التخوف من الصعود القياسي الحالي في الأسهم الأميركية ليس واقعياً

السوق أفضل حالاً من وضعه قبل أزمة 2007

نشر في 10-11-2017
آخر تحديث 10-11-2017 | 19:45
No Image Caption
في بداية الأسبوع الماضي أغلقت مؤشرات داو جونز، وستاندرد اند بورز 500، وناسداك على مستويات قياسية، وهي الإغلاقات القياسية الـ26 خلال هذه السنة، التي سجلت فيها المؤشرات الثلاثة في ذات اليوم رقما قياسيا جديدا.
في أي مكان أقصده في هذا الأيام أسمع معلقاً يقول إن "هذا السوق الجامح في صعوده هو على الإطلاق آخر ما يمكن أن يبعث على الارتياح"، لكن المعلومات تناقض ذلك وإذا كنت مندفعاً باتجاه هذه النظرة فقد يتعين عليك اعادة التفكير.

من السهل أن نفهم سبب زعم الكثير من المستشارين أن هذا السوق ليس مريحاً أو مصدراً للتفاؤل، لأن السوق الصاعد ينكفئ في أغلب الأحيان عندما تصل حماسة المستثمرين الى مستوى غير عقلاني. ووصلت أسعار الأوراق المالية الى مستويات قياسية متتالية خلال فترات تحسن هذا السوق. وفي بداية الأسبوع الماضي أغلقت مؤشرات داو جونز وستاندرد أند بورز 500 وناسداك على مستويات قياسية، وهي الاغلاقات القياسية الـ26 خلال هذه السنة التي سجلت فيها المؤشرات الثلاثة في ذات اليوم رقما قياسيا جديدا آخر، لذلك يوجد ما يبرر الشعور بالقلق والتشكك لدى أولئك الذين يتابعون التحسن المتواصل في السوق.

ولكن هذا لا يعني أن شكوكهم على صواب، خصوصا أن معظمهم يبني تحليلاته على مجرد روايات. ولكنْ هناك قدر قليل من المعلومات المتاحة يشير الى أن التحسن الحالي ليس من ذلك النوع المستهجن على الإطلاق.

ولو نظرنا إلى متوسط المخاطرة في الأسهم الموصى بشرائها في النشرات الخاصة بحركة السوق في الأجل القصير، كما يتم قياسها بواسطة مؤشر تأثير المعلومات الاخبارية عن الأسهم من هالبرت، الذي كنت أحسبه على أساس يومي على مدى عشرين سنة، فإن أقل حالات تحسن الأسعار التي حدثت منذ ذلك الوقت كانت في الفترة من أكتوبر عام 2002 الى أكتوبر 2007.

وتوجد عدة طرق للتأكد من ذلك. ولكن واحدة منها هي مقارنة متوسط القراءات اليومية خلال كل تحسن في السوق. في فترة التحسن 2002-2007 على سبيل المثال كان مؤشر توافق المعلومات الاخبارية عن مسارات الأسهم مع ما يحدث هو 31.5 في المئة بينما هو 43.1 في المئة في فترة التحسن الحالي للسوق.

ومن أجل التحديد الدقيق لفترات بدء وانتهاء التحسن في كل سوق اعتمدت على روزنامة تحسن السوق التي أعدها بحث ند ديفيز، وبحسب ذلك فإن التحسن الحالي للسوق لم يبدأ في مارس 2009 بل في فبراير 2016. واذا كنت سأفترض أن التحسن الراهن بدأ في مارس مارس 2009 فإن متوسط قراءة مؤشر توافق المعلومات الاخبارية عن مسارات الأسهم مع ما يحدث سيكون 38.8 في المئة – وهو لايزال أعلى بعشرين في المئة من المؤشر المقابل في الفترة 2003-2007.

وتكشف أيضاً مقارنة مؤشر توافق المعلومات الاخبارية عن مسارات الأسهم مع ما يحدث في السوق مستوى ذروة كل واحد من التحسنات السابقة. ان ذروة مؤشر توافق المعلومات الاخبارية عن مسارات الأسهم مع ما يحدث في الوقت الحالي هي عند 59.9 في المئة –على سبيل المثال– وهي أعلى من ذروة أكتوبر 2007 عندما وصلت الى 46.7 في المئة ومايو 2015 عند 55.7 في المئة. ولكن على أي حال فإن الذروة الحالية أدنى من ذروة أبريل 2011 التي كانت عند 67.2 في المئة.

ولكن قد تكمن المقارنة الأبرز في الشكوك الواسعة التي سادت في الربع الأخير من 1999.

ونحن نميل الى اعادة كتابة التاريخ لجعله يبدو كأن كل واحد في "وول ستريت" كان مندفعاً بشكل غير عقلاني عندئذ. وفي حقيقة الأمر، على أي حال، كانت مشاعر الحماسة حول سوق الأسهم واسعة النطاق تماماً.

وضاعف ذلك خوف حقيقي بين العديد من الناس بأن العالم سينتهي في 31 ديسمبر من عام 1999. وسواء صدق ذلك أم لا فقد وصل مؤشر المشاعر السالف الذكر الى أدنى مستوياته في منتصف شهر أكتوبر 1999 عندما هبط الى ناقص 81.8 في المئة.

درجة التشاؤم القصوى

كانت الفترة الأكثر قرباً من درجة التشاؤم واليأس قد حدثت في أعقاب التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في شهر يونيو 2016، عندما هبط انكشاف متوسط سوق أسهم ناسداك على التقارير الاخبارية الى ناقص 55.6 في المئة.

ويبرز هذا النقاش مدى أهمية اعتماد أي تحليل لمشاعر السوق على المعلومات الثابتة بدلاً من الذكريات الانتقائية والمراجعة التاريخية ومجرد الروايات. ومن دون تلك المعلومات لن يتمكن أحد، على سبيل المثال، من التخمين بأن تحسن السوق في أواخر عام 1999 كان موضع ترحيب عالمي.

ماذا عن السوق الحالي؟ مؤشر التوافق يصل الى 90 درجة مئوية وهو الأعلى بين كل القراءات في العشرين سنة الأخيرة. وذلك معدل عال ولكنه بالتأكيد ليس الأعلى على الاطلاق. ولذلك يوجد بعض الدعم المتواضع للفكرة القائلة إن ظروف التوافق يمكن أن تسمح باستمرار السوق في التحسن لفترة أطول.

back to top