.

وجدد رئيس الجمهورية ميشال عون التأكيد، أمس، أن "موقف لبنان، من آخر التطورات المتصلة بإعلان الرئيس سعد الحريري استقالته، واحد، ويعكس إرادة وطنية جامعة تجلت من خلال المواقف التي صدرت ولاتزال عن القيادات السياسية والروحية اللبنانية".

وأشار إلى أن "عودة الرئيس الحريري إلى بيروت، كما أعلن في مقابلته التلفزيونية، ستفسح في المجال أمام مناقشة الأسباب والظروف التي رافقت إعلان الاستقالة ليبنى على الشيء مقتضاه".

وأعرب رئيس الجمهورية عن ارتياحه "لردود الفعل الدولية المؤيدة لسيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه وقراره الوطني الحر وعدم التدخل في شؤونه".

وتلقى عون، أمس، اتصالا هاتفيا من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أكدت خلاله "تضامنها مع لبنان ووقوفها الى جانبه ودعمها كل الجهود المبذولة لإعادة الأوضاع الى طبيعتها". وأبلغته أنها تبذل "جهودا مع الدول الأوروبية لمعالجة الأزمة الراهنة".

باسيل

في موازاة ذلك، وصل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى بروكسل صباح أمس، ضمن جولته الأوروبية لشرح الاستقالة الملتبسة للرئيس الحريري وحشد التأييد لهذه القضية. والتقى باسيل في مطار بروكسل وزيرة الخارجية الأوروبية فديريكا موغيريني. وقال باسيل: "لبنان لايزال يعالج المشكلة مع السعودية من ضمن العلاقات الثنائية الأخوية والجولة هي لحث المملكة على أن ما يحصل غير مقبول".

واعتبر أن "استقالة الحريري غير مستوفاة الشروط، لا من قبل صاحبها ولا من رئيس الجمهورية وحتى عودته لا كلام في أي ملف آخر"، مشددا على أن "عودة الحريري الى بيروت ستكون إثباتا على حريته وكل ما يهدد به لبنان سيكون له الانعكاس الكبير على المحيط".

ورأى باسيل أن "ما يحصل مع رئيس الحكومة هو سابقة في العلاقات الدبلوماسية، ولا تستطيع الدول الديمقراطية في العالم القبول بها". وأكدت موغيريني خلال اللقاء "ضرورة تأمين عودة الرئيس سعد الحريري وعائلته الى لبنان في الأيام المقبلة، مما يساهم في تدعيم الاستقرار الداخلي وتقوية الوحدة الوطنية في لبنان". ثم توجه باسيل إلى باريس، حيث التقى بعد ظهر أمس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقبل اللقاء، طالب رئيس الحكومة الفرنسية إداور فيليب بـ "تمكين الرئيس الحريري من العودة بحريّة الى لبنان".

في السياق، وصف مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، أمس، تصريحات الرئيس الحريري الأخيرة بأنها "إملاءات سعودية"، مؤكدا أن "الحريري لم يقل إطلاقا في لقائهما الأخير إن على إيران عدم التدخل في شؤون لبنان". وأضاف: "لم نهدد الحريري، وبحثنا في القضايا الجارية في المنطقة. لقد أراد التوسط بصورة ما بين إيران والسعودية، ونحن أكدنا أنه لا مشكلة لدينا مع السعودية".

ورد الحريري على كلام ولايتي في بيان، أمس، قائلا إنه لم يعرض التوسط بين أي بلد وآخر، بل عرض على ولايتي وجهة نظره بضرورة وقف تدخلات إيران في اليمن كمدخل وشرط مسبق لأي تحسين للعلاقات بينها وبين السعودية". وأضاف: "عندما جاء جواب ولايتي أنه يرى الحوار حول الأزمة اليمنية مدخلا جيدا لبدء الحوار بين إيران والمملكة، أجبته: لا. اليمن قبل الحوار. حل المشكلة في اليمن هو المدخل الوحيد قبل بدء أي حوار بينكم وبين المملكة".

back to top