تحولات لافتة في سلوك مضاربي وادي السليكون

نشر في 11-11-2017
آخر تحديث 11-11-2017 | 00:00
من أجل الحفاظ على الاستقلالية يتعين على مدير الثروة الآلي أن يكبر بسرعة، وذلك من خلال استهداف العملاء الذين تتجاهلهم الشركات المشهورة، ويتمتع هؤلاء في العادة بقدر ضئيل من الثروة للتحول إلى مستثمرين جدد.
 إيكونوميست كان يفترض في صناديق مبادلات التداول اضفاء السهولة على عمليات الاستثمار المختلفة، وبدلاً من تمضية الساعات في البحث عن أسهم وسندات فردية أو دفع أموال إلى خبير في إدارة الصناديق فإن في وسع المستثمرين ببساطة شراء عدد قليل من صناديق مبادلات التداول، ولكن يوجد الآن الكثير من هذه الصناديق للاختيار منها. وتعرض بلاك روك 346 من هذه الصناديق في الولايات المتحدة وحدها، كما أن بعض المستثمرين في حاجة إلى مساعدة بغية تخصيص أموالهم بين الصناديق المختلفة والمتنوعة، وتعرض اليوم شركات عديدة ما يعرف باسم "مدير الثروة الآلي" الذي يقوم بهذه الخدمة.

كانت هذه الطريقة موجودة منذ أقل من عشر سنوات ولكنها تكاثرت وانتشرت وهي تعرض خدمات مختلفة في دول مختلفة، وفي أغلب الأحيان يطلق على هؤلاء المديرين اسم "الروبو المستشار" ولكن هذا التعبير قد يكون مضللاً. والبعض من هؤلاء المديرين يعرضون على العملاء نصائح مفصلة حول كيفية توفير الأموال، وعلى سبيل المثال تتوقع "ويلثفرونت" وهي تقدم مثل هذه الخدمة في الولايات المتحدة أن تبلغ تكلفة ارسال طالب للدراسة في جامعة ما الحد الذي يمكن أن تصل إليه هذه العملية مع الأخذ في الحسبان الزيادة في رسوم الدراسة والمساعدة المالية المحتملة، ثم تشير إلى كيفية توفير الأبوين لتلك التكلفة بطريقة فعالة. وتتحدث صناديق أخرى عن وسيلة أكثر بساطة، وعلى سبيل المثال ترفض "ويلثيفي" التي تتخذ من كارديف مقراً لها تعبير "الروبو المستشار" لأنه لا يقدم مشورة، وتكتفي بتخصيص الأموال التي يرغب العميل في استثمارها عندما يتوقع الحاجة إلى المال ودرجة المجازفة التي يمكن أن يقبل ذلك العميل بها.

وعلى الرغم من ذلك يوجد لدى مدير الثروة الآلي قلة من العناصر المشتركة وهو يستثمر بشكل نموذجي في صناديق المبادلات المتدنية التكلفة والتي تفرض رسوماً متدنية، كما أن الرسوم السنوية تشكل في العادة جزءاً بسيطاً من نقطة مئوية من وفر المستثمر الإجمالي.

ويستهدف "مدير الثروة الآلي" المستثمر الحريص على المبالغ النقدية والذي لا يستطيع أو لا يرغب في الدفع إلى مستشار بشري، وأبناء هذه الألفية يعتبرون من العملاء الجيدين لأنهم اعتادوا على القيام بأعمالهم اون لاين وبدأوا بكسب المال، ولكنهم بصورة عامة لا يملكون الكثير من المال ويميل الموفر الفرد إلى امتلاك محافظ صغيرة. وفي بيترمنت وهي أكبر جهة تستخدم "مدير الثروة الآلي" في الولايات المتحدة كان لدى العميل العادي 27400 دولار في شهر يونيو الماضي. وفي الشركة المنافسة ويلثفرونت كان لدى العميل العادي 40900 دولار.

ويفضي أسلوبهم في العمل إلى مشكلة بالنسبة إلى "مدير الثروة الآلي"، ومن أجل تحقيق ربح على الرغم من الرسوم المتدنية يتعين عليه اجتذاب كمية كبيرة من أموال العملاء. ويقدر مايكل وانغ وهو محلل لدى شركة بحوث الاستثمار مورننغ ستار أن الاعتماد على نموذجها سوف يتطلب ما بين 16 مليار دولار و40 مليار دولار من أجل تغطية تكلفتها. ولم يتمكن أي مدير ثروة آلي من تحقيق ربحية على الرغم من اقتراب البعض من ذلك الهدف.

ولكن بالنسبة إلى معظم مديري الثروات الآليين يظل هدف الربحية بعيد المنال، وقلة فقط في هذه الشريحة لديها أكثر من مليار دولار أو أكثر من 100 ألف عميل. ومن أجل الحصول على مزيد من العملاء يعمد الكثيرون إلى الارتباط مع مديري ثروات معروفين. وفي الخامس من شهر أكتوبر الماضي قالت أفيفا وهي شركة تأمين بريطانية إنها سوف تشتري حصة أكثرية في ويلثيفي، ولاحظ مايكل بيرس وهو شريك مؤسس ومدير الاستثمار فيها أن لدى أفيفا 15 مليون عميل في بريطانيا يستطيعون استخدام خدماتها.

ومن أجل الحفاظ على الاستقلالية يتعين على مدير الثروة الآلي أن يكبر بسرعة وذلك من خلال استهداف العملاء الذين تتجاهلهم الشركات المشهورة، ويتمتع هؤلاء في العادة بقدر ضئيل من الثروة للتحول إلى مستثمرين جدد. وثمة خطورة في هذا الصدد؛ فقد يضعون درجة كبيرة من الثقةفي توقعات مدير الثروة الآلي الأكثر تفاؤلاً ازاء ثروات المستقبل، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه سمة مضاربي وادي السليكون.

بعض المستثمرين في حاجة إلى مساعدة بغية تخصيص أموالهم بين الصناديق المختلفة والمتنوعة

«مدير الثروة الآلي» يهدف إلى جذب المستثمر الحريص على المبالغ النقدية الذي لا يستطيع أو لا يرغب في الدفع لمستشار بشري
back to top