هل يحقق ترامب أعظم إنجازاته في السياسة الخارجية؟

نشر في 13-11-2017
آخر تحديث 13-11-2017 | 00:09
صحيح أن ترامب تعرض لنكسة بالوكالة في صناديق الاقتراع في نيوجيرسي وفرجينيا، ولكنه في عالم السياسة الخارجية، يحقق نجاحاً منقطع النظير، ومَن كان يتوقع أن يشكّل هذا المجالَ الذي يقدّم فيه أعظم إنجازاته، بعدما بدا أنه لا يتمتع بأي خبرة سابقة فيه؟
 بي جاي ميديا عندما نرى المتحدثين الذين يعانون رهاب ترامب حائرين في أمرهم على شبكة "سي إن إن"، باحثين عبثاً عن أمر سيئ ليقولوه عن خطاب السياسة الخارجية الذي أدلى به الرئيس في كوريا الجنوبية، ندرك أن ترامب سجّل على الأرجح انتصاراً ساحقاً أمام جمعية هذا البلد الوطنية.

لو شاهدت ذلك الحدث مباشرةً على شاشة التلفزيون، كما فعلت أنا في لوس أنجلس، لأدركت هذا الواقع لأن خطاب ترامب كان مذهلاً: فقد جاء في آن واحد متشدداً وحازماً في التعامل مع حاكم كوريا الشمالية المستبد ومادحاً إنجازات كوريا الجنوبية الخارقة، كذلك حصلنا على لمحة متقنة عن تاريخ شبه الجزيرة الكورية منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي وصولاً إلى الصفقة، ولا بد من أن نثني على جهود كاتبَي الخطابات ستيفن ميلر ومايكل أنتون وكل مَن شارك في هذا العمل.

صحيح أن ترامب تعرض لنكسة بالوكالة في صناديق الاقتراع في نيوجيرسي وفرجينيا، ولكنه في عالم السياسة الخارجية، يحقق نجاحاً منقطع النظير، ومَن كان يتوقع أن يشكّل هذا المجالَ الذي يقدّم فيه أعظم إنجازاته، بعدما بدا أنه لا يتمتع بأي خبرة سابقة فيه؟

رغم ذلك ستهيمن النكسات الانتخابية الأقل أهمية على الأخبار بالتأكيد، فقد بدأ المتحدثون أنفسهم بتحميل ترامب كامل مسؤولية إخفاق فرجينيا، كما لو أن جمهورياً قد يحقق الفوز مجدداً في ولاية يتحوّل شمالها بسرعة إلى غرفة نوم كبيرة لموظف حكومي؛ لندعوها بلاد المستنقعات "سوامبابربيا".

ولكن على الجبهة الخارجية يحقق ترامب نجاحاً لم يبلغه أي رئيس أميركي منذ سنوات، فبإظهاره مخالب جنودنا، أنزل الهزيمة بـ"داعش" (على الأقل في خلافتهم السابقة)، وساهم في توليد الظروف التي تُحدث الخضة الحالية في المملكة العربية السعودية، التي يعتبرها الجميع تقريباً مرحباً بها. فستتيح هذه التطورات للسعوديين التحديث ومواجهة إيران الإمبريالية-الإسلامية قبل أن يتمكن الملالي من نشر الفوضى في كامل منطقة الشرق الأوسط. ولا شك أن هذه خطوة يثني عليها أي إنسان منطقي، ما لم يكن على الأقل جزءاً من إدارة أوباما السابقة.

في الأيام المقبلة سيواجه ترامب امتحانه الخارجي الأكبر حتى اليوم... لا، لا أقصد بوتين، مع أنه مدرج على جدول الأعمال على ما يبدو... أقصد تشي جين بينغ. من الواضح أن الصين تشكّل خصمنا الرئيس، بما أن مواجهتنا مع روسيا لا تُعتبر أكثر من مجرد عرض جانبي، رغم ما قد يقوله روبرت مولر أو Fusion GPS. ستدور معركة القرن الحادي والعشرين بين الصين والولايات المتحدة وربما الهند كطرف ثالث، إنما لا دور لروسيا.

* «روجر سيمون»

back to top