علاقة طردية بين دخل الدولة ومتوسط العمر

مُعمَّر النرويج يحتفظ بصحة جيدة تعادل ضعف الإيطالي

نشر في 10-11-2017
آخر تحديث 10-11-2017 | 18:26
No Image Caption
يقال "في المحصلة النهائية المهم ليس هو عدد سنوات العمر، بل نوعية الحياة خلالها". يخشى العديد من الناس حتمية حدوث مقايضة وفق هذا المفهوم: فقد يتقدم بهم العمر طويلاً ولكن سنواتهم الأخيرة قد تصحبها انتكاسات صحية خطيرة. وتشير معلومات من 30 دولة أوروبية إلى أن مثل تلك المبادلة تعتمد على مكان العيش، وما اذا كان الشخص رجلاً أم امرأة، كما أن عدد سنوات التمتع بحياة صحية التي يمكن للانسان العادي أن يتوقعها يرجع الى دراسة طرحت على الناس السؤال عن مشاكل الصحة في الأجل الطويل، والتي تسهم في الحد من أنشطتهم اليومية العادية.

وبشكل وسطي تستطيع المرأة الأوروبية التي تصل الى الخامسة والستين من العمر أن تتوقع العيش نحو ثلاث سنوات أكثر من الرجل في تلك السن.

وعلى أي حال، فإن المرأة تمضي معظم السنوات الزائدة في حالة صحية ضعيفة، ويتساوى عدد السنوات الصحية لدى الرجال والنساء عند نحو تسع فقط.

والسؤال هو هل يساعد العيش في واحدة من الدول الأوروبية الأكثر غنى على التمتع بصحة أفضل؟ وتشير المعلومات الى أن متوسط العمر الإضافي عند 65 سنة يزيد طرديا مع زيادة ثروة البلد ولكن الى نقطة معينة فقط. ويتوقف التحسن بعد وصول الناتج المحلي الإجمالي للشخص الى مستوى 30000 دولار (مع أخذ الفروقات في مستويات الأسعار بين الدول في الاعتبار)، ويمثل هذا المستوى بشكل تقريبي الخط الفاصل بين أوروبا الشرقية والغربية. وفي المقابل يزداد عدد سنوات الحياة بصحة جيدة زيادة خطية مع زيادة دخل الدولة. وعلى سبيل المثال فإن المواطن الإيطالي الذي يبلغ الخامسة والستين من العمر يمكنه أن يتوقع العيش للعدد نفسه من السنين مثل المواطن النرويجي على الرغم من أن النرويج أكثر ثراء من إيطاليا بقدر كبير. ولكن يحتمل أن يمضي النرويجي المعمر ما يقارب الثمانين في المئة من بقية حياته بصحة جيدة، بينما لا يأمل المعمر الإيطالي في العيش بصحة جيدة سوى بنسبة 40 في المئة فقط من حياته.

دور الخدمات العامة والبنية التحتية

وقد يكون ذلك نتيجة إلى اختلاف انفاق الدول على الخدمات العامة والبنية التحتية. والعديد من سمات المشاكل الصحية للتقدم في السن مثل صعوبات السمع والنظر ليست قاتلة، ولكن ما لم تتم معالجتها وما لم يتم تكييف الخدمات العامة من أجل تلبية احتياجات المسنين فإنها قد تجعل الحياة مزعجة وبائسة.

وعلى سبيل المثال، فإن الأرصفة وإشارات الشوارع وأماكن المشاة تصمم في أغلب الأحيان للشباب والقادرين. ولدى الدول الأكثر غنى كمية من المال أكثر من أجل الإنفاق على جعلها ملائمة بقدر أكبر بالنسبة الى المسنين. وقد لا يسهم ذلك في اطالة عمر الإنسان ولكنه يستطيع مساعدة الناس على الاستفادة من سنواتهم المتبقية بشكل أفضل.

back to top