الشيخ الرئيس وجس النبض!

نشر في 11-11-2017
آخر تحديث 11-11-2017 | 00:19
 د.نجم عبدالكريم لا جامعة من جامعات أوروبا العريقة في العلم والفلسفة إلا وضعت في مقام الشرف تمثالاً لرجل لا يعدله رجل في ميدانه.

على قاعدة أحد هذه التماثيل في جامعة (DUSSELDORF) بألمانيا نقشوا هذه الكلمات: "ارفع قبعتك إجلالاً للرجل الذي أخذت عنه الإنسانية نصف علمها... الشيخ الرئيس ابن سينا".

***

• أنتقل بكم إلى أحد أيام عام 997، حيث الناس يتجمهرون حول منادي السلطان نوح بن نصر الساماني حاكم غزنة بخراسان:

- يا أهل غزنة... يا أهل غزنة... مكافأة كبيرة لمن لديه وصفة طبية تشفي ابن السلطان، بعد أن عجز أطباء القصر عن علاجه... يا أهل غزنة إن من يتقدم، إذا أفلح في علاجه فله مكافأة كبيرة، وإذا فشل فمصيره السجن.

يا أهل غزنة... يا أهل غزنة... يا أهل غزنة.

• يتقدم فتى في السابعة عشرة من عمره نحو قصر السلطان فيسأله الحارس:

- ماذا تريد؟

- لي بعض الخبرة في الطب، ولعلي إذا رأيت ابن السلطان قد أتمكن من شفائه.

- أتعلم ماذا يحدث لك إذا فشلت؟

- نعم سمعت المنادي يقول السجن!

• ويدخل الفتى على السلطان:

- ما اسمك يا فتى؟

- ابن سينا يا سيدي.

- أنت لست من خراسان.

- أنا عابر سبيل يا مولاي ولي معرفة بالطب.

- هل أخبروك أن مصيرك السجن إذا فشلت؟

- الدنيا سجن كبير يا مولاي، فلا ضير بأن أستبدلها بسجن صغير، ثم ان الطبيب يداوي والله الشافي!

- آمنت بالله.

• أمسك بيد الشاب المريض ليجس نبضه فسأله السلطان:

- ماذا تفعل؟

- يا مولاي النبض يدلنا على حالة المريض، فهناك نبض يشبه قفز الغزال، ونبض متقطع، ونبض مخنوق، وغير ذلك...

• كان المريض مستلقياً على فراشه وعيناه مثبتتان إلى سقف الغرفة.

- يا مولاي دعني مع ولدك، وليكن معي من له معرفة بكل من في القصر.

- لك ما تريد، ولكن اعلم أنه ولدي الوحيد وولي عهدي.

***

• اسمع أيها الحارس سأطلب إليك أن تسمي لي الفتيات والجواري اللواتي يسكنَّ في القصر، وربما أطلب منك تكرار بعض الأسماء، بينما أنا أجس نبض ابن السلطان، والآن ابدأ بذكر أسمائهنَّ.

- الجارية الأولى جلشان.

- استمر لا تتوقف.

- زهرة بنت عسيف، ريحانة الشامية، شتان، تحفة العربية، غزالة اليمانية.

- لحظة... لحظة... لحظة... أعد الأخيرة.

- غزالة اليمانية.

- لم أسمع قلها بصوت أعلى.

- غزالة اليمانية.

- أعدها لم أسمع.

- غزالة اليمانية.

• وهنا طلب الشاب الطبيب أن يحضر السلطان الذي جاء مسرعاً فانتحى به ابن سينا قائلاً:

- علاج ولدك غزالة اليمانية.

- وكيف عرفت؟

- سيدي... كانت نبضات قلبه تتسارع عندما سمع اسمها، وقد كان يخفي عليكم حبه لها.

- أهو يحبها حقاً وهذا سبب مرضه؟

- سيدي أحضروا له غزالة اليمانية وستراه نهض من رقدته.

***

• وهذا ما قد حدث بالفعل، فبعد أن عُقد قران ابن السلطان على حبيبته عاد بكل صحته!

• وكانت هذه المرة الأولى في تاريخ الطب أن عرف العلم أثر قياس النبض على صحة الإنسان.

back to top