مريم فخر الدين... برنسيسة السينما (3 - 5)

ماراثون سينمائي بين نجمة «حكاية حب» والسندريلا
فريد الأطرش يغني في ليلة زفاف بطلة «رسالة غرام»

نشر في 14-11-2017
آخر تحديث 14-11-2017 | 00:08
بدت حياة مريم فخرالدين، كشريط سينمائي حافل بالأحداث المثيرة، وتناغم صعودها إلى القمة مع موجات عاصفة، وفي الحلقة السابقة تزوجت من مخرج «الشك القاتل»، وتنقلت من «بلاتوه» إلى آخر، وعاشت الأسطورة الحالمة حياة زوجية سعيدة، وباتت على أعتاب مرحلة جديدة من النضج الفني، ولاسيما بعد نجاح فيلميها «رد قلبي» و«حكاية حب» لتقطع عشر سنوات كاملة من رحلتها على الشاشة الفضية.
لم تكن خريجة المدرسة الألمانية، قد تعلمت شيئا عن الحياة، وكيف تتعامل الزوجة مع زوجها، وأدركت أن إجادتها سبع لغات، وتعلمها الجبر والحساب، ليس كافيا لأن تواجه الواقع المحيط بها، فثمة حقوق لها، وعليها ألا تفرط فيها، وأنها لم تعد الفتاة القاصرة، التي تحتاج إلى من يتولى شؤونها المالية، فهي تعمل مثل زوجها، ولذلك نفذت نصيحة المخرج حلمي حليم.

تقول مريم: «أصبح عندي بعد أول اتفاق، ثلاثة آلاف جنيه، وأعمل بها ما أريده، ولكني لا أستطيع أن أودعها في البنك، لأن سائق السيارة سيخبر محمود بالأمر، فهو جاسوس ينقل إليه كل تحركاتي، ووقتها كان والدي متوفيا منذ وقت قصير، فذهبت لزيارة المقابر، وحين علم محمود، تشاجر معي، لأني ذهبت إلى هناك دون أن أخبره».

كان قد مضى على زواجها من ذوالفقار، 7 سنوات وعدة أشهر، ولجأت إلى حيلة لإخفاء نقودها، واشترت عددا كبيرا من الجوارب، ووضعت في كل واحد ألف جنيه، وخبأت كنزها خلف مرآة غرفة النوم، وبعد كل فيلم تلقي بجوارب أخرى، ولم تسنح لها الفرصة، لتلقي نظرة على خبيئتها، حتى أخبرها محمود بسفره إلى لبنان، وأنه سيغيب أسبوعا واحدا.

اقرأ أيضا

بعد سفر ذوالفقار، أزاحت المرآة، وأحصت الجوارب، فوجدت أنها تمتلك 40 ألف جنيه، وحينها شعرت بالقوة، وبدأت تخطط لحياة جديدة، وتجبر زوجها على استقلالها المادي، ورفع الوصاية عنها، فهي لم تعد الفتاة الصغيرة «القاصر»، فقد نضج تفكيرها، وصارت أما، وتستطيع أن تربي ابنتها، وتتكفل بنفقاتها، كانت تعلم أنها في انتظار ثورة عارمة.

الشقة 13

تسارعت الأحداث على نحو لم تتوقعه، حين قابلت مريم بالمصادفة صاحب العمارة، وسألته عن شقة خالية، وبالفعل استأجرت واحدة في الطابق الرابع، وأعاد تجهيزها بالديكور والأثاث، وأخذت معها ابنتها «إيمان» وهي ذات الشقة رقم «13» التي أقامت بها حتى رحيلها في 3 نوفمبر 2014.

كان عقد الشقة 13 هو الأول الذي توقعه دون وصاية من أحد، وقد قاربت السابعة والعشرين من عمرها، واستأجرتها بمبلغ 45 جنيها شهريا، ووقتها عاد ذوالفقار من لبنان، وعرف بما فعلته زوجته العنيدة، وأنها غادرت شقتهما في الطابق السابع، وسكنت بالطابق الرابع، فهبط الدرجات مسرعا، وطرق الباب في عنف، ولكنها جلست هادئة، وهي تحتضن ابنتها إيمان، وبعدها حدث الطلاق في عام 1960.

عن تلك الأحداث العاصفة، قالت إن ذوالفقار غضب من انتقالها إلى شقتها بالدور الرابع، وترك باب شقة الزوجية مفتوحا، وغادر البناية ليقيم مع والدته، ووقتها لجأت إلى حيلة لتنتقم منه، ودعت عمال الاستديو لأخذ ما يريدونه من أثاث، وبلغه ما فعلته، فأدرك أن الحياة بينهما صارت مستحيلة، ووافق على الطلاق.

تبخرت أحلام الزوجة المثالية، وانتهت زيجتها الأولى بالطلاق، ولكن لم تنقطع صلتها بمحمود ذوالفقار، فثمة قاسم مشترك بينهما، وهو ابنتهما «إيمان»، بل وافقت على المشاركة في فيلم من إخراجه (الأيدي الناعمة) عام 1964، عن قصة للأديب الكبير توفيق الحكيم، وتقاسمت بطولته مع أحمد مظهر وصباح وصلاح ذوالفقار وليلى طاهر.

في هذا الوقت تحولت الخصومة بين مريم وذوالفقار إلى صداقة وزمالة فنية، ولكنها لم تفكر في العودة مرة أخرى إلى والد «إيمان»، وبقيت سنوات زواجهما في خانة الذكريات، وكلاهما أدرك أنه لا يستطيع احتواء الآخر، وستدب الخلافات بينهما من جديد، وأن أي محاولة للتصالح قد تنتهي على نحو مأسوي، وكل هذا سينعكس على مستقبل ابنتهما الوحيدة.

بعد سنوات، اعترفت مريم بأنها لم تندم على زواجها من ذوالفقار، فقد ساعدها كثيرا، وهو والد ابنتها، ولكن الشجار تكرر بينهما في العام الأخير معه، واستفزته بهدوئها وعنادها، وتركها شقة الزوجية، بل إنها أرادت أن تنتقم مما اعتبرته إساءة منه، وأثناء سفره إلى لبنان، خططت للانفصال عنه، وتخلت عن رومانسيتها، حتى أنها كلما وجدت شخصا يريد شراء أثاث، تدله على شقة الزوجية، ليأخذ ما يريده، حتى أخذ عمال الاستديو كل محتويات الشقة.

عن زيجاتها التي انتهت بالانفصال، قالت:» دائما كنت أبحث عن الحنان في الرجل، ولم أجده، وأدركت أن أي رجل يتزوج من امرأة أكثر شهرة ونجاحا منه، يصيبه ذلك بالجنون ويعاملها بقسوة».

البرنسيسة والعندليب

كان اللقاء بين «البرنسيسة والعندليب» تاليا لنجاحات سابقة، فقد أراد المنتج والمخرج حليم أن يقدم فيلما غنائيا، ويكون بطله المطرب الشاب عبدالحليم حافظ، ووقع اختياره على مريم فخرالدين، لتشاركه البطولة، ولم يدرك أن «حكاية حب» سيلاقي هذا النجاح المدوي، ويصبح من أهم علامات الأفلام الغنائية.

في هذا الوقت، كان بعض نجوم الغناء، قد تألقوا على الشاشة، وباتت قاعات العرض مسرحا لأغنياتهم في السياق الدرامي للأفلام، ومنهم فريد الأطرش ومحمد فوزي وكارم محمود، ولكن الفن السابع كان بحاجة دائمة إلى وجوه شابة، ومن هنا قام عبدالحليم حافظ ببطولة «حكاية حب» أمام مريم فخرالدين ونجم الكوميديا عبدالسلام النابلسي، و»أيامنا الحلوة» مع فاتن حمامة وعمر الشريف وزينات صدقي والوجه الجديد أحمد رمزي، وكلا الفيلمين للمخرج والمنتج حلمي حليم.

هكذا خطفت «موجة عبير» النجمة الرومانسية، لتقف أمام العندليب، وهو يغني لها «بتلوموني ليه»، تلك الأغنية الشهيرة، التي روت مريم تفاصيل تصويرها، وكيف أن الصورة لم تعبر جيدا عن كلماتها، لاسيما حين يشدو عبدالحليم «الشعر الحرير»، بينما تقف دون أن تتحرك خصلة من شعرها.

منافسة غنائية

وشهد عام 1959، ماراثونا سينمائيا من نوع خاص، فقد عرض فيلمان غنائيان حققا أعلى الإيرادات، وهما «حكاية حب» للمنتج والمخرج حلمي حليم، وبطولة مريم فخرالدين وعبدالحليم حافظ وعبدالسلام النابلسي، وتدور أحداثه حول مدرس موسيقى شاب، يعول أمه الكفيفة «فردوس محمد» وشقيقه الصغير «أحمد يحيى»، ويلتقي شابة ثرية في إحدى الحفلات، وتنشأ بينهما قصة حب، وتقف بجانبه حتى أصبح مطربا شهيرا، وينتهي الفيلم نهاية سعيدة.

أما الفيلم الثاني «حسن ونعيمة»، فهو مغامرة فنية بكل المقاييس، فقد قام ببطولته سعاد حسني والمطرب محرم فؤاد، وذلك في أول ظهور لهما على الشاشة، فقد اكتشفهما الكاتب والمخرج عبدالرحمن الخميسي، وكتب لهما قصة الفيلم، وتحمس المخرج هنري بركات لإخراج هذا الشريط السينمائي، الذي أنتجته شركة أفلام الموسيقار محمد عبدالوهاب.

بعد نجاح الفيلمين، ظلت الإذاعة المصرية تبث أغاني فيلم «حكاية حب»، لاسيما أغنية «بتلوموني ليه» التي غناها عبدالحليم في أحد المشاهد، ويشدو «في موجة عبير على الشعر الحرير»، بينما تقف أمامه البطلة مريم فخرالدين صامتة، وأيضا لاقت أغاني المطرب الجديد محرم فؤاد نجاحا هائلا، مثل «رمش عينه» و»الحلوة داير شباكها»، وهما من ألحان الموسيقار محمد الموجي.

بمرور الوقت، اختلفت مسارات هؤلاء النجوم، وظلت المنافسة قائمة بين عبدالحليم (العندليب) ومحرم (صوت النيل)، بينما ثبتت سعاد حسني قدميها في السينما، ووافقت «البرنسيسة» على أن تقوم بدور أم «السندريلا» في فيلم «بئر الحرمان» 1969، وهي دون الأربعين من عمرها.

رسالة الموسيقار

لم يكن «حكاية حب» فيلمها الغنائي الأول، فقد شاركت الموسيقار فريد الأطرش بطولة أفلام «رسالة غرام» 1951، و»عهد الهوى» 1955، و»ماليش غيرك» 1958، و»يوم بلا غد» 1961، للمخرج هنري بركات، وظهر معها أخاها يوسف فخرالدين، وظلت هناك مشاريع سينمائية مؤجلة بين النجمة والموسيقار الكبير.

تقول مريم: «عقب زواجي، توفي أبي بعد شهر، وأنا حامل في ابنتي إيمان، وجاء إليّ فريد الأطرش، وطلب مني أن أمثل معه فيلمين، فطلبت منه أن يذهب إلى زوجي - آنذاك - محمود ذوالفقار، ليتفق معه، لأنه حل مكان والدي في الاتفاق».

توثقت علاقة مريم بالأطرش، وجمعتهما الصداقة والزمالة الفنية، فقد دعمها كثيرا في بداياتها، وأضفى أجواء من البهجة والألفة أثناء تصوير «رسالة غرام»، وأزال توترها من الوقوف أمام نجم كبير، وبعد سنوات أصر على إحياء حفل زواجها الرابع من الشاب شريف الفضالي، فقد كان يعتبر زملاءه أفرادا في أسرة واحدة، وواجبه أن يؤازرهم في مختلف المواقف.

المؤكد أن هذا البعد الإنساني، لازم الموسيقار الكبير طوال حياته، وهناك قصة شهيرة عن دعوته لاحتفال في منزله بالقاهرة، عقب «لقاء السحاب» بين عبدالوهاب وأم كلثوم في أغنية «أنت عمري»، ودعا إليه «كوكب الشرق وموسيقار الأجيال» وعددا من نجوم الموسيقى والغناء.

تقول مريم إن فريد الأطرش ليس فنانا كبيرا فحسب، بل هو إنسان شديد النقاء والكرم، ووفي لأصدقائه وزملائه، ولم يتوان يوما عن مؤازرة أي شخص، وقد ظل حتى رحيله ينفق على أسرة أحد أصدقائه من النجوم الراحلين.

رحلة غرامية

ظلت البرنسيسة تعمل دون انقطاع، وحققت أفلامها أعلى الإيرادات، مثل «رنة خلخال» 1955، و»أنا وقلبي»، و»رحلة غرامية» 1957، وقدمت أروع أدوارها في «حكاية حب» 1959، مع المطرب عبدالحليم حافظ، والفنان عبدالسلام النابلسي، و»طائر الليل الحزين» 1977، مع الفنانين محمود مرسي وعادل أدهم ومحمود عبدالعزيز ونيللي.

كذلك عملت مع أجيال من المخرجين، منهم كمال الشيخ في «بئر الحرمان» 1969 وصلاح أبوسيف في «لا أنام» 1959، وعزالدين ذوالفقار في «رد قلبي» 1958، وحسام الدين مصطفى في «الشحاذ» 1973، وشريف عرفة «النوم في العسل» 1996، وظهرت في هذا الفيلم ضيفة شرف، وأدت دورا كوميديا أمام النجم عادل إمام.

اعتبر النقاد أن مريم فخرالدين صاحبة مشوار سينمائي متفرد، وأن النجمة الصغيرة التي بدأت حياتها بأدوار ميلودرامية، قد صقلت موهبتها من خلال خبرات تمثيلية متراكمة، وتعاملها مع عدد كبير من المخرجين ذوي المدارس الإخراجية المختلفة، وليس غريبا أن تصل إلى مرحلة النضج الفني، بل والمغامرة الجريئة، بقبول أدوار الأم، وهي دون الأربعين، بينما هناك ممثلات تجاوزن السبعين، ومازلن يبحثن عن أدوار الفتاة الصغيرة، رغم فشل عمليات التجميل في إخفاء أعمارهن الحقيقية.

«طائر الليل الحزين»

عن التحولات في مشوارها السينمائي، قالت مريم: «بدأت حياتي الفنية في عام 1951، وتعاملت مع كل المخرجين بلا استثناء، وتقاسمت البطولة مع فاتن حمامة في فيلم «لا أنام» وهند رستم في «رد قلبي»، وبعدها أقنعني المخرج كمال الشيخ، بدور أم «سعاد حسني» في فيلم «بئر الحرمان»، وكنت في السادسة والثلاثين من عمري، وأعجبتني الشخصية جدا، فهي تحتاج إلى فهم عميق لأبعادها النفسية، والقدرة على التعبير الصامت عن مشاعرها، فالأم على قدر من الجمال، وتعاني أزمة في حياتها، تسببت في خلاف مع زوجها، وتتحمل معاملته السيئة لها من أجل ابنتها».

كذلك تعد مريم فخرالدين، صاحبة الأرقام القياسية في عدد البطولات السينمائية، ومسيرتها تجاوزت نصف قرن من العمل المتصل، ولكن الأضواء خفتت تدريجيا، وباتت مرحلة التسعينيات بداية لتراجع ظهورها على الشاشة الكبيرة، ودفعها عشقها للتمثيل إلى الدراما التلفزيونية.

انعكست ظلال الأفلام على حياة النجمة السينمائية، وباتت تقارب حياتها بما فيها من فرح وحزن، لتعيد تمثيل دور الزوجة المأزومة في فيلم «الشحاذ» عن قصة للأديب الكبير نجيب محفوظ، وإخراج حسام الدين مصطفى، وشاركت في بطولته محمود مرسي وأحمد مظهر ونيللي، ودارت أحداثه في أجواء مغايرة للموضوعات السائدة، فبطله حائر يبحث عن الحقيقة، ويهمل زوجته، وينشغل بهمومه الخاصة.

تكرر لقاء الفنانة مريم فخرالدين بمحمود مرسي ونيللي، في فيلم «طائر الليل الحزين» سيناريو وحيد حامد وإخراج يحيى العلمي، وشارك في بطولته النجوم الكبار عادل أدهم وشويكار ومحمود عبدالعزيز، ويعد هذا الشريط السينمائي من الأعمال التي أثارت الجدل، وعاصفة من الانتقادات، لكونه ينتقد العهد الناصري، وينضم إلى «إحنا بتوع الأتوبيس» للمخرج حسين كمال، و«الكرنك» للمخرج علي بدرخان.

الطريف أن «طائر الليل الحزين» انتقل من الإذاعة إلى السينما، بعد النجاح الذي حققه المسلسل الإذاعي، وقام ببطولته النجم عادل إمام، ليتخلى عن أدائه الكوميدي، ويثبت أنه قادر على تجسيد الأدوار التراجيدية.

لم تدرك بطلة «رد قلبي» أن مشوارها السينمائي، كنجمة بزغت في الخمسينيات، قد يتحول مساره إلى أفلام متباينة الأهواء والأفكار، ولكنه كشف عن قدراتها التمثيلية الهائلة، لاسيما التعبيرات الصامتة بوجهها، والانفعالات والمشاعر الكامنة، فلم تعد الكلمة وسيلتها الوحيدة للتعبير، بل الإيحاء بالحركة والإيماءة، أو ما يسمى «لغة الجسد».

الزوج الثاني

في أحد أيام عام 1964، شعرت مريم بألم شديد في أذنها، وكانت تعاني منذ فترة ضعف السمع بها، وقرأت بالمصادفة عن حضور بروفيسور أجنبي متخصص في جراحات الأذن، وأنه سيجري بعض العمليات في أحد المستشفيات بالإسكندرية، وبالفعل حزمت أمتعتها، وسافرت إلى هناك، دون أن تدري باقتراب فصل جديد في حياتها الشخصية.

روت مريم في مذكراتها: «في ذلك الوقت، كانت أذني مصابة بضعف، جعلني لا أسمع جيدا، وقد قمت بإجراء عملية في مستشفى قصر العيني بالقاهرة، ولم تنجح، وكان من المقرر أن أسافر للخارج لإجراء عملية أخرى، ونشرت الصحف وقتها كل التفاصيل».

عندما وصلت النجمة إلى المستشفى، قوبلت بحفاوة شديدة، والتف حولها المعجبون والمعجبات لالتقاط الصور التذكارية، واستقبلها الطبيب الشاب عبدالحميد الطويل، وقبل دخولها غرفة العمليات، طلبت منه أن يأخذ حقيبتها ومجوهراتها كأمانة، فأبدى دهشته من حضورها بمفردها، فأخبرته أنها أرسلت السائق ليحضر أمها وشقيقها يوسف.

خجلها منعها من اعتلاء خشبة المسرح

انضمت مريم فخرالدين إلى قائمة نجمات السينما، اللاتي حرمن جمهورهن من إطلالة مغايرة، والدخول إلى عالم المسرح، ومن بينهن فاتن حمامة وماجدة، وتباينت الظروف التي باعدت بينهن واللقاء وجها لوجه مع عمالقة التمثيل المسرحي.

عاصرت النجمة الكبيرة أجيالا من نجوم المسرح، وفشلت محاولاتهم في إقناعها بمغامرة التمثيل على خشبته، رغم لقائها بهم على الشاشة، ومنهم يوسف وهبي، وأمينة رزق وسميحة أيوب وسناء جميل، وعبدالله غيث وحمدي غيث وكرم مطاوع، ونجوم الكوميديا مثل فؤاد المهندس وعادل إمام وعبدالمنعم مدبولي ومحمد صبحي.

أثبتت التجربة أن بعض نجمات السينما، لديهن حضور مسرحي، وحققن نجاحا كبيرا على خشبة المسرح، ومن بينهن النجمة الكبيرة شادية، التي شاركت في بطولة المسرحية الكوميدية «ريا وسكينة» في الثمانينيات، للمخرج حسين كمال، ومعها نجوم المسرح عبدالمنعم مدبولي وسهير البابلي وأحمد بدير، واستمر عرضها مواسم متتالية.

ظلت أبواب المسرح موصدة في وجه برنسيسة السينما، ولم تصعد إلى خشبته طوال حياتها، وجذبها بريق الشاشة، ورائحة «البلاتوه» بعيدا عن كواليس «أبوالفنون»، وبرغم العروض التي انهالت عليها لبطولة أعمال مسرحية، واكتشاف قدراتها على الأداء في هذا المجال، ومواجهة الجمهور من دون حواجز، فإنها سبحت ضد هذا التيار، وتشبثت بكونها ممثلة سينمائية فقط.

كشفت مريم سر ابتعادها عن المسرح بقولها: «لا أستطيع الوقوف على خشبة المسرح، لأنه يحتاج إلى شخصية أقوى مني، وليس في إمكاني السهر من العاشرة حتى الرابعة صباحا كل ليلة، إضافة إلى أنني أشعر بالخجل عندما أمثل أمام جمهور، بينما لا أهاب كاميرات السينما أو الفيديو».

النجمة الرومانسية لا تخشى أدوار «الأم الجميلة»

بدأت تخطط لحياة جديدة عقب امتلاكها 40 ألف جنيه فأرادت التخلص من وصاية زوجها

تحولت خصومتها مع محمود ذو الفقار إلى صداقة وزمالة فنية
back to top