شيلة ترامب كعام العايلين

نشر في 12-11-2017
آخر تحديث 12-11-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي الأحداث أكثر من أن يراقبها الفرد، ويتابع تفاصيلها، ويغوص في أعماقها. لذا أرى أن نقسّم أنفسنا إلى عدة مجموعات، وكل مجموعة تراقب حدثاً معيناً، وإن كانت الأحداث كلها مترابطة بعضها ببعض، لكنها أكثر من أن يلمّ بها شخص واحد أو مجموعة واحدة؛ فهنا أزمة الخليج، وبجوارها أزمة لبنان وحزب الله، وعلى حجاجك الأيمن أزمة الاتفاق النووي مع إيران، وعلى كتفك اليسرى التغيرات المتسارعة في المملكة العربية السعودية، وبجوارها مشكلة اليمن وشرعيته و"عاصفة الحزم" فيه، وقبل هذا وذاك "أزمة" تشكيل الحكومة الكويتية، ومدى قدرتها على التعامل مع الأحداث الكبيرة المتسارعة في الجوار، وجوار الجوار.

وصدق من قال إن السيد ترامب يحمل جينات عربية. يبدو لي أننا سنشهد في القريب العاجل "شيلات" أميركية، تتحدث عن قوة ترامب وجودة نسبه، وعظمة الجيش الأميركي وطول ذراعه، و"حنا نسل تكساس كعام العايلين…".

وأظن أننا سنسمع قريباً صوت فتح أقفال "صناديق السيادة الخليجية"، ونسمع أصوات كثير من القوافل الاستثمارية وهي تغادر منطقة الخليج الملتهبة، ومعها ستغادر رؤوس أموال لصوصنا الكرام إلى أوروبا وأميركا واليابان ونمور آسيا. وتتقاتل البقية، التي لم تغادر، على آبار المياه، ويعود للبعير مجده التليد.

وكما قلت سابقاً، لا أظن أن دماء ستسيل هنا، لكن بالتأكيد ستتناثر الأموال والثروات على الأرض، وتتناهبها النسور والعقبان. على أن الشعوب الخليجية لن تسكت أمام ما يحدث، بل سترفع أصواتها بالشيلات الفاخرة المرعبة، والألحان الحماسية المخيفة، قبل أن تبحث في الحشائش عما يسد رمقها. و"حنا أهل الصملات من يوم ذي قار…"، وفوق الخيل وتحت الليل.

back to top